الشيحي لـ" اليونسكو": مصر بتاريخها العظيم تثمن قيمة العلم.. ونرحب بالمقترح اليوناني حول تعليم اللاجئين
أكد الدكتور أشرف الشيحى وزير التعليم العالى والبحث العلمى على الدعم الكامل لعملية الاصلاح التي بدأتها منظمة اليونسكو في الفترة السابقة.
جاء ذلك خلال إلقاءه كلمة مصر أمام الدورة 200 للمجلس التنفيذي لليونسكو بباريس
وأشار الشيحى الى أمله في أن تؤدي القرارات التي سوف تعتمدها هذه الدورة إلى تعزيز دور المنظمة بما يضمن استدامة شبكتها الميدانيّة على مستوي العالم، ولاسيما بالدول الافريقية انطلاقاً مما تمثله أفريقيا كأولوية رئيسية لليونسكو بجانب المساواة بين الجنسين، حيث يحدونا الأمل في مصر أن تتمكن اليونسكو من التخلص من كل ما يعرقل انطلاقها، لتصبح دوماً المنظمة القائدة والمحفزة للحكومات والوكالات المتخصصة والأوساط العلمية.
وأضاف الشيحى أن اليونسكو تقترن دوماً بإسهامها في إنقاذ آثار النوبة، وأبرزها معبد أبو سمبل الشهير، من خلال تدشينها للحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة في ستينيات القرن الماضي، والتي انطلقت منها مسيرة اليونسكو لحماية التراث العالمي، وقد كانت هذه الحملة مثل مشروع احياء مكتبة الاسكندرية القديمة مثالاً حيًا لشراكة دائمة ومتجددة بين بلادنا ومنظمتنا العريقة، وعلامة مضيئة في تاريخ اليونسكو للحفاظ على التراث الإنساني وسيظل إيماننا كاملاً بهذا الدور الجوهري للمنظمة خاصة في حالات الحروب والنزاعات المسلحة.
وأشار الشيحى الى أن الفقر والجهل لا يزالان يمثلان أكبر الحواجز أمام تحقيق أهداف المنظمة، ان مصر بتاريخها العظيم تثمن قيمة العلم، فبالعلم صنع المصري القديم حضارته، ولقد اثبت التاريخ ان الحضارة والثروات الإنسانية الحقيقية تقوم بالأساس على الثقافة والعلم لا على الأموال والثروات المادية فقط.
وأضاف الشيحى أن اعتماد أهداف التنمية المستدامة وإطار العمل الخاص بها على دور التعليم المحوري في تحقيق التنمية المستدامة التي نسعى لتحقيقها بحلول عام 2030.
وطالب الشيحى أمانة قطاع التعليم بالمنظمة والدول الأعضاء تقديم كل الدعم لمبادرة العقد العربي للقضاء على الأمية بجميع أشكالها "الأبجدية، والرقمية، والثقافية" للفترة 2015-2024 التي تتبناها جامعة الدول العربية، وتساندها "الألكسو"، باعتبارها إحدى أولويات منطقتنا العربية.
إن جوانب موضوع التعليم متعددة ويأتي على رأس أولوياتها وأهمها محو الأمية التي تمثل اللبنة الأولى في جدار التعليم ولا سيما بين الفتيات، أمهات الغد، وكذلك حق اللاجئين في تعليم جيد وحياة أفضل.
وترحب مصر في هذا الصدد بمشروع القرار المقترح من اليونان حول تعليم اللاجئين وتأمل في اعتماده بالإجماع.
وأشار الشيحى الى أنه في الوقت الذي لم يعد فيه مفهوم محو الأمية يقتصر على قدرة الشخص على القراءة والكتابة فقط، بل تعدى ذلك إلى البعد الرقمي وأصبح محو الأمية الرقمية هدفاً لبناء مجتمعات معرفة حديثة ومتطورة، أصبحت شبكة الإنترنت أداة استراتيجية للجماعات الارهابية في تغذية التطرف وتشجيع الكراهية والعنف ولا سيما بين الشباب، المستفيدين الرئيسيين من العصر الرقمي.
ومن هنا جاءت دعوات الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من محفل وآخرها اجتماعات الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي أهاب فيها بضرورة العمل على تقنين وحماية الشباب من أخطار الإرهاب الإلكتروني، من خلال تبني منظور إصلاحي شامل عماده الثقافة.
وأكد الشيحى على دور الإعلام في تحصين الشباب ضد أية أفكار مغلوطة، ولعل ذلك ما دعا مؤسسة الأزهر الشريف، التي تعد إحدى أهم مرجعيات الإسلام السني قاطبة، إلى التفكير في إطلاق قناة فضائية وبوابة إلكترونية تنشر منهج الوسطية في ظل تنامي ظاهرة الغلو والتطرف.
وفى النهاية أكد الشيحى على أن مصر التي كان لها شرف المشاركة في صياغة الأفكار والمبادئ التي ضمنها ميثاق اليونسكو، تقدر الأهمية المضاعفة التي يكتسبها دور هذه المنظمة في عالم اليوم، وتجدد التزامها غير المحدود بالعمل على تحقيق أهدافها.