مواد هامة لا تُضاف إلى المجموع!
الثلاثاء 20/سبتمبر/2016 - 11:06 م
العلم؛ ضرورة.. دينية؛ وطنية؛ علمية.. من هنا انطلق مباشرة نحو القول بأن المواد الدراسية التي تُعالج هذه الضرورات الثلاث قد هُمشتْ بمرحلة التعليم الثانوي العام، وأعني بالتحديد؛ التربية الدينية؛ والتربية الوطنية؛ والكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والإتصال.
لماذا وُضعت درجات هذه المواد وراء المجموع الكُلي، حيث بات لا يتأثر بها، ولا يعبأ لها؟!.
دعوني أحسن الظن وأقول؛ لعلهم اعتبروها ضرورات حياتية كالهواء والماء والغذاء، ومن ثم فلا مناص من أن يُقبل الطالب علي مذاكرتها غير مدفوع بسوط الدرجات كسائر المواد التي تُضاف إلى المجموع!.
ولكن يبقى السؤال، هل وصلت القناعة السابقة بأهمية هذه العلوم المُهَّمشة إلى ذهن المُعلم وولي الأمر والطالب على هذا النحو اتساقًا مع الفرضية السابقة؟ .. لا أظن، فالسائد أنه لو كانت مُهمة في نظر المسئولين لوضعت أمام المجموع وأثرت فيه، أما وإنها قد قبعت وراءه فذا أكبر دليل على عدم أهميتها وجدواها العلمية والعملية والواقعية.
وبناءً على الفهم السابق أُهملتْ هذه الثلاثية إهمالًا جسيمًا، فلا معلم يشرح؛ ولا طالب يُذاكر؛ ولا ولي أمر يهتم، فالحتمي - إذًا - والمُسلم به أن الطلاب سينجحون جميعًا في تلك المواد بلا أدني مُذاكرة؛ إذ كيف يرسب طالبًا بسبب مادة لا تُضاف إلى المجموع؟!.
هذه هي النتيجة التلقائية لتهميش مواد ذات أهمية، والأدهى أنْ صارت حصصها الدراسية لعبًا، وامتحاناتها تهريجًا؛ وعبثًا تحاول فرض هيبة واحترام لها، وعليه فقد تحولت إلى ثغرة غير انضباطية وإشكالية تعاني منها إدارات المدارس الثانوية.
أود أن أقول؛ إن ظل نظام المجموع معمولًا به في الثانوي العام تحديدًا؛ فيجب أن تضاف درجات التربية الدينية؛ والتربية القومية؛ والكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والإتصال إلى المجموع الكلي، لأنها مواد أكثر أهمية من أخرى أساسية يدرسها الطالب في تلك المرحلة المفصيلة من مسيرته التعليمية، فمن تلك المرحلة ينفذ إلى جامعة يحتاج فيها إلى اتزان ديني وانتماء وطني وجاهزية تكنولوجية لينطلق في مسيرته الجامعية بلا أنفاق ولا مطبات ولا عراقيل، أو أن يُلغي نظام المجموع - كما قلت في مقال سابق - ولتكن البداية من سنوات النقل؛ وأنْ تُعامل كل المواد الدراسية بذات الأهمية، ونطرح من تعليمنا كل مادة لا فائدة منها.
عبد القادر مصطفى عبد القادر
كاتب وتربوي