الطيب وايوب والاعلام اللعوب
هل سألت نفسك من قبل ماهى رسالة الاعلام الرياضى فى مصر ؟ وما هو الدور الذي يلعبه في صالح المجتمع؟ وما هو الهدف السامى من هذا الكم الكبير من المصاطب الاعلامية الرياضية ؟
نتفق أم نختلف مع الكم الكبير للبرامج الرياضية
فى مصر ولكن تبقى الاثار السلبية للاعلام هى ما يبقى فى أذهان الجميع ، فمقدمو البرامج
الرياضية الذين يتشدقون ليلاً نهاراً بالحيادية بل والادهى انهم يدعون المشاهدين لنبذ
الفتنة والعصبية الكروية ، وكيف هذا و المشاهدون قد تأصل فى فكرهم و وجدانهم الفتنة
والعصبية الكروية ، بسبب ثلاثة امور نستعرضها فى الاسطر القادمة :-
1- من
يشاهد الافلام الوثائقية بكثرة يرى ان العالم كل يوم فى حلة جديدة وان التطور لا يتوقف
لثانية واحدة قادمة ، كذلك هو الحال لمن يتركون أذانهم صاغية للاعلام الرياضى الذى
يدعى بالباطل نبذ العصبية وهو فى الاساس من أصل لها فى اذهان الجميع .
2- أشهر
مقدمي البرامج الرياضية أقل ما يقال أنهم غير اكادميين ولايفقهون فى فنون الاعلام شيئاً
، واعتماد مقدمى البرامج على أساليب التهييج واللعب بعواطف الجمهور بدلاً من مخاطبة
عقله.
3- عقلية
المتلقى الذى يحب أن يسمع ويشاهد ما يوافق هواه فقط ولاشئ غير ذلك .
الازمة الاخيرة التى ظهرت فى الاعلام الرياضى
فى مصر بخصوص ما تفوه به معلق المباريات أحمد الطيب عندما قلل من شان النادى الاهلى
وجماهيره فى إحدى مباريات غريمه اللدود نادى الزمالك امام نادى انبى بالدورى المصرى
، وهو ماحاول احمد شوبير الاعلامى الشهير التصدى له فى الاستديو التحليلى للمباراة
، وعلق شوبير على هذا الامر انه إذا وصل الامر ان يكون هذا اخر استديو تحليلى له فى
الاعلام المصرى ، فليكن ذلك وعلق على كلمات احمد الطيب بانها هى العصبية بعينها ، وهذه
الكلمات ماهى الا تأصيل للفتنة الكروية بين الاندية وخصوصاً بين الاهلى والزمالك .
تطورت الامور ما بين يوم الخميس "
يوم المباراة " التى شهدت تعليق احمد الطيب ويوم السبت " الذى حدث فيه التراشق
والتشابك بالايدى " وكان للمصاطب الاعلامية بين هذين اليومين نصيب كبير من استضافة
هذا واشعال فتيل الازمة بين كلايهما ، ولا أحد من مقدمى البرامج الرياضية يتمنى ان تعود الامور الى طبيعتها أو تقريب وجهات
النظر بين الطرفيين .
هناك ثلاث رسائل فى النهاية احب ان ارسلها
الى الاطراف المتنازعة فى هذا الموضوع :
أحمد شوبير :
أطلق عليك انك " ايوب " الكرة
المصرية ، لصبرك الطويل فى النادى الاهلى حتى اصبحت كابتن للاهلى وكابتن لمنتخب مصر
، لك أسهام كبير فى انتشار الاعلام الرياضى فى مصر ، تطورت كثيراً فى الفترة الاخيرة
ويشهد على ذلك مباراة الاهلى وروما والاستديو المحترم المقدم بالتعاون مع قناة رياضية
عربية محترمة ، وفى نفس اليوم مهنيتك فى التعامل مع نهائى دورى الابطال باستضافتك لرئيس
اكاديمية اتليتكو مدريد بمصر ولقاء حصرى مع كابتن المنتخب الاسبانى بويول الذى كان
فى زيارة لمصر لتنشيط السياحة ، ولكن يا كابتن شوبير من يطلق عليه ايوب الملاعب المصرية
كان يجب ان يتحلى بالكثير والكثير من الصبر فى هذه المواقف وكان يجب عدم الدخول فى
الاستديو وكان من الممكن الاكتفاء باتصال هاتفى او الرد فى يوم منفصل على كل ما قاله
السيد احمد الطيب .
أحمد الطيب :
أحد أشهر المعلقيين فى الوطن العربى ، له
تاريخ طويل فى التعليق سواء فى مصر او فى القنوات العربية ، لاينسى الجمهور الاهلاوي
تعليقه على نهائى دورى الابطال الافريقى الذى جمع بين الاهلى والترجى والتفوق الاهلاوى
فى هذه المباراة ، يحبه الجمهور الاسمعلاوى والان الزمالكاوى ولهم كل الحق فى ذلك ،
فمن المحترم ان تمجد فى الكيانات الاخرى كالاسماعيلى والزمالك ولكن ما لايصح أن تمجد
فى هؤلاء بالتقليل من النادى الاهلى فمقارنتك الهضبة والكينج وامير الغناء بسعد وشعبولا
وحموده بالتاكيد ظالمة وفيها اهانة للجمهور الاهلاوى واحب ان أذكرك ان من جعل لهؤلاء
شهرة هم كافة اطياف الشعب المصرى بمختلف انتماءاته ، ولايمكن أن يكون ردك على رواية
الكابتن احمد شوبير هو ان تحلف بالطلاق ليس مرة ولكن كثير وأذكرك ان هذه الامور دنيوية
أى " دنيوية الموضوع وايضاً دنو الفكرة المتصارع عليها " وهو بالتاكيد لايجوز
أن ندخل الطلاق فى مثل هذه الامور .
الاعلام اللعوب :-
من خرج منتصراً من هذه المعركة بالتاكيد
هو كل شخص تافه يستغل مثل هذه الامور لإطالة ساعات البرامج الرياضية ، والاستمتاع بالمكالمات
الهاتفية التى تمجد فى شخصه وتقول له انك فارس الاعلام الرياضى فى مصر رغم انك ليس
باكبر من قذم صغير لا تفقه فى الاعلام شيئاً ، فالاعلام مهنة الرجل المنصف وليس لمن
تتغيير عنده المبادئ بمقابل بل وبدون مقابل .