أجور أساتذة الجامعات ..والسم في العسل
إطلعت مؤخراً على أحد المواقع المهتمة بالحياة الأكاديمية التي تخاطب العالم العربي, وهو بالمناسبة مكتوب باللغتين العربية والإنجليزية..!!!
وفى البداية
... ما شد انتباهي, مقال بخصوص أجور أساتذة الجامعات الحكومية العربية, ومقال آخر عن
نضال أساتذة الجامعات لتأمين لقمة العيش, وبعض المقالات الأخرى المرتبطة بجودة التعليم
وكيف تقدمت جامعات إحدى الدول العربية في قائمة التصنيف العالمي وحققت مستوي دخل مميز
لأعضاء هيئة تدريسها , والعديد من الموضوعات الأخرى.
ولكن بعد قراءة بعض المقالات وجدت السم في العسل
بشكل واضح وصريح فيما بين السطور ..!!!
وقبل التطرق بعرض
بعض من هذا السم المكتوب ما بين السطور في مقالاتهم .. ذهبت لمعرفة مصدر هذا الموقع
وأسماء المحررين وبلدانهم فوجدت الآتي : لندن , بوسطن وإحدى الدول العربية ..!!
وقمت بإعادة قراءة
بعض المقالات بنظرة أخرى مختلفة, فوجدت إن الدول المهتمون بشأنها وقاموا بدراسة أحوالها
هي مصر واليمن وليبيا وتونس وسوريا والعراق ( وهي الدول التي حدثت بها ثورات ) بالإضافة
إلي السعودية ولبنان وبعض من دول الخليج كقطر والإمارات ...!!!!!
والخلاصة المكتوبة
ما بين السطور التي يقدمونها كنصيحة للعالم العربي بعد دراسات مستفيضة منهم عن التعليم
العالي, أن الجامعات العربية التي دخلت التصنيفات العالمية لم تكن تستطيع تحقيق هذا
الأمر بمفردها لولا أنها انتدبت مستشارين أجانب ورسموا لها الخطط الاستراتيجية, وتم منحهم استقلال نسبي في العمل, وعدلوا في القوانين , ثم عقدوا شراكات مع جامعاتهم
الأجنبية ...!!!
على الجانب الآخر
ذكروا ان هناك جامعات حققت مستويات في التصنيفات العالمية نتيجة تضخيم الأبحاث عن طريق
دفع أموال لأعضاء هيئة تدريس بجامعات أجنبية لتنتسب على الورق فقط إليهم ...!!!!
وإن الجامعات الأجنبية
لا غنى عنها لتحقيق تعليم وجودة بالبلدان العربية سواء من خلال وجودهم بتلك البلدان
أو من خلال الشراكة مع الجامعات المحلية والاستعانة بأساتذتهم وخبرائهم في التخطيط
ووضع القوانين ومنحهم استقلال في العمل والاستجابة لتوجهاتهم ...!!! وإن كافة المشاكل
لا حل لها إلا من خلال وجودهم ..!!!
وبعد العرض السابق
المختصر ...
هل لنا ان نسأل
أنفسنا ومسئولينا سؤال واحد ...!!
هل التعليم بالدول
العربية مستهدف ومرغوب بالسيطرة علية ..؟؟؟!!!
وهل الأسلوب المتبع
من قبل المسئولين عن التعليم وخططه الاستراتيجية بالدول العربية يعوق تحقيق الهدف الخبيث
لبعض الدول الاجنبية ...؟؟
وهل الفكر المتبع
فعليا في التعليم الآن بالدول العربية من حيث التوسع في التعليم الخاص والأجنبي وخصخصة
الجامعات الحكومية سيحقق تقدم فعلى ..؟ أم
سيساعد هؤلاء على تحقيق هدفهم وسيحدث إحتلال فكري وقضاء على هوية لنفرح ونسعد بأمور
شكلية بمديح متعمد ودخول بعض التصنيفات العالمية دون مردود حقيقي على المجتمع الموجود
به تلك المؤسسات ...!!
وهل المنح والقروض
المشروطة هي وسيلتهم في التدخل واحتلال الدول فكريا من خلال الاستعانة بفكرهم وخططهم
وخبرائهم ....؟؟؟!!!