"يا بخت من بكانى وبكى عليا ولا ضحكنى وضحك الناس عليا"
"يا بخت من بكانى وبكى عليا ولا ضحكنى وضحك الناس عليا"
مثل شعبي يقال فى حالات عديدة, والمقصود منه أن المكاشفة للسلبيات والأخطاء تضع الإنسان أمام مرآة كاشفة للعيوب, وبالتالى تمكنه من إصلاح كافة السلبيات والأخطاء إن وجدت , وتضعة على طريق سلالم النجاح والتقدم , ليتجنب ما فعله من أخطاء ويعمل على الإصلاح المستمر وبالتالى يتحقق التقدم والتطوير الدائم .
ومع استمرارية المكاشفة للسلبيات يستمر
التصحيح بدون العودة خطوة واحدة الى الخلف أو التوقف على نفس المستوى من الاداء .
وعلى الجانب الآخر يرفض هذا المثل الشعبي
التملق والتمجيد وإخفاء العيوب والدفاع عن الخطأ, التي من مسبباتهم يعتقد الإنسان انه
على الطريق السليم , نظرا للمديح الزائف أو التملق, ليحدث التكرار الطبيعي لنفس الخطأ
مرة بعد مرة, وتصبح النتيجة تراجع وتدهور خطوات وخطوات ..!!!
لذا من ملامح المجتمعات المتقدمة هو الإستماع
للنقد , والإستجابة له لتصحيح الأخطاء , وعلى العكس من ذلك فمن ملامح المجتمعات المتدهورة
هو رفض النقد والإستماع للمديح, بحجة ان هناك نقد سلبي ونقد إيجابي وهى حجة فاشلة وشماعة
لتبرير الفعل , ومحاولة لإقناع العقل والنفس بصحة الفعل والرؤية ....!!
وفى المجتمع المصرى وللاسف فقد تحول النقد
المرتبط بالقرارات أو الأفعال من وجهة نظر المسئول, هو نقد موجة لشخصه وليس لطريقة الأداء , ولم نكتفى
الى هذا الحد , ولكن إتسعت السلبيات لتشمل إستحداث فئة من المهللين والمنافقين , كمحاولة
للتملق أو لتحقيقهم مكاسب شخصية لهم على حساب المصلحة العامة كمحاولة لإثبات عكس الرأى
بأسانيد غير منطقية , وبالتالى تحدث حالة من الضبابية بدون تحقيق تقدم أو تطوير ملموس ....!!
ومما سبق وربطاً بما يحدث فى التعليم المصري,
لابد لنا من إلقاء الضوء على استراتيجية التعليم والتعليم العالي السابقة و التى وضعت
أحداهما وزارة التعليم العالى بمؤتمر عام
2000 والتى من المفترض إنتهائها عام 2017 ...!!
ثم نلقي الضوء على اكثر من 12 وزير تعليم تعالى وعدد
من وزارء التربية والتعليم تولوا مسئولية الوزارتين منذ عام 2000 وحتى الآن , وعدد
هائل من القيادات الأخرى سواء بالوزارتين أو بالجامعات و المعاهد والمدارس .. بعضهم
إنتهت مدتهم والبعض الآخر لازالوا فى موقع صناعة القرار و مستمرين بطاقم من المستشارين
والمساعدين , إلى جانب عدد كبير من مشروعات تطوير التعليم صرفت ملايين الجنيهات , وخطط
استراتيجية لكل مؤسسة من المؤسسات التعليمية
كتبت كلها بمعزل عن خطة مركزية للدولة لعدم توفر الأخيرة سواء فى التعليم أو البحث
العلمي , وورش عمل بمعدل ورشة كل دقيقتين
, ولجان عديدة يتم إستحداثها بشكل دوري ودورات لتنمية قدرات ....الخ كدائرة من المتاهه , ندور بداخلها ونكرر نفس أخطائنا
لوجود نفس الرؤية ونفس الفكر المحب للمديح
...
ثم نتسائل لعلنا نحصل على إجابة واحدة
هل أنتم راضون الآن عن التعليم والبحث العلمي
بمصر..؟
هل ما وصلنا إلية الآن هو ما يلائم هذا
الشعب صاحب أكبر حضارة عرفها التاريخ ..؟؟
هل أنتم راضون عن مؤهلات خريج الثانوية العامة وخريجين الجامعات المصرية
وملائمتهم لسوق العمل ؟؟
هل أنتم راضون عن البحث العلمى وربط الصناعة
به ؟
هل أداء المؤسسات التعليمية يلبي إحتياجات
المجتمع المصري ؟
هل أنتم راضون عن اداء مدرسين التربية والتعليم
وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية ونظم ترقياتهم وأسلوب تنمية قدراتهم وإهتمام
الدولة بهم مالياً وصحياً وإجتماعياً فى تلك المهمة السامية التى كلفوا بها لإعداد
أجيال المستقبل وتقدم هذا البلد ..؟؟
ثم أنتقل من الاسئلة السابقة لنتسائل فى إتجاة آخر ...هل أنتم راضون الآن عن مستوى المؤسسات التعليمية التى حصلت على الإعتماد من الهيئة القومية لضمان الجودة وما حققته من إجابات عن الإسئلة السابقة ..!!؟؟
ونهاية هل سنطبق المثل الشعبي كاملاً أم سنردد ونكتفى بنصفة فقط لنقول يا بخت من ضحكنى وضحك الناس عليا....!!!