الإثنين 24 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
منوعات

فيديو ..اليوم ذكري مذبحة بحر البقر واستشهاد 30 تلميذا بأيادي العدو الاسرائيلي

الجمعة 08/أبريل/2016 - 06:32 م
مذبحة بحر البقر1970
مذبحة بحر البقر1970

"الدرس انتهى لموا الكراريس بالدم اللى على ورقهم سال"، بتلك الكلمات عبرت الفنانة شادية عن آلام المصريين التي حفرت في قلوبهم بعد الهجوم الوحشي الذي شنته القوات الإسرائيلية الغادرة على مدرسة بحر البقر.

 في مثل هذا اليوم في صباح  الثامن من أبريل عام 1970، شنت القوات الجوية الإسرائيلية هجوم على المدرسة بإطلاق خمسة قنابل وصاروخين باستخدام طائرات من طراز "فانتوم"، التي راح ضحيتها 30 طفلًا و أصيب فيها 50 آخرين، هذا بجانب إصابة مدرس و11 عاملًا بالمدرسة وتدمير مبنى المدرسة تماما.

انتقلت على الفور سيارات الإطفاء والإسعاف لنقل المصابين وجثث الضحايا ، وبعدها أصدرت وزارة الداخلية المصرية بياناً تفصيلياً بالحادث وأعلنت أن عدد الوفيات 29 طفلا وقتها وبلغ عدد المصابين أكثر من 50 فيهم حالات خطيرة ، وأصيب ومدرس و11 شخصاً من العاملين بالمدرسة. وقامت الحكومة المصرية بعد الحادث بصرف تعويضات لأسر الضحايا بلغت 100 جنيه للشهيد و10 جنيهات للمصاب، وتم جمع بعض متعلقات الأطفال وما تبقى من ملفات، فضلاً عن بقايا لأجزاء من القنابل التي قصفت المدرسة، والتي تم وضعها جميعاً في متحف عبارة عن حجرة أو فصل من إجمالي 17 فصلا تضمها جدران مدرسة "بحر البقر الابتدائية" تعلو حجرة المتحف عبارة مكتوبة بخط اليد "متحف شهداء بحر البقر". ثم تم نقل هذا الآثار إلى متحف الشرقية القومي بقرية هرية رزنة بالزقازيق الذي افتتح عام 1973.

وعلى الرغم من مرور 47 عامًا، على تلك المذبحة إلا أن أرض بحر البقر ما زالت تحمل دماء الأطفال الأبرياء، وما زالت أفئدة الآباء تتأوه لفقدان أطفالهم دون وجه حق، على أيدي الاحتلال الغاشم.

تجردت إسرائيل من مشاعر الرحمة وشنت هجوم غادر على التلاميذ الموجودين بمدرسة بحر البقر  المشتركة في قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، لتكون بذلك قد لطخت أيدي القوات الإسرائيلية بدماء هؤلاء الأطفال التي سالت على الأرض، ورويت بها كتبهم و براءتهم التي دفنت معهم وضعفها و صغر سنهم الذي لم تفكر به إسرائيل قبل أن تقدم على فعل هذا العمل المشين.

لم تعترف إسرائيل بذلك الهجوم الغادر بل بررت موقفها بتصريح موشى ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي، على راديو إسرائيل قائلًا "المدرسة التي ضربتها طائرات الفانتوم هدف عسكري، وادعى أن المدرسة كانت قاعدة عسكرية وأن المصريين يضعون الأطفال فيها للتمويه".

ولم تكتف إسرائيل بتصريح موشى ديان بل خرج يوسف تكواه، مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، هو الآخر برسالة إلى المنظمة الدولية ليبرر بها موقف إسرائيل، حيث كتب في الرسالة "تلاميذ المدرسة الابتدائية كانوا يرتدون الزي الكاكي اللون، وكانوا يتلقون التدريب العسكري، و قال راديو إسرائيل أن الأطفال الضحايا كانوا أعضاء في منظمة تخريبية عسكرية".

خرجت مصر تندد بالهجوم الوحشي على أطفالها، ووصفته بأنه هجوم لا يمت لمعاني الإنسانية بصلة وأن الهدف من هذا الهجوم هو إجبار مصر على وقف الهجمات التي قامت بشنها على إسرائيل خلال حرب الاستنزاف، والضغط على مصر من ناحية أخرى لإجبارها على الموافقة على مبادرة "روجرز" التي تفيد بوقف إطلاق النار.

وأرسل حسن الزيات، مندوب الجمهورية العربية المتحدة في الأمم المتحدة آنذاك، مذكرة إلى مساعد السكرتير العام للأمم المتحدة، رالف باتش عبر فيها عن غضب مصر مما فعلته إسرائيل، وطالب بعقد اجتماع عاجل للدول الاعضاء، كما قام وزير الخارجية المصري بعقد اجتماع لسفراء الدول الأجنبية.

أما على الصعيد الدولي فقد علقت الخارجية الأمريكية على الهجوم بقولها إن ما فعلته القوات الاسرائيلية هو امر مفزع، و ان ما حدث له عواقب، و ذلك لعدم الالتزام بقرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إطلاق النار.

وكان للاتحاد السوفيتي دور هو الآخر فى التعليق على الحادثة، حيث أدانت  موسكو الحادث وصفته بـ "وعندما أرادت إسرائيل اختيار حق الرد فلم تعارك جيشًا بل ذهبت للانتقام من أطفال مدرسة بحر البقر، و وصفت رد إسرائيل بأنه رد عاجز و غير إنساني.

أما عن وسائل الإعلام فكان لها دور هي الأخرى في الرد على غدر إسرائيل بالأطفال الأبرياء، وأخرجت السينما المصرية أفلام تخلد فيها هذه الحادثة المؤلمة، مثل فيلم "العمر لحظة" الذي قامت ببطولاته الفنانة ماجدة و الفنان أحمد زكي.

وهناك أيضًا فيلم "حكايات غريب" عام 1992 الذي قام ببطولته الفنان محمود الجندي وشريف منير و محمد منير.

اليوم مجزرة بحر البقر هي هجوم شنته القوات الجوية الإسرائيلية في صباح الثامن من أبريل عام 1970 م، حيث قصفت طائرات من طراز فانتوم مدرسة بحر البقر المشتركة في قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية في مصر، أدت إلى مقتل 30 طفلًا وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة تماماً.

نددت مصر بالحادث المروع ووصفته بأنه عمل وحشي يتنافى تمامًا مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية واتهمت إسرائيل أنها شنت الهجوم عمدًا بهدف الضغط عليها لوقف إطلاق النار في حرب الإستنزاف ، بينما بررت إسرائيل أنها كانت تستهدف أهدافًا عسكرية فقط ، وأن المدرسة كانت عبارة عن منشأة عسكرية مخفية.

أثار الهجوم حالة من الغضب والاستنكار على مستوى الرأي العام العالمي، وبالرغم من أن الموقف الرسمي الدولي كان سلبيًا ولم يتحرك على النحو المطلوب، إلا أن تأثير الرأي العام تسبب في إجبار الولايات المتحدة ورئيسها نيكسون على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة، كما أدى الحادث إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية علي المواقع المصرية ، والذي أعقبه الانتهاء من تدشين حائط الصواريخ المصري في يونيو من نفس العام والذي قام بإسقاط الكثير من الطائرات الإسرائيلية، وانتهت العمليات العسكرية بين الطرفين بعد قبول مبادرة روجرز ووقف حرب الاستنزاف

رحم الله شهداء العلم تلاميذ ومعلمين وعاملين بمدرسة بحر البقر

ورحم الله شهداء الوطن في كل زمان من شباب ورجال الجيش والشرطة المصرية