مؤتمر "حماية الجيل الجديد من الصحفيين في العالم العربي " ينطلق في بيروت
ينظّم مكتب اليونسكو في بيروت بالاشتراك مع الاتحاد الدولي للصحفيين ومديرية التعليم العالي في وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان، وبدعم من السويد واللجنة الوطنية النرويجية لليونسكو، مؤتمر إقليمي لمناقشة واعتماد "مقرّر جامعي حول سلامة الصحفيين".
يجمع هذا المؤتمر الذي يُعقد في 15 و16 فبراير 2016 في مكتب اليونسكو في بيروت، حوالي 40 مشاركاً يمثلون جامعات في لبنان والدول العربية المشاركة (سوريا، الاردن، العراق، فلسطين، مصر، تونس، المغرب، وُمان)، بالاضافة الى خبراء من اليونسكو والاتحاد الدولي للصحفيين، بهدف مناقشة وإقرار مسودة لمقرر تعليمي حول سلامة الصحفيين. سيكون هذا المقرر متوفراً لجميع الجامعات الراغبة اعتماده في المنطقة العربية.
تهدف اليونسكو والاتحاد الدولي للصحفيين والجامعات المشاركة من خلال تطوير هذا المقرر إلى خلق بيئة تمكّن الجيل الجديد من الصحفيين من تغطية مختلف الأحداث بشكل أكثر اماناً واحترافية، مع الاخذ بعين الاعتبار السياق المحلي والمعايير العالمية المعتمدة.
كما يمكن الاستفادة من مخرّجات هذا المؤتمر لتحديث المنهاج التعليمي في كليات الصحافة في الجامعات، من خلال تبني ودمج المكونات المختلفة لمقرر السلامة الجديد.
إلى ذلك، من خلال هذا النموذج، سيتعرّف الطلاب والمعلمون والعمداء في كليات الاعلام والصحافة إلى مختلف الجوانب العملية لمزاولة مهنة الصحفي في منطقة تشهد نزاع أو كوارث طبيعية، كما سيستكشفون الإطار القانوني العام الذي يفرضه القانون الدولي.
يأتي هذا الحدث في إطار مهام اليونسكو والاتحاد الدولي للصحفيين لتشجيع حرية التعبير، سلامة الصحفيين، ودعم استقلالية وتعددية الاعلام وحق الوصول للمعلومات. كما يأتي هذا المؤتمر في سياق "خطة عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب" والتي تقودها اليونسكو. وعبر ارتكازه على الإنجازات التي حقّقتها اليونسكو في مجال منع وادانة الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، يمثل هذا المؤتمر بحد ذاته مساهمة كبيرة أخرى في هذا المجال.
خلفية
بلغت معدلات الجرائم والاعتداءات المرتكبة ضد الصحفيين مستويات خطيرة خلال السنوات القليلة الماضية، مما خلق مناخ من الخوف والشعور بانعدام الامان. وقد تم تهديد ومهاجمة وحتى قتل العديد من الصحفيين لأسباب مختلفة، ومنها الانتماء السياسي. إضافةً الى ذلك، لطالما عبّر ممثلو المؤسسات الإعلامية عن قلقهم، حيث أن سلامة الصحفيين الشخصية تشكّل التهديد الاكبر الذي يمنعهم من القيام بواجباتهم المهنية. وإلى جانب هذا القلق على سلامتهم، والمرتبط بشكل عام بالرأي السياسي، يشكو الصحفيون الذين يغطون الاحداث الميدانية من زيادة في حالات الاعتداء عليهم في الشارع. وقد وقع العديد من هؤلاء الصحفيين ضحية للعنف اثناء تغطية احداث هامة مثل الاعتصامات والمظاهرات. وتمثل الحروب والنزاعات المسلحة تهديد خطير آخر على حياة الصحفيين، حيث شهدت المؤسسات الإعلامية والعاملون فيها على حوادث اعتداء وجرائم قتل وأعمال تدمير متعمّدة استهدفتها.
وعياً منها على أهمية تطوير رد متكامل لمواجهة هذا الواقع، تعمل اليونسكو والاتحاد الدولي للصحفيين على إشراك المؤسسات الأكاديمية بشكل فعّال في هذه العملية. فعلى الجامعات وكليات الإعلام أن تلعب دوراً أكثر إيجابية في تصحيح الوضع الخطير الحالي، وذلك من خلال اتخاذ إجراءات على صعيدين:
1) تحديث المناهج: لا يتضمن المنهاج الإعلامي المعتمد حالياً في معظم الجامعات على أي من المقررات التي تعنى بالسلامة. فلا يعرف طلاب هذه الكليات حقوقهم وواجباتهم، لما يتركهم غير محميين وعرضة للانتهاكات. وبالتالي، يجب على الجامعات المعنية أن تعمل لتضمين مقررات السلامة في مناهج الاختصاصات الإعلامية.
2) التدريب وبناء القدرات حول إجراءات السلامة: لا يتلقى طلاب الكليات الإعلامية اثناء دراستهم الجامعية اي تدريب عملي حول السلامة.
على الجامعات والكليات المعنية تطوير تدريبات ميدانية خاصة حول إجراءات السلامة التي يمكن للصحفيين اتخاذها لحماية نفسهم في حالات الطوارىء.