مسرحة المناهج ...ومسرحة الحكومة
الأربعاء 09/ديسمبر/2015 - 08:56 م
ثورتين متتاليتين بعد معاناة كبيرة من مشاكل المنظومة التعليمية فى مصر حتى وضعنا ايدينا على الطريق السليم وجلسنا كمعلمين وخبراء ومفكرين ومجتمع مدنى مصريين واجانب نضع استراتيجية تعليمية لمستقبل تعليم ابنائنا تحت شعار " معا نستطيع "
وكانت من اهم برامجها والتى اتفق عليه الجميع "مسرحة المناهج" ففى عام الاستراتيجية الاول وضعنا ايدينا مع وزارة الثقافة فى اول خطوة لتحويل المناهج والمقررات الى اعمال فنية بالتعاون مع البيت الفنى للمسرح وبدأ حراك في التعليم يؤكد علي أن المدرسة المصرية ستعود مرة أخري مؤسسة اجتماعية ثقافية تربوية وليست مجرد أبنية، فضلا بانها تسهم في تحقيق مستوى الجودة، وفي خلق جيل واعٍ، و ذكي، ومبدع، وقادر على تلقي المعلومات وتنظيمها فمشروع مسرحة المناهج بدون اى نوع من التحيز او المجاملة عندما تحول النصوص المقررة على الطلاب الى مسرحيات واعمال فنية اذن نحن نسير فى الطريق الصحيح ..ليس فقط بل ستكون محفورة فى تكوين وعقل كل طالب ..وبدون انتظار للنتيجة النتيجة كانت محسومة لصالح اصحاب الفكرة ومؤيديها والقائمين عليها لذا اعتبرها كانت بداية صحيحة علي الطريق الصحيح لإصلاح للتعليم المصري
كنت شاهد عيان لمشاهدة تلك الاعمال حيث تم عرض "طموح جارية" والتى تحكي عن تاريخ حياة "شجرة الدر"، و"الأيام" عن قصة حياة عميد الأدب العربي طه حسين وكانت نقطة البداية حيث التقيت مع نجوم هذه المسرحيات ورايت مدى ترحيبهم واستعدادهم للفكرة حتى وصل الامر ان طلب منى النجم الفنان: مفيد عاشور وقتها ان اصعد الى خشبة المسرح لامر هام ..المفاجئة انه وزملائه الفنانين والفنانات يريدوا ان تعمم التجربة لكل المحافظات وانهم على استعداد لعرض المسرحيات من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب خاصة بعد ما وجد مدى الفرحة والترحيب من الطلبة والطالبات من على خشبة
كل هذه البرامج توقفت ،خطط وبرامج اخرى لاقت قبول ونجاحا منقطع النظير توقفت ، اعمال وحلول لمشكلات حبيسة ادراج الوزارة، مفكرين ومبدعين وموهوبين فى مهب الريح، وكأن هذه الاعمال والخطط والبرامج التى وضعت بجهد كل طوائف المجتمع واعتمدت من رئيس الدولة مرتين فى عهد الرئيس عدلى منصور وفى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى كانت فى عمل مسرحي كبير انتهت بنزول الستار ورحيل المخرج .
* كاتب المقال
طارق نورالدين
معاون وزير التربية والتعليم السابق
Tarek_yas64@yahoo.