الطيب: الحضارات الغربية خلقت الفوضى بالنسبة لشباب هذا العصر
الثلاثاء 01/ديسمبر/2015 - 09:27 م
أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن الشباب يرفض التعامل مع حضاراته القديمة، عكس الشباب في حضارتنا الإسلامية والمصرية، مضيفا: "إذا كان من الإنصاف والعدل أن نعترف بالحضارات الغربية بتحرير الإنسان من البغي والظلم، والنهضة الغربية والصناعة، فلابد من الحق أن يسجل عليها خلقت ما يشبه الأزمة أو الفوضى بالنسبة لإنسان العصر الحديث، ولابد أن نتلفت حولنا لندرك مدى خطورتها على العالم العربي، مؤكدا أن حضارات الشباب العربي الأصيلة تستلهم مسارها من عميق الزمان على أسس صحيحة".
ووجه الطيب، كلمته للشباب، قائلا "لا ينبغي أن تذهبوا عن ميراثكم الحضاري الذي تتميزون به عن بقية شباب العالم أو تتناسوا معدنكم النبيل الذي تضربون بجذوره في قديم الأزمان، أو تاريخكم العريق الذي صنعكم وصنعتموه"، مضيفا "أنتم شباب مصر من بين سائر شباب العالم، تسندون ظهوركم إلى حضارات أصيلة تجري في دمائكم وعروقكم وهي حضارة قدماء المصريين، والحضارة المسيحية في مصر، والحضارة الإسلامية والعربية".
وأوضح شيخ الأزهر، خلال كلمته في اللقاء المفتوح بينه وبين عدد من طلاب الجامعات المصرية أن البتر المتعمد بين التراث والمعاصرة، كان سببًا في خلق أجيال حديثة تنتمي إلى تغيرات الزمان وتبدلات المكان، بأعمق مما تنتمي إلى فلسفة المبدأ، بعد أن محت هذه الأجيال من ذاكرتها تراث القرون الوسطى بكل كنوزه العلمية والمعرفية، وبكل آثاره التي لم تعد تمثل شيئًا ذا بال في خيالهم وذاكرتهم.
وأشار الطيب إلى أن الحضارة الإسلامية، التي هي أحدث الحضارات الشرقيةِ، وأعمقُها أثرًا في نفوسنا، تشبه المثلث المتساوي الأضلاع، هذه الأضلاع هي: الوحي الإلهي، والعقل المنضبط بالوحي، والأخلاق، مطالبا الشباب بحفظ القرآن قائلا "نصوص القرآن في السطور وفي الصدور مكن لروح الحضارة الإسلامية وتظل صامدة في معارك التطور، وتبقى على قيد الحياة حتى يوم الناس هذا، رغم ما أصابها من تراجع وتقهقر، ورغم ما يوجه إليها من ضربات قاسية، من الداخل ومن الخارج على السواء، ولو أن أمة أخرى تعرضت حضارتها لما تعرضت له حضارة المسلمين لتلاشت وأصبحت في ذمة التاريخ، منذ قرون عدة".