الإثنين 21 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
أخبار الجامعات

"الضوء لعلاج الأورام الخبيثة ومكافحة الملاريا" محاضرة لرئيس الجامعة الألمانية

الإثنين 30/نوفمبر/2015 - 03:45 م
السبورة

استقبل المجمع العلمى المصرى الدكتور محمود هاشم عبد القادر أستاذ الكيمياء الضوئية بجامعة القاهرة ورئيس الجامعة الألمانية بمناسبة إختياره عضوا جديدا بالمجمع وذلك لإلقاء محاضرة علمية له بعنوان " الضوء لعلاج الأورام الخبيثة ومكافحة الملاريا" وقد قام الدكتور إبراهيم بدران رئيس المجمع بإلقاء كلمة ترحيب بالعضوية الجديدة.

كما قام الدكتور محمد عبد الرحمن الشرنوبى – الأمين العام للمجمع العلمى بتقديم السيرة الذاتية للدكتور محمود هاشم والتى تشير الى تاريخه العلمى والأكاديمى حيث انه تدرج في الوظائف الجامعية من درجة معيد إلى مدرس وحصل على الدكتوراه من جامعة شتوتجارت عام 1979.

وكان عضو المهمة العلمية إلى مركز الأبحاث النووية وجامعة كارلسروها بألمانيا من عام 1982 إلى1983، وكذلك بالمعهد الفيدرالي للتكنولوجيا بسويسرا من 1983إلى1984 وشغل منصب أستاذ زائر في كل من: معهد جورجيا للتكنولوجيا بأطلانطا بالولايات المتحدة ومعهد تكنولوجيا الليزر في الطب والقياسات بجامعة أولم بألمانيا.

كما اشرف على عدد 82 رسالة ماجستير ودكتوراه في مجال تطبيقات تكنولوجيا الليزر وأشعة الشمس وتطبيقات تكنولوجيا النانو في تشخيص وعلاج الأمراض الخبيثة ومكافحة الملاريا والحشرات والآفات الزراعية.

كما قام بنشر عدد 101 بحثا محكما وله ثمانية براءات اختراع ونشر كتاب عن العلاج الضوئي الديناميكي من النظرية إلى التطبيق حديثا ( دار النشر الألمانية سبرنجرفيرلاج).

كما انه عضوا في اللجنة الدولية لتحكيم الأبحاث العلمية التي يتم نشرها في الدوريات والمجلات العالمية المتخصصة في تكنولوجيا النانو والعلاج الضوئى الديناميكى.

وهو الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الكيميائية عام 1989، وعلى نوط الإمتياز من الطبقة الأولى عام 1995 ، وجائزة التميز في العلوم – جامعة القاهرة 2012.

جائزة الدولة التقديرية فى العلوم التكنولوجية المتقدمة لعام 2014 ، ثم اخيرا تم اختياره عضوا فى المجمع العلمى المصرى فى 2015.

واستهل الدكتور/ محمود محاضرته موضحا لما للضوء من دور عظيم فى حياتنا اليومية خاصة ان المجتمع الدولى يحتفل هذا العام بعام الضوء بناءا على قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة فى عام 2013 ان هذا العام عام الضوء وذلك للإستفادة من التكنولوجيا الحديثة لأستخداماته فى الحياة الحديثة وكذلك بمناسبة مرور الف عام على اكتشافات الحسن بن الهيثم .. بل يعتبر الضوء أساسا للحياة على هذه الأرض واوضح امثلة لذلك مثل: المثال الأول: البناء الضوئي او التمثيل الضوئى فى النباتات (وتسمى معادلة الحياة) المثال الثاني: الرؤية فى الكائنات الحية.

موضحا أهمية الضوء ومسترشدا به لشرح كيفية "العلاج الضوئى الديناميكى لتشخيص وعلاج الأورام الخبيثة" Photodynamic Therapy (PDT)وموضحا ما هو العلاج الضوئى الديناميكى؟ والذى يتطلب توافر ثلاث عوامل مختلفة وهى:

1-المستحثات الضوئية بجميع انواعها،2-مصدر للضوء وغالبا بأشعة الليزر او LED 3-الأكسجين الجزيئى المتواجد فى الخلايا والأنسجة الحيوية . وعند اقتران هذه المكونات ببعضها تصبح سامة للخلايا المستهدفة.

كما اوضح مميزات هذا العلاج مثل: عدم وجود اثار جانبية بالمقارنة بالعلاج المتاح من الكيماوي أو الأشعاعي وإستهدافه للخلايا المصابه فقط ، وقصر وقت العلاج كما يتم إستخدام مواد غير مضره بالبيئه والأهم هو إنخفاض تكلفته وزيادة مطَرِدة في نسبة الشفاء.

وقد اوضح الدكتور محمود فى محاضرته الأهمية والاثر المجتمعي لتطبيق العلاج الضوئي الديناميكى فى مصر حيث يعتبر تشخيص وعلاج و جراحه الأورام بإستخدام المستحثات الضوئية هو أحدث وأدق ما وصل اليه العلم وتم تطبيقه بنجاح في عده تخصصات ومنها علي سبيل المثال وليس الحصر (أورام المخ وأورام الجهاز الهضمي وأورام الجلد).

وتعتمد هذه التقنية علي قابليه الخلايا السرطانية دون غيرها لامتصاص المستحثات الضوئية والاحتفاظ بها والتي تقوم بدورها في تدمير الخلية المصابه فور تعرضها لأشعة الليزر.

وتمتاز هذه التقنيه بالدقة المتناهية في إستهداف الخلايا المريضة دون الخلايا السليمة وهذا بالمقارنة بكل الأساليب العلاجيه والجراحيه المتاحه حتي اليوم.

وكان الجزء الثانى من المحاضره هو توضيح وشرح الابتكار المصري لمكافحة الملاريا والفلاريا وحمي الضنك، وتتلخص الفكرة العلمية للابتكار المصرى لمكافحة الملاريا في القضاء على بعوضة الملاريا من المنبع.

وذلك عن طريق قطع دورة حياة البعوضة المسببة للملاريا بالتخلص من اليرقات التي تعيش في المياه الراكدة باستخدام تكنولوجيا الطاقة الضوئية، ويتم ذلك بإستخدام أشعة الشمس المباشرة ومادة الكلوروفيل المستخلصة من النباتات (مثل نبات ورد النيل أو المخلفات الزراعية).

حيث يتم رش المستنقعات بمادة الكلوروفيل التي تتغذي عليها يرقات البعوض، وفي وجود أشعة الشمس يتم حدوث تفاعل ضوئي كيميائي يحول الأوكسجين داخل أنسجة اليرقات إلي أوكسجين ذري نشط يفتك بها، وقد أثبتت النتائج أنه في خلال ساعتين فقط يتم القضاء تماما علي يرقات البعوض بنسبة نجاح 95-100%.

وتتميز هذه الطريقة بالمميزات الآتية:

1-المستخلص النباتي هو عبارة عن مكمل غذائي وقد تم اعتماده من مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية" FDA ) “.، 2-رخيص الثمن وغير مكلف) ، 3-يتمتع بدرجة أمان عالية جدا حيث انه يتحلل بأشعة الشمس وليس له أى اثار بيئية ضارة. 4-أثبتت التطبيقات الحقلية انه لا يؤثر تماما على النظام البيئى الحيوى حيث انه فقط يؤثر على يرقات الباعوض دون تأثيره على اية كائنات حيه أخرى.

التقدير العالمي لهذا الابتكار:

-يأتى هذا الابتكار بعد خبرة اربعين عاما فى البحث العلمى الهادف وتسجيل ثمانية براءات اختراع تم تسجيلها دوليا فى المنظمة الدولية لحقوق الملكية الفكرية (WIPO) وكذلك محليا بأكاديمية البحث العلمى.

-تم نشر هذا الابتكار بعد تحكيمه وتقييمه من قِبل أكبر العلماء فى الاحتفالية العلمية العالمية التى نظمتها جامعة هانوفر بألمانيا، وكانت منافسة عالمية لاختيار اهم واحدث الافكار الجديدة العالمية للألفية الثالثة (Expo 2000) وذلك فى مجموعة المؤتمرات التى سميت تشكيل المستقبل( Shaping the Future).

-تم تسجيل التطبيقات الحقلية لمكافحة الملاريا كبراءة اختراع دولية فى المنظمة العالمية (WIPO) وتم تسجيلها فى عدد 170 دولة منذ عام 2009 تحت رقم WO/2009/149720 بتاريخ 17/12/2009.

-تم الاعتراف بهذا الابتكار من قبل منظمة الصحة العالمية بجينيف

-وفى السياق نفسه قام بنك التنمية الافريقى المركز الرئيسى بأبيدجان بدعوة الدكتور محمود هاشم ومناقشة اختراعه مع تلميذه الدكتور طارق الطيب، وعن قناعة تامه أكد البنك على دعمه لتمويل التطبيقات الحقلية فى أبيدجان بناء على موافقة وزارة الصحة وكذلك بقية الدول الأفريقية.

وأختتم الدكتور هاشم محاضرته برؤيته المستقبلية وهو إنشاء أول مركز خيرى لتشخيص وعلاج الأورام الخبيثة بإستخدام تكنولوجيا الليزر ويهدف المركز الى ان يكون رائدا بدوره فى الشرق الأوسط فى مجال العلاج الضوئى الديناميكى ومجهز على أعلى مستوى بأحدث التقنيات التى تمكن المركز لخدمة قطاع أكبر من المرض فى أنحاء الجمهورية وخاصة صعيد مصر.

وسيقوم المركز بتنظيم ورش العمل التعليمية والتدريبية الأساسية داخل وخارج مقر المركز من قبل المهنيين المعنيين بما فى ذلك الأطباء والصيادلة والعلماء والفنيين المتخصصين والأستعانة بالخبرات الأجنبية من الأطباء والعلماء من دول أوروبا وأمريكا واليابان.

وطلب الدكتور محمود من الحاضرين علماء مصر العظماء المساندة والدعم لإنشاء هذا المركز وتلى ذلك بمناقشة مفتوحة بين علماء المجمع والمحاضر.

واختتم اللقاء الدكتور ابراهيم بدران بالإشادة بالمحاضر ورؤيته المستقبلية وطلب فى الإستمرار فى هذا المشروع وسوف يجد كل الدعم والمساندة ليس فقط من قبل علماء المجمع العلمى بل من مؤسسات الدولة المختلفة وخاصة وزارة الصحة، وعرض رئيس المجمع مساعدته الشخصية كذلك لإتمام هذا المشروع ليستفيد منه مرضى الأمراض الخبيثة واشاد ان هذا يعتبر نقلة نوعية جديدة فى اساليب تشخيص وعلاج الأورام.

وبعد انتهاء المحاضرة أهدى الدكتور محمود هاشم المجمع العلمى المصرى نسخة من أحدث مؤلفاتة العالمية باللغة الأنجليزية بعنوان " Photodynamic Therapy from Theory to Applications” ,والذى نشرته أكبر دار نشر ألمانية شبرنجر فيلاج العام الماضى.

ويتضمن الكتاب شرح النظريات الأساسية والتطبيقات الإكلينيكية لتشخيص وعلاج الأورام الخبيثة بإستخدام تكنولوجيا الليزر بتفاعلها مع المستحثات الضوئية والتى تفتك بالخلايا السرطانية ويطبق هذا منذ ثلاثين عاما فى المستشفيات بالدول المتقدمة علما بأن قدماء المصريين هم اول من استخدم الضوء فى العلاج منذ خمسة آلاف سنة ولذلك تم اهداء هذا الكتاب الى مصر وشعبها العظيم لان مصر هى مكان ولادة هذا العلم وقدماء المصريين هم المكتشفون لتطبيقات الضوء فى العلاج.