من هي روزي أودونيل التي تركت أميركا بسبب ترامب؟

من هي روزي أودونيل التي تركت أميركا بسبب ترامب؟ لطالما كان عالم هوليوود مليئًا بالنجوم الذين يستخدمون شهرتهم للتأثير على الرأي العام، لكن قلة منهم استطاعوا أن يثيروا الجدل كما فعلت الكوميدية والإعلامية الأمريكية روزي أودونيل. فمنذ بداياتها في عالم الترفيه، لم تكن مجرد ممثلة أو مقدمة برامج، بل كانت صوتًا قويًا في الدفاع عن القضايا الاجتماعية والسياسية، مما جعلها واحدة من أكثر الشخصيات التلفزيونية تأثيرًا في أمريكا.
لكن شهرتها لم تكن دائمًا في مصلحتها، خاصة عندما دخلت في صراع طويل ومثير للجدل مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. بدأ هذا الخلاف منذ أكثر من عقد، لكنه تصاعد بشكل كبير خلال حملته الرئاسية وفترة رئاسته، حيث تبادلا التصريحات العدائية بشكل علني، ما جعل الإعلام يتابع هذه المواجهة باهتمام بالغ، ويدرجها ضمن الأخبار السياسية الأكثر تداولًا.
وصل العداء بينهما إلى نقطة جعلت روزي تفكر جديًا في مغادرة الولايات المتحدة، حيث صرحت في أكثر من مناسبة أنها لم تعد تشعر بالأمان أو الانتماء في ظل حكم ترامب. لكن من هي روزي أودونيل التي تركت أميركا بسبب ترامب؟ هل غادرت أمريكا فعلًا بسبب هذا الخلاف؟ وكيف أثرت معركتها العلنية مع ترامب على حياتها المهنية؟
في هذا المقال، سنلقي نظرة متعمقة على هذه الشخصية المثيرة للجدل، من بداياتها في الكوميديا إلى معاركها السياسية، وكيف تحولت إلى واحدة من أشهر منتقدي ترامب، لنكشف حقيقة رحيلها عن الولايات المتحدة وما تفعله اليوم بعد مغامرتها السياسية.
من هي روزي أودونيل التي تركت أميركا بسبب ترامب؟
من هي روزي أودونيل التي تركت أميركا بسبب ترامب؟ إنها الكوميدية والممثلة والإعلامية الأمريكية التي لم تكن مجرد نجمة تلفزيونية عادية، بل كانت شخصية جريئة اشتهرت بآرائها القوية ومواقفها الحادة، خاصة فيما يتعلق بالسياسة. وُلدت روزي في 21 مارس 1962، واشتهرت بتقديم برنامجها الحواري The Rosie O’Donnell Show الذي حصد جوائز عديدة. كما كانت وجهًا بارزًا في برنامج The View، حيث استخدمت منصتها لطرح مواضيع سياسية واجتماعية حساسة.
لكن ما جعلها تتصدر العناوين بشكل متكرر هو صراعها العلني مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي تحول إلى واحد من أكثر الخلافات الشخصية شهرة في تاريخ المشاهير والسياسة.
بداية الصراع بين روزي أودونيل ودونالد ترامب
بدأ الخلاف بين روزي أودونيل وترامب عام 2006، عندما انتقدت أودونيل علنًا قراره بالإبقاء على لقب ملكة جمال الولايات المتحدة تارا كونر، التي واجهت فضيحة تتعلق بتعاطي المخدرات. في إحدى حلقات "The View"، سخرت روزي من ترامب، ووصفته بأنه "محتال" و"شخص مفلس أخلاقيًا".
لم يتردد ترامب في الرد، ووصفها في مقابلات تلفزيونية بأنها "خاسرة"، "امرأة ذات مظهر قبيح"، و"شخصية فاشلة". استمر تبادل الهجمات بينهما على مدار سنوات، حيث انتقدت أودونيل سياسات ترامب وتصريحاته المثيرة للجدل، بينما لم يوفر ترامب أي فرصة للهجوم عليها عبر تويتر ومنصاته الإعلامية.
كيف أثرت مواقف روزي أودونيل السياسية على حياتها المهنية؟
لم تكن معركة أودونيل مع ترامب مجرد معركة كلامية، بل أثرت بشكل واضح على حياتها المهنية. فقد تعرضت لموجة من الانتقادات من قبل المحافظين وأنصار ترامب، الذين دعوا لمقاطعة برامجها ومشاريعها.
في عام 2007، غادرت "The View" وسط أجواء متوترة، وقالت إنها لم تعد تستطيع تحمّل الضغط الإعلامي والسياسي. لاحقًا، حاولت العودة إلى التلفزيون بعدة برامج، لكنها لم تحقق نفس النجاح الذي كانت تحظى به سابقًا. كما واجهت هجمات متكررة من الإعلام اليميني، الذي صوّرها كشخصية متطرفة ومعادية لأميركا.
هل غادرت روزي أودونيل أميركا فعلًا بسبب ترامب؟
بعد فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة عام 2016، صرحت روزي أودونيل مرارًا بأنها تفكر في مغادرة البلاد. عبّرت عن إحباطها من الوضع السياسي، وقالت إن وجود ترامب في البيت الأبيض يجعلها تشعر بعدم الأمان.
في عام 2019، انتقلت روزي بالفعل إلى كندا لفترة قصيرة، حيث أقامت هناك لفترة قبل أن تعود لاحقًا إلى الولايات المتحدة. لكنها استمرت في التعبير عن رفضها العلني لترامب وسياساته، وكانت من بين المشاهير الذين دعوا إلى عزله من منصبه.
تصريحات نارية: ماذا قالت روزي أودونيل عن ترامب؟
كانت روزي من أكثر منتقدي ترامب صراحةً، ولم تتردد في إطلاق تصريحات حادة بحقه. من أبرز أقوالها:
- "ترامب شخص غير مؤهل لقيادة هذا البلد، إنه يمثل أسوأ ما في أميركا."
- "أنا خائفة على مستقبل أطفالي بسبب هذا الرجل."
- "سياسة ترامب كارثية، وهو يقود البلاد إلى الهاوية."
لم تكتفِ روزي بالتصريحات الإعلامية، بل شاركت أيضًا في مظاهرات مناهضة لترامب، وأصبحت من أبرز الداعمين لحركة "المقاومة" التي نشأت عقب انتخابه.
من الكوميديا إلى السياسة: رحلة روزي أودونيل المثيرة
قبل أن تصبح واحدة من أشهر المنتقدين لترامب، كانت روزي أودونيل نجمة كوميدية لامعة. بدأت حياتها المهنية في العروض الكوميدية "ستاند أب"، ثم انتقلت إلى التمثيل، حيث ظهرت في أفلام مثل A League of Their Own وSleepless in Seattle.
لكن اهتمامها بالسياسة بدأ في أواخر التسعينيات، حيث استخدمت منصاتها الإعلامية لدعم قضايا مثل حقوق المثليين، السيطرة على الأسلحة، والتعليم. وبحلول العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، تحولت إلى ناشطة سياسية بارزة، خاصة بعد صعود ترامب إلى السلطة.
رد فعل ترامب على انتقادات روزي أودونيل اللاذعة
لم يكن ترامب من النوع الذي يتجاهل الهجمات الشخصية، وكان دائمًا مستعدًا للرد على روزي أودونيل بعبارات قاسية. في عدة مناسبات، وصفها بأنها "حمقاء"، "شخصية بائسة"، و"فاشلة". حتى أثناء مناظراته الرئاسية، عندما سُئل عن تعليقاته المهينة بحق النساء، أجاب: "فقط عن روزي أودونيل"، ما أثار ضحك الحضور لكنه زاد من حدة الخلاف بينهما.
في 2018، بعد أن دعت روزي إلى عزل ترامب، ردّ الأخير بتغريدة قال فيها: "روزي أودونيل؟ هذه المرأة مجنونة، لقد دمرتها قبل سنوات، وهي لا تزال غاضبة!"
دور وسائل الإعلام في الخلاف بين روزي أودونيل وترامب
ساعدت وسائل الإعلام بشكل كبير في تأجيج هذا الصراع، حيث كانت الصحف والقنوات التلفزيونية تنشر باستمرار تصريحات كل طرف ضد الآخر. كما لعبت وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة تويتر، دورًا رئيسيًا، حيث كان ترامب يستخدم حسابه للرد على أودونيل، بينما كانت هي ترد بنفس الأسلوب.
البرامج الساخرة مثل Saturday Night Live وThe Late Show with Stephen Colbert استغلت هذا الخلاف لصنع محتوى كوميدي، مما زاد من شهرتهما كعدوين لدودين في الساحة الإعلامية.
كيف استقبلت الجماهير قرار روزي أودونيل بمغادرة أميركا؟
كان هناك انقسام حاد بين الجمهور حول قرار روزي بمغادرة أميركا. أنصارها اعتبروا أنها تتخذ موقفًا شجاعًا، بينما رأى مؤيدو ترامب أنها "تتهرب" بدلًا من مواجهة الواقع. في وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت تعليقات مثل:
- "نحن معكِ يا روزي، أميركا بحاجة إلى أصوات مثل صوتك!"
- "لماذا لا ترحل فعلًا؟ أميركا ستكون بخير بدونها!"
ما الذي تفعله روزي أودونيل الآن بعد رحيلها عن الولايات المتحدة؟
بعد فترة قضتها خارج البلاد، عادت روزي أودونيل إلى الولايات المتحدة، لكنها قللت من ظهورها الإعلامي. أصبحت أكثر تركيزًا على الأعمال الخيرية، خاصة المتعلقة بصحة الأطفال وحقوق المثليين.
كما أنها لا تزال نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تواصل انتقاد السياسات الأمريكية، لكنها لم تعد بنفس الحدة التي كانت عليها خلال فترة رئاسة ترامب.
ختامًا: صراع مستمر بين الفن والسياسة
يبقى الخلاف بين روزي أودونيل ودونالد ترامب مثالًا على كيف يمكن أن تتداخل السياسة مع حياة المشاهير. فبينما استخدمت روزي شهرتها للدفاع عن قناعاتها، واجهت ردود فعل قاسية أثرت على حياتها المهنية والشخصية. ومع ذلك، لم تتراجع عن مواقفها، مما يجعلها واحدة من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في عالم الترفيه والسياسة على حد سواء وقد عرضنا لكم في هذا المقال من هي روزي أودونيل التي تركت أميركا بسبب ترامب؟