نكشف المسكوت عنه واسرار جديدة فى واقعة خط الصعيد.. محمد محسوب ترسانة جرائم

يمتلك مختار معتمد، الكاتب الصحفي بجريدة الجمهورية، معلومات دقيقة حول  محمد محسوب ، الذي لُقِّب بـ"خط الصعيد الجديد" من قرية العفاردة بمدينة ساحل سليم ، وهي تفاصيل تستحق أن تُعرض كعمل سينمائي، علي غرار فيلم الجزيرة لو اطلع عليها المخرج الكبير شريف عرفة. ومع ذلك، فإن القصة تحمل تفاصيل مختلفة تمامًا، ربما لم يُكشف عنها من قبل.وكشف معتمد أبن بنى محمد بمحافظة أسيوط  المسكوت عنه واسرار جديدة  فى واقعة  محمد محسوب  خط الصعيد الجديد صاحب ترسانة جرائم وبلاوى كتير تنشر لأول مرة فى هذا التقارير على  “ موقع السبورة ” 

الصمت وسط العاصفة

يؤكد مختار معتمد، الكاتب الصحفي بجريدة الجمهورية، أنه كان ينوي التزام الصمت، ليس خوفًا، بل لانعدام الشغف أو لعدم رغبته في أن يخوض مع الخائضين، الذين يفتون دون علم والمام بالتفاصيل، مثل كثير من التحليلات العشوائية التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، فمن الملاحظ ان رواد السوشيال اصبحوا يفتون ويحللون اى احداث او حوادث فجميعهم خبراء ورجال دين وسياسين وصحفيين، لذلك التزم الصمت واستمتع بمتعة المشاهدة واحيانا اتالم  وتحمل الألم عندى أخف وطأة من الدخول فى نقاشات وجدال وشد جذب مع أناس احادية الجانب.

نصح مختار معتمد، الكاتب الصحفي بجريدة الجمهورية، كل طالب إعلام أو صحفي مبتدئ، أن لا يعتمد على مواقع التواصل كمصدر رئيسي للمعلومات. ابذل الجهد، وابحث بنفسك، وانزل إلى قلب الحدث لتتحقق من التفاصيل مباشرة.

الحادث الأخير المتعلق بـ  محمد محسوب ، الذي أطلق على نفسه لقب "خط الصعيد الجديد"، مليء بالتفاصيل، لكن للأسف، لم يبادر أي من الزملاء في الصحف والمواقع الإخبارية بالبحث العميق أو تقديم إجابات واضحة للرأي العام حول الأسئلة التي تدور في الأذهان. كان الأجدر بالصحفيين التوجه إلى قرية العفادرة، والتحدث مع الأهالي لفهم كيف نشأ هذا الشخص وما العوامل التي ساهمت في صنعه. كما تعلمنا من أساتذتنا أن الأشرار لا يصنعون أنفسهم بأنفسهم. هناك العديد من التساؤلات التي تبحث عن إجابة، وسأحاول الإجابة عن بعضها، بينما تبقى أخرى مؤجلة لوقتها المناسب.

رحلة محمد محسوب إلى عالم الجريمة

يبقى السؤال الأصعب: هل كان محسوب الغفار محسوبًا على أحد رجال المباحث في ساحل سليم، وهم من صنعوا منه "خط الصعيد الجديد"، كما حدث سابقًا مع عزت حنفي، إمبراطور النخيلة؟

محمد محسوب  لم يكن محسوبًا على أحد من رجال الأمن أو المباحث، ولم يتم التغاضي عنه عمدًا. هناك مئات الآلاف من الأحكام غير المنفذة، وعدد كبير من المجرمين الهاربين،  و رجال الأمن يضعون في اعتبارهم أرواح الأبرياء الذين يتخذهم المجرمون دروعًا بشرية.

محمد محسوب  لم يكن شخصًا مسالمًا أو ضحية اضطهاد من الشرطة

أما عن محمد محسوب، فلم يكن شخصًا مسالمًا أو ضحية اضطهاد من الشرطة، كما حدث مع شخصية فريد شوقي في فيلم "جعلوني مجرمًا". بل بدأ أولى جرائمه بالاستيلاء على فدان من أراضي جيرانه في قرية العفادرة، ثم تورط في جرائم قتل، وانتقل إلى الاتجار في الممنوعات، والسرقة بالإكراه، وعلاقات مشبوهة مع النساء، محتميًا بالجبل المتاخم للقرية، حيث كوّن عصابة من أقاربه والخارجين عن القانون.

الفتاة التي غيرت مسار الأحداث

محمد محسوب خط الصعيد لم يكن مجرد مجرم عادي، بل كان مدمنًا على الشابو والأفيون، ومعتادًا على تعاطي المخدرات، وهو ما كان واضحًا في مقاطع الفيديو الخاصة به، حيث ظهرت المخدرات أمامه على الطاولة، كما بدا من طريقة حديثه أنه كان في حالة غير طبيعية.

وعلى الرغم من أن الأجهزة الأمنية لم تتهاون في ملاحقته، فقد كانت تراقب تحركاته بدقة، وكذلك جميع من يتواصلون معه. وخلال التحريات، اكتشفت المباحث أنه على علاقة بفتاة مشبوهة، فتم استدعاؤها لاستدراجه بهدف القبض عليه، فقرر الانتقام منها بطريقة وحشية، ليجعلها عبرة لأهالي قريته.

أقدم محمد محسوب  على انهاء حياة الفتاة وفصل رأسها عن جسدها، ثم استدعى سائق "تروسيكل"، وأمره بإلقاء رأسها أمام مركز شرطة الساحل، مهددًا إياه بالقتل إذا لم ينفذ أوامره. بعد هذه الجريمة البشعة، استنفرت الأجهزة الأمنية، ليصدر رئيس مباحث المديرية أوامره بوضع خطة محكمة للإيقاع به.

المواجهة الأخيرة

مع تصاعد وتيرة الأحداث، بدأ  محمد محسوب  في بث مقاطع فيديو مباشرة، توعد فيها القوات التي كانت تحاصر منزله، ووجه اتهامات وافتراءات بحق عدد من الضباط الحاليين والسابقين لم تحدث وهى من ضرب خياله، من بينهم اللواء المحترم عمرو نصير، الذي عُرف بنزاهته أثناء توليه رئاسة مباحث أبنوب قبل أحداث 25 يناير، وكذلك العقيد محمد سيف، الذي خدم معاونًا للمباحث في أبنوب عام 2005، ولم يُعرف عنه سوى التفاني في أداء عمله بكل مهنية وانضباط.

ومع استمرار محمد محسوب فى بثه لهذه الفيديوهات غير المحسوبة، والتي جاءت نتيجة تأثره الشديد بتعاطي الشابو، هدد محسوب باستخدام القنابل ضد القوات الأمنية. وردًا على ذلك، وضعت مديرية أمن أسيوط خطة محكمة بالتعاون مع رجال الأمن العام، ومباحث الوزارة، بالإضافة إلى فرقة "البلاك كوبرا" التابعة لقوات الأمن المركزي، المختصة بالتدخل السريع في العمليات الخاصة.

وخلال ساعات، وبعد مواجهات عنيفة شهدت عمليات كرّ وفرّ، وتبادلًا كثيفًا لإطلاق النار، بالإضافة إلى استخدام القنابل اليدوية والغاز المسيل للدموع، تمكنت القوات من القبض على محسوب. وعند مداهمة مخبئه، تم العثور عليه مختبئًا داخل سرداب تحت الأرض، وكان بحوزته سلاح آلي. وأثناء الهجوم، ألقى محسوب قنبلة، ما أدى إلى إصابة أحد الضباط إصابة خطيرة تسببت في بتر قدمه. لكن القوات لم تتراجع، ونجحت في التعامل معه وأعوانه، لتسدل الستار على مسيرته الإجرامية نهائيًا.

رسالة إلى المتعاطفين مع محمد محسوب خط الصعيد

وجّه، مختار معتمد، الكاتب الصحفي بجريدة الجمهورية، رسالة واضحة لمن تعاطفوا مع محمد محسوب: أنا أدرك جيدًا سبب تعاطفكم معه، وليس لأنه كان مظلومًا، بل لأنكم مستاؤون من بعض سلوكيات بعض رجال المباحث. لكن في النهاية، يجب أن ندرك حقيقة واضحة  الأجهزة الأمنية لا تستهدف الأشخاص المسالمين الذين يسيرون في طريق مستقيم، بل تلاحق من يتاجرون في الممنوعات، أو المتهمين في جرائم، أو من ينتمون إلى عائلات لها خصومات ثأرية.

ملاحظة أخيرة: لا تربطوا سلوك محمد محسوب بكونه درس في الأزهر، فهذا ليس معيارًا للحكم. فمثلًا، أيمن الظواهري كان خريج كلية الطب من جامعة غير أزهرية، فهل يعني ذلك أن جامعته مسؤولة عن أفعاله؟ لا أحد يمكنه تحميل مؤسسة تعليمية مسؤولية أفعال فرد لمجرد أنه درس فيها. وبالمناسبة، عزت حنفي لم يكن أزهريًا، بل حصل على دبلوم معهد فني تجاري بعد الثانوية العامة.