مفتي الجمهورية يوضح حكم إخراج زكاة الفطر نقودا.. فيديو

زكاة الفطر.. تعد زكاة الفطر من الفروض الواجبة على المسلمين، وهي فرض عين على كل مسلم قادر، تؤدى قبل صلاة عيد الفطر المبارك، وتهدف إلى إغناء الفقراء والمحتاجين في هذا اليوم المبارك.

كيفية إخراج زكاة الفطر

وقد أثيرت تساؤلات كثيرة حول كيفية إخراج زكاة الفطر، خاصة في ظل اختلاف الفقهاء بين إخراجها عينًا (طعامًا) أو نقدًا، وهو ما تناوله الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، في إحدى حلقات برنامج "فتاوى الصيام".

الأصل في زكاة الفطر

استند المفتي في حديثه إلى ما جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، حيث قال: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير أو صاعًا من بر". كما استشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم"، مما يدل على أن الغاية من الزكاة هي تحقيق الاكتفاء للمحتاجين يوم العيد.

اختلاف الفقهاء في كيفية إخراج زكاة الفطر

أوضح مفتي الديار المصرية أن الفقهاء اختلفوا في طريقة إخراج زكاة الفطر، ويرجع هذا الخلاف إلى عدة عوامل، من بينها الزمان والمكان وحاجة الفقراء.

الرأي الأول: إخراج الزكاة عينًا (طعامًا)

هذا هو الرأي الأكثر شيوعًا بين الفقهاء، استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف، حيث كان الصحابة يخرجونها من الطعام المتوفر في عصرهم.
يرى أصحاب هذا الرأي أن الأصل في الزكاة هو الطعام، لأنه كان الوسيلة الأساسية في حياة الناس في العصور الأولى، حيث كان الطعام أهم ما يحتاجه الفقراء.
يناسب هذا الرأي بعض المناطق الريفية أو الفقيرة التي يعتمد سكانها بشكل أساسي على الغذاء المباشر بدلًا من المال.
الرأي الثاني: جواز إخراجها نقدًا

يرى بعض الفقهاء، ومنهم الإمام أبو حنيفة وابن تيمية، أن إخراج الزكاة نقدًا جائز، خاصة إذا كانت الحاجة الأساسية للفقراء ليست الطعام، بل المال لشراء ما يلزمهم.
يتناسب هذا الرأي مع المدن الكبرى، حيث قد لا يكون إعطاء الطعام عمليًا للفقراء، إذ قد يحتاجون المال لدفع الإيجارات أو شراء الأدوية أو تغطية احتياجات أخرى لا يوفرها الطعام فقط.
استشهد المفتي برأي ابن تيمية رحمه الله، الذي قال إنه إذا كان دفع المال هو الأنسب للفقراء، فهو جائز شرعًا، لأن المقصد من الزكاة هو الإغناء عن السؤال وليس بالضرورة التقيد بالنوع المحدد المذكور في الحديث.

حسم الجدل حول الخلاف الفقهي

أكد مفتي الديار المصرية أن الخلاف في هذه المسألة لا ينبغي أن يكون سببًا للجدل بين المسلمين، مشيرًا إلى أن الهدف الأسمى من زكاة الفطر هو مساعدة المحتاجين بالطريقة التي تحقق لهم المنفعة الحقيقية. فإذا كان الطعام هو الأنسب في بيئة معينة، فهو الأولى، وإذا كان المال أكثر فائدة للفقراء، فلا حرج في دفعه نقدًا.

تظل زكاة الفطر أحد أركان التكافل الاجتماعي في الإسلام، حيث تهدف إلى تحقيق فرحة العيد للفقراء وإغنائهم عن السؤال. وبما أن المقصد الأساسي هو تحقيق الكفاية للمحتاجين، فإن اختيار الوسيلة المناسبة لإخراجها يجب أن يتم بناءً على ما يحقق مصلحة الفقراء في كل مجتمع، سواء كان ذلك بالطعام أو المال.