عالم مصري في جامعة كاليفورنيا: عملنا بطارية متلاصقة مع الجسم غير سامة
في خطوة تمثل فخرًا للعلم المصري، كشف العالم المصري ماهر القاضي، الباحث المساعد في قسم الكيمياء الحيوية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، عن تفاصيل مسيرته العلمية والبحثية التي قادته إلى التميز في مجال الكيمياء الحيوية وتطوير تقنيات حديثة في مجال البطاريات.
القاضي الذي تخرج بتقدير امتياز من كلية العلوم في جامعة القاهرة، بدأ حياته الأكاديمية كمعيد في نفس الجامعة قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال دراساته العليا في جامعة كاليفورنيا، حيث عمل على تطوير أبحاث تساهم في تحسين العديد من المجالات العلمية.
البداية الأكاديمية والمهنية
تخرج ماهر القاضي من كلية العلوم بجامعة القاهرة بتقدير امتياز، ما مهد له الطريق للتعيين معيدًا بالكلية. لم يكن هذا التعيين محطة أخيرة، بل كان بمثابة نقطة انطلاق لتحقيق طموحاته الأكاديمية والبحثية.
قرر العالم المصري ماهر القاضي الانتقال إلى الولايات المتحدة في عام 2009 لاستكمال دراسات الماجستير في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، حيث كان لديه رغبة عميقة في البحث والتطوير في مجال الكيمياء الحيوية.
منذ عام 2010، بدأ العالم المصري ماهر القاضي عمله في جامعة كاليفورنيا حيث تخصص في مجال الكيمياء الحيوية، وبات أحد العناصر الأساسية في مجال البحث العلمي بالجامعة على مدار 15 عامًا، حيث عمل على إجراء أبحاث متقدمة ليس فقط في الجانب الأكاديمي بل أيضًا في مجالات صناعية تطبيقية.
البحث والتطوير في مجال البطاريات
واحدة من أهم محطات حياته البحثية كانت في مجال تطوير البطاريات لم يقتصر العالم المصري ماهر القاضي على إجراء البحوث الأساسية في هذا المجال، بل نجح في نقل هذه البحوث إلى المستوى الصناعي.
وقد تمكّن من تطوير بطاريات تتفوق على الأنواع التقليدية من حيث الأمان، خاصة تلك التي يتم استخدامها في الأجهزة الطبية القابلة للزراعة في جسم الإنسان.
أوضح القاضي، خلال مداخلة عبر تقنية "زووم" مع الإعلامية كريمة عوض في برنامج "حديث القاهرة" المُذاع على شاشة "القاهرة والناس"، أنه كان حريصًا على إيجاد حلول تكنولوجية تساهم في تحسين حياة الإنسان، وأشار إلى أن البطاريات التقليدية، رغم استخدامها الواسع، تحمل خطر السمية في حال حدوث خلل بها، مما يؤدي إلى نقل السموم إلى جسم الإنسان.
في الوقت نفسه، أشار القاضي إلى أن البطاريات التي طورها، والتي تتميز بكونها غير سامة، تستخدم في الأجهزة الطبية التي يتم زرعها داخل الجسم، مما يقلل من المخاطر الصحية الناتجة عن استخدام البطاريات التقليدية.
البطاريات غير السامة: تطبيقات مهمة في الأجهزة الطبية
من خلال أبحاثه المستمرة، تمكّن ماهر القاضي من تصميم بطارية مبتكرة قادرة على التلاصق مع الجسم البشري بشكل آمن تمامًا. وتستهدف هذه البطاريات الجديدة الاستخدام في الأجهزة الطبية التي تُزرع داخل الجسم البشري، مثل الأجهزة القلبية وغيرها من الأجهزة التي يحتاجها المرضى بشكل مستمر.
وعن هذه البطاريات، قال القاضي إنها مصممة بحيث تكون غير سامة للبشر، حيث أن البطاريات التقليدية، إذا تسببت في أي عطل أو تسريب، قد تشكل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان بسبب المواد السامة التي تحتوي عليها. ويستهدف القاضي من خلال هذا الابتكار تقليل الأضرار الصحية الناجمة عن تلك البطاريات التقليدية، وبالتالي زيادة مستوى الأمان بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون إلى هذه الأجهزة.
تطلعات مستقبلية وأهداف علمية
على الرغم من النجاحات التي حققها في مجال البحث والتطوير، فإن ماهر القاضي يظل ملتزمًا بمواصلة مسيرته العلمية لتحقيق مزيد من الابتكارات في المجالات التي يعمل بها. القاضي يؤمن بأهمية نقل الأبحاث من مراحلها النظرية إلى التطبيق العملي بما يعود بالنفع على المجتمع، ويأمل أن يساهم في المزيد من الاختراعات التي يمكن أن تغير حياة الإنسان للأفضل.
يعتبر القاضي أن العمل الجماعي والشراكات بين المؤسسات الأكاديمية والصناعية في مجالي البحث والتطوير هما المفتاح لتحقيق المزيد من النجاحات، ويؤكد على أهمية الاستمرار في دعم الأبحاث العلمية التي تفتح الأفق لتطبيقات جديدة في العديد من الصناعات.