سعر الذهب يعود للارتفاع اليوم السبت في بداية التعاملات المسائية.. وعيار 21 يسجل هذه القيمة
شهد سعر الذهب في الأسواق المحلية المصرية ارتفاعًا ملحوظًا في منتصف تعاملات اليوم السبت، تزامنًا مع العطلة الأسبوعية للبورصة العالمية، في الوقت الذي اختتمت فيه الأوقية (الأونصة) تعاملات شهر نوفمبر بتراجع بنسبة 3.5%. يأتي هذا التحرك في الأسعار بعد سلسلة من التقلبات والتغيرات التي شهدتها الأسواق في الأسابيع الماضية.
وفقًا لما أعلنه المهندس سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، فقد ارتفعت سعر الذهب بالأسواق المحلية اليوم بنحو 10 جنيهات للجرام مقارنة بما كانت عليه في ختام تعاملات يوم الجمعة. وبذلك سجل سعر الذهب عيار 21 نحو 3685 جنيهًا، في حين سجل سعر الذهب عيار 24 حوالي 4211 جنيهًا، بينما سجل سعر الذهب عيار 18 قيمة 3159 جنيهًا. أما جرام الذهب عيار 14، فقد سجل 2467 جنيهًا، فيما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 29480 جنيهًا.
حركة سعر الذهب في الأسواق العالمية
من جهة أخرى، اختتمت الأوقية في البورصة العالمية تعاملات الأسبوع عند مستوى 2650 دولارًا، متكبدة خسارة بنحو 66 دولارًا، وبنسبة انخفاض بلغت 2.4% مقارنة بالأسبوع الماضي.
كما شهدت الأوقية تراجعًا في قيمتها خلال شهر نوفمبر بمقدار 97 دولارًا، ليكون هذا الشهر هو الأسوأ بالنسبة للذهب منذ فترة، حيث سجل الذهب أدنى مستوى له عند 2634 دولارًا في منتصف الشهر.
وعلى الرغم من الخسائر الشهرية، يظهر الذهب أداءً إيجابيًا على المدى الطويل، حيث ارتفع الذهب بنسبة 28.5% منذ بداية العام الجاري، ليقترب من الأرقام التي حققها في سنوات سابقة مثل عام 2010 الذي سجل فيه الذهب زيادة بنسبة 29.6%، وعام 2007 الذي وصل فيه إلى 31%.
العوامل المؤثرة في تحركات سعر الذهب
تشير التحليلات إلى أن التقلبات الحادة التي يشهدها سعر الذهب في الأسواق العالمية تتأثر بشكل كبير بالمخاطر الجيوسياسية. فقد كانت التوترات السياسية بين روسيا وأوكرانيا والتحديات في منطقة الشرق الأوسط أحد المحركات الرئيسية التي عززت من جاذبية الذهب كملاذ آمن في ظل هذه الظروف. ويُذكر أن الذهب قد شهد أكبر مكسب أسبوعي له في أكثر من عام في الأسبوع الماضي، تلاه أكبر انخفاض يومي له في أربع سنوات يوم الاثنين الماضي، وهو ما يبرز التأثيرات الملموسة للصراعات الجيوسياسية على الأسواق المالية.
وعلى الرغم من أن التوترات في منطقة الشرق الأوسط قد خفت بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، إلا أن الأجواء لا تزال مشحونة بالتوترات، حيث تبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك الاتفاق. وهذا يضيف مزيدًا من الضبابية حول الأسواق العالمية ويحفز المستثمرين على اللجوء إلى الذهب كوسيلة للحفاظ على قيم أموالهم.
توقعات بشأن الفائدة الأمريكية وتأثيرها على سعر الذهب
من جهة أخرى، تترقب الأسواق المالية قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه المقبل في 18 ديسمبر 2024 بشأن أسعار الفائدة. هناك تزايد في الرهانات على احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما قد يعزز من قوة الذهب ويزيد من جاذبيته.
لكن في الوقت نفسه، تشير بعض التقارير إلى أن سياسة التيسير النقدي قد تحتاج إلى التوقف مؤقتًا، خاصة بعد نتائج إيجابية للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي ومؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، مما يشير إلى استمرار قوة الاقتصاد الأمريكي.
التأثيرات السياسية على حركة سعر الذهب
كما أن السياسة المالية للإدارة الأمريكية الجديدة تحت قيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد أثرت على حركة الذهب خلال الشهر الماضي، خاصة مع مقترحات الإدارة بشأن فرض الرسوم الجمركية وتخفيض الضرائب، ما قد يؤدي إلى زيادة التضخم. هذا، إلى جانب التكهنات بأن السياسة المالية قد تمنع الفيدرالي من استمرار خفض أسعار الفائدة، أثرت بشكل ملحوظ على أسعار الذهب في الأسواق العالمية.
وقد أسهم اختيار سكوت بيسنت وزيرًا للخزانة في إدارة ترامب المقبلة في تهدئة الأسواق بشكل نسبي وتعزيز أسعار الذهب الأسبوع الماضي. لكن مع استمرار النقاشات حول السياسة النقدية في الولايات المتحدة، يبقى التحدي قائمًا بالنسبة للمستثمرين في الذهب في تحديد الاتجاه المستقبلي للأسعار.
تستمر أسعار الذهب في تقلباتها وسط تأثيرات متعددة من المخاطر الجيوسياسية والسياسات الاقتصادية الأمريكية. وبينما شهد الذهب تراجعات شهرية، إلا أن الزيادة المستمرة في أسعاره منذ بداية العام تبعث على التفاؤل بأن الذهب يظل أحد الأصول التي تحافظ على قيمتها في ظل الظروف غير المستقرة عالميًا.