أسباب قبول البعض لفكرة المساكنة
بعد أن كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن قضية المساكنة ووجود بعض المؤيدين لهذه الأفكار الشاذة لابد من توضيح أسباب اعتناق مثل هذه الأفكار.
أولا.. بالنسبة للمروجين لهذه الأفكار..
هناك العديد من الأسباب منها..
_ البحث عن الشهرة مع قلة الوازع الديني فقد لا تتاح الفرصة لبعضهم في الظهور وأخذ قسط من الشهرة إلا عن طريق طرح مثل هذه الافكار الشاذة ومع انعدام الوازع الديني فإنه لا يجد حرجا في طرحها وتبنيها.
_ الافتتان بالمصطلحات الزائفة مثل المساكنة والطرح الزائف لفكرة التنوير واعتبار أن التنوير يقتضي بالضرورة الخروج على الفطرة والتعاليم الدينية والفهم الخاطىء للإبداع فأمثال هؤلاء يصنفون أي خروج عن المألوف على أنه إبداع ولكن جوهر الإبداع يختلف تماما عن هذا الفهم غير الصحيح.
_ البحث عن مكانة وتأثير مع انعدام الوازع الديني أيضا فقد يشعر شخص ما بأنه مهمش وغير مؤثر فيلجأ إلى إحداث ضجة للفت الانتباه والحصول على مكانة ودور.
_ وهذه الأفكار الشاذة يترجح ظهورها ويكثر على يد اللادينيين أو الملحدين كونهم لا يلزمون أنفسهم بأي تعاليم دينية وليس هذا معناه أن جميع من يعتنق هذه الأفكار ملحد ولكن نسبة كبيرة إما ملحدين فعلا أو مرشحين بقوة لاعتناق الفكر الإلحادي.
ثانيا.. بالنسبة لمعتنقي لفكرة المساكنة .
هناك العديد من الأسباب التي تقف خلف اعتناق البعض لهذه الأفكار الشاذة ومنها.
_ ما يتعلق بأساليب التنشئة الاجتماعية الخاطئة حيث يتم تربية الطفل على عدم تحمل المسؤولية والحصول على كل ما يريد بأبسط الطرق وهذا الطفل حينما يصبح شابا يخشى من أي موقف يشعر فيه بأنه سيتحمل مسؤولية ما ويسعى لإشباع رغباته بدون مسؤوليات وتبعات وهنا يكون الحل في اللجوء إلى الأساليب غير المشروعة لاشباع رغباته كما أن تربيته على إشباع رغباته والحصول دائما على ما يريد بأبسط الطرق تجعله يميل دائما إلى عدم بذل أي مجهود للحصول على مايريد والبحث دائما عن أبسط طريق بدون أي إجراءات حتى ولو كانت لضمان الحقوق فقد تعود على الأنانية والتمركز حول الذات وعدم التفكير في الآخرين.
_ هناك فئة أيضا تتبع هذه دعوات المساكنة وغيرها من الأفكار الهدامة بسبب ضعف بنائها المعرفي وهشاشتها النفسية والفكرية فهي لا تمتلك معلومات دينية واجتماعية كاملة أو كافية ولا تمتلك القدرة على التفكير النقدي وبالتالي فإن هذا الضعف المعرفي والنفسي يجعلها أكثر تأثرا بهذه الدعوات وقد يكون مرور الفرد بأزمات نفسية سببا في هشاشته النفسية والتي تدفعه إلى اعتناق مثل هذه الأفكار.
_ وقد يكون السبب الانفتاح بشكل غير منظم على الثقافات الغربية بدون وجود قاعدة قوية من الثقافة العربية الأصيلة مما يؤدي إلى الانبهار بالثقافة الغربية والتنكر للثقافة العربية.
_ وقد يكون السبب متمثلا في الفتنة بما يقوله الكبار والمشاهير وتملقهم حتى في أفكارهم التي يعتنقونها فكما يقلدونهم في اللبس وطريقة الكلام يقلدونهم أيضا في الأفكار والآراء من باب التقليد الأعمى.
_ وقد يكون السبب امتلاك بعض الشباب لروح ثورية لم تقوم فظهرت في شكل تمرد على القواعد والقوانين والدين وهنا يجب الإشارة إلى دور الأسرة في كبح جماح هذا التمرد وعلاجه وتوجيه طاقات الشباب إلى ماينفعهم وإتاحة الفرصة لهم للتنفيس الانفعالي بشكل صحيح تربويا ومقبول اجتماعيا.
ويجب على الأسرة والمؤسسات التربوية أن تهتم بـ التربية الدينية والأخلاقية وأن تحرص على ربط الأبناء بمجتمعهم وثقافتهم وأن تهتم بتنشئتهم على تحمل المسؤولية وممارسة التفكير النقدي والاعتزاز بهويتهم وثقافتهم والتعامل الحذر مع الثقافات الغربية.