شجون جامعية
أوليمبياد باريس.. كلام قديم
شغَلت أوليمبياد باريس اِهتمامَ العالَمِ قرابةَ الشهر، منافساتٌ قويةٌ، آداءٌ مُبهرٌ، دولٌ لم نكنْ لنعرفْها لولا حصولُها على ميدالياتٍ. الرياضةُ في الأوليمبياد ليست جريًا ورمحًا وفهلوةّ وتسليةً ولكنها علمٌ وإدارةٌ وتخطيطٌ ومجهودٌ وكَدٌ وميزانياتٌ. لو راجعنا نتائجَ الدولِ لخلُصنا بوضوحٍ لما يلي:
- النجاحُ في الأوليمبياد يبدأُ باختيارِ الإداري المناسبِ الذي بدورِه سينتقي المدربَ واللاعبَ. الإداري الأمينُ يعترفُ بفشلِه ولا يرُددُ شعارَ تعالوا اِلعبوا بدلًا منا وكأنه ناصِحٌ فَطِنٌ وجلَبَ التائهة.
- اللاعبُ الأمين هو من يُخلِصُ في التدريبِ ويُخطِرُ مدربَه بأيةِ مشكلاتٍ تواجهُه سواء كانت صحيةً أو نفسيةً، ولا يفاجئُه أثناء المنافساتِ بإصاباتٍ وحَملٍ.
- لابدَ من الإعدادِ النفسي والثقافي للاعبين، من اللازمِ التوعيةُ بثقافةِ الشعوبِ التي سيلقاها اللاعبون سواء في القريةِ الأوليمبية أو أثناءَ المنافساتِ أو عندَ الخروجِ للشارعِ. ممارساتُ "إزيك يا جميل" و"صباح الفل يا قمر" وسلوكياتُ التنمرِ التي يتقبلُها شارعُنا لا مكانَ لها في الخارج.
- العبرةُ ليست بعددِ أفرادِ البعثةِ ولكن بمدى المَقدرةِ على الحصولِ على ميدالياتٍ أو مراكز ٍمتقدمةٍ.
- التمثيلُ المُشرِفُ ينحصرُ فقط في الميدالياتِ والمراكزِ المتقدمةِ، أما المراكزُ الاخيرةُ فهي التمثيلُ المُخزي.
- إرادةُ الفوزِ والثقةِ بالنفسِ والطموحُ، أيًا كانَ المنافِسُ، أساسُ التنافساتِ الرياضيةِ.
- الأوليمبياد ليست مالًا بلا صاحبٍ وسفرياتٍ للحبايبِ.
- النجاحُ في رياضات لا يُنسي ولا يَمحو الإخفاقَ في رياضاتٍ أخرى كثيرةٍ.
- هناك علاقةٌ طرديةٌ بين عددِ السكانِ وعددِ الميدالياتِ، لو كانت المنظومةُ سليمةٌ.
- التجنيسُ ليس عيبًا أو شماعةً للإخفاقِ فهو مشروعٌ لاِنتقاءِ الموهوبين والإنفاقِ عليهم ورعايتِهم، شأنُه شأنُ الطلابِ الذين يدرسون بالخارجِ ويغتربون عن الأهلِ ويقيمون حيث تُوفَرُ لهم الاِمكاناتُ كلُها والتقديرُ.
- الكلامُ الكبيرُ والتَمحُكُ في التصنيفاتِ مآلُهم للاِنكشافِ وما أسرَعِه؛ المياه تُكَذِبُ الغطاسَ دائمًا في الرياضةِ وغيرِها.
دولةِ سانت لوسيا Saint Lucia
هل سَمَعتم عن دولةِ سانت لوسيا Saint Lucia؟ هي جزيرةٌ تعدادُها يبلغُ ٢٠٠،٠٠٠ نسمة ومساحتُها ٦٢٠ كيلومترًا مربعًا وتقعُ شرقَ البحر ِالكاريبي وعاصمتُها كاستريس Castries؛ وهي موطنُ إثنين من الحاصلين على جائزة نوبل في الاقتصاد والأدب ومؤخرًا في أوليمبياد باريس حصلَت على ميداليةٍ من ذهب وأخرى من فِضة.
مبروك للأبطال أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، وشكرًا جبرتم خواطر الملايين وحفظتم كبرياءَ دولةٍ تستأهِلُ الكثيرَ.
الرياضةُ مرآةُ الدولِ والشعوبِ، كلامٌ قيل كثيرًا لكن هناك من ينسون.
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،
كاتب المقال
ا. د/ حسام محمود أحمد فهمي
أستاذ هندسة الحاسبات بهندسة عين شمس