السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

شجون جامعية

دمج والغاء مواد الثانوية العامة َتخفيفٌ أم تَسطيحٌ أم … ؟

الإثنين 19/أغسطس/2024 - 07:48 م

دمج والغاء مواد الثانوية العامة َتخفيفٌ أم تَسطيحٌ أم … ؟  في دولِ العالمِ، متقدمةً وما دونَها، لا يقبلُ التعليمُ التبديلَ والتغييرَ باستمرارٍ، لكنه عندنا لا يرسى على برٍ في المستويين تحت الجامعي والجامعي. أثارَت القراراتُ التَخفيفيةُ الدَمجيةُ المُفاجئةِ التي أصدرَها وزيرُ التربيةِ والتعليمِ ضجةً كبيرةً على مستوى العاملين بالتعليمِ والمُتخَصِصين والأسرِ. موادٌ اِختَفَت مثل الميكانيكا التي تُعتَبَرُ من أسسِ الدراساتِ الهندسيةِ، وموادٌ خرَجَت من المجموعِ بمعنى إهمالِها كاللغةِ الأجنبيةِ الثانيةِ في عالمٍ يقومُ على فهمِ الشعوبِ ودراسةِ ثقافتِها، والجيولوجيا التي تبيِّن كيفَ هي الأرض التي نعيشُ عليها، وعلمِ النفسِ الذي يشرحُ النفسَ البشريةَ. 

 

الدراساتِ الهندسيةُ 

التعديلاتُ تمَت بعد حوارٍ وبعدما دُرِسَت نظمُ التعليمِ في دولٍ عِدةٍ، هكذا قيل، لكن من غيرِ الواضحِ كيف ومتى. كلُه تحت شعارِ "زي برة" مع أن برة برئٌ تمامًا مما يُصيبُ التعليمَ عندنا. ‏سبَقَ أن اِبتُسِرَت الدراساتِ الهندسيةُ  تخفيفٌ بغرضِ التطويرِ؟ بتخفيضِ السنواتِ وساعاتِ دراسةِ الموادِ المُتبقيةِ، وأصبحَت المهنةُ في محنةٍ، والآن الدراساتِ الثانويةِ المؤديةِ لها ولغيرِها من كلياتٍ اِختُصِرَت لحدِها الأدنى. 

تخفيفٌ بغرضِ التطويرِ؟

أهو تخفيفٌ بغرضِ التطويرِ؟ أم هو من حيلِ السياسةِ لاِمتصاصِ التوترِ العامِ من زياداتِ الأسعارِ برفعِ الدروسِ الخصوصيةِ من خريطَتِها، ولو جزئيًا، وشيطنةِ مُدرسيها وأكثرُهم مواطنون على قد الحال؟ هل إضعافُ موادٍ تحت لافتةِ "اختيارية" هو للتخلصِ من عبءِ تعيينِ مدرسين لها؟

 

 

الدمجُ والتخفيفُ كَرَسَ شعارَ هات م الأخر. موادٌ اِختياريةُ، ما يعني صراحةً خروجَها من المجموعِ وضمنًا من الدراسةِ، وواقعًا من العلمِ وحتى المعلوماتِ العامةِ والثقافةِ. هل غَلَبَ الاِقتصادُ التعليمَ وخفَفَه أيضًا من ضمنِ الأحمالِ؟ جاءَ وزيرٌ بالتابلت ورحلَ، ثم تلاه وزيرٌ للتخفيفِ، ثم ماذا؟

 

 

الدمجُ أصبحَ محلَ تندرِ على مواقعِ التواصلِ، مثل دمجِ تخصصِ الرمدِ مع المخِ والأعصابِ ليكون تخصصَ عين العقل، وتخصصِ القلبِ مع النساءِ والولادةِ ليكونُ تخصصَ قلبِ الأمِ، ودمجِ كليةِ طبِ الأسنانِ وكليةِ الألسنِ لتكونُ كليةَ البوءِ، وغيرِه وغيرِه!!

هل اِقتَنعَ المصريون بالدمجِ والتخفيفِ على الرغمِ من تخفيضِ ميزانيةِ الدروسِ الخصوصيةِ؟

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،

  • كاتب المقال 

ا. د/ حسام محمود أحمد فهمي 

 أستاذ هندسة الحاسبات بهندسة عين شمس