التعليم العالي تكشف النقاب عن خططها المستقبلية وأولويات العمل للمرحلة القادمة

عقد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مؤتمرًا صحفيًا مع الإعلاميين، بحضور الدكتور عادل عبدالغفار، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، إلى جانب نخبة من كبار كتاب التعليم العالي ومحرري التعليم العالي في الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية والمحطات الإذاعية، وإدارة الإعلام بالوزارة. جاء هذا المؤتمر على هامش فعاليات ورشة العمل التي نظمتها الوزارة تحت عنوان "تفعيل التحالفات الإقليمية". حضر الورشة السيد محمد جبران، وزير العمل، وعدد كبير من رؤساء الجامعات المصرية الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية، والمعاهد العليا وقيادات التعليم العالي والبحث العلمي، بالإضافة إلى ممثلي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والجامعة الأمريكية بالقاهرة. هدفت الورشة إلى مناقشة آلية تفعيل التحالفات الإقليمية بمنظور دولي من خلال مشروع "الشراكة من أجل التعليم" الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والذي تنفذه الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

في بداية اللقاء، رحب وزير التعليم العالي بالإعلاميين ونقل لهم تقدير الوزارة لدورهم الكبير في توعية المجتمع بقضايا التعليم العالي والبحث العلمي. وأعرب عن سعادته بهذا اللقاء، حيث يهدف إلى توضيح سياسات عمل الوزارة والرد على أي استفسارات تتعلق بالمرحلة المقبلة، وذلك من أجل مشاركة خطة العمل مع الرأي العام.

أكد وزير التعليم العالي على إعطاء الأولوية لتنفيذ السياسات التي تتبعها الوزارة لتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030، بالإضافة إلى تفعيل مبادرة "تحالف وتنمية". شدد على التطبيق العملي والتنفيذي للاستراتيجية وأشار إلى الإنجازات التي تحققت، خاصة في مجال "المرجعية الدولية" والتوسع في الشراكات مع المؤسسات التعليمية والبحثية الدولية المهمة. وأوضح أنه تم توقيع العديد من الاتفاقيات مع ألمانيا وفرنسا وإنجلترا ومع أهم الجامعات في هذه الدول، مضيفًا أن مصر تستضيف 20 فرعًا للجامعات الأجنبية.

أشار وزير التعليم العالي إلى الإنجازات التي حققتها الجامعات المصرية في التصنيفات الدولية، حيث دخلت العديد منها ضمن أفضل 1000 جامعة على مستوى العالم، وتم إدراج أكثر من نصف الجامعات المصرية في أكبر وأهم التصنيفات الدولية.

وأوضح الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، أن ورشة العمل "تفعيل التحالفات الإقليمية" تأتي في إطار مبدأ "التكامل" بين المؤسسات التعليمية والصناعة. تم وضع نموذج ينبثق من مفهوم التحالفات الإقليمية السبعة لتأسيس مركز بكل إقليم ومجلس تنفيذي يضم رؤساء الجامعات المشاركة في التحالف. بالإضافة إلى إنشاء أربعة مراكز تخصصية ووحدات محلية لإدارة وبناء المخرجات المستهدفة بالتنسيق مع المجلس التنفيذي لمبادرة "تحالف وتنمية"، والتي تم إطلاقها من جامعة القاهرة.

المرحلة الأولى ستركز على بناء البرامج البينية التي تلبي احتياجات الأقاليم

وأضاف وزير التعليم العالي، أن المرحلة الأولى ستركز على بناء البرامج البينية التي تلبي احتياجات الأقاليم، مع استهداف بناء 14 برنامجًا أكاديميًا وبحثيًا بمفهوم بيني يدعم الربط بسوق العمل وتشجيع بيئة الابتكار وريادة الأعمال. وأكد الوزير أن التحالفات تعمل على التوسع في البرامج الدراسية البينية لربط الخريجين بسوق العمل ووضع رؤية للبرامج المناسبة لكل إقليم. أشار إلى أن تصميم هذه البرامج يمثل تحديًا كبيرًا ويتطلب تعاون الجامعات والمراكز البحثية الدولية لإعدادها بشكل صحيح.

أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، أن هذه البرامج ستكون ديناميكية وستتطور باستمرار وفقًا لاحتياجات كل مرحلة. تم تدريب 200 عضو هيئة تدريس على فكر هذه البرامج. وشدد على أن الشراكة مع القطاعات الصناعية جزء أساسي من تطبيق التحالفات الإقليمية، حيث تسعى الوزارة لضمان أن يكون لكل جامعة شريك صناعي لتحقيق التكامل بين الجانب الأكاديمي ومتطلبات النجاح في التوظيف بعد التخرج.

وأشار وزير التعليم العالي إلى متابعة الوزارة للتوجهات الجديدة في سوق العمل العالمي، وتوسيع التخصصات العلمية المطلوبة. وأوضح أن تقييم الجامعات العالمية الآن يشمل قياس قدرة خريجيها على الحصول على فرص عمل بعد التخرج ومستواهم المهني مقارنة بنظرائهم.

وأكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، أن تعيين نائب للوزير لشئون الابتكار يعكس التركيز الكبير على تعزيز الإبداع والابتكار في البحث العلمي وتشجيع ريادة الأعمال. وأشار إلى لقاءه مع العلماء المصريين المدرجين في قائمة ستانفورد لأفضل 2% من العلماء في العالم، حرصًا من الوزارة على الاستفادة من خبراتهم وتقديم الدعم للباحثين لتحقيق مخرجاتهم البحثية.

كما أشار وزير التعليم العالي إلى إعلان مؤسسة السيفير أن 30% من الابتكارات والاختراعات يكون أساسها باحثين مصريين، وتسعى الوزارة لتعزيز إمكانات الباحثين والمخترعين لاستكمال ابتكاراتهم وتحويلها إلى منتجات صناعية، خاصة الأبحاث التي تخدم أهداف التنمية المحلية.

شدد وزير التعليم العالي على أهمية جذب الطلاب الوافدين، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي لجعل مصر وجهة تعليمية متميزة في المنطقة. وأشار إلى إنشاء مدينة دولية للطلاب الوافدين وتطوير المعاهد العليا التابعة للوزارة ودمجها في المنظومة، بالتعاون مع بنك المعرفة المصري لتعزيز قدرات مؤسساتنا التعليمية، ودمج الطلاب من مختلف الثقافات في التجربة التعليمية في مصر.

أجاب وزير التعليم العالي على تساؤلات الصحفيين بشأن تنسيق دخول الجامعات، مؤكدًا اتباع القواعد المعمول بها لنظام التنسيق المتفق عليه من المجلس الأعلى للجامعات. وأوضح أن التقديم للجامعات الخاصة والأهلية والتكنولوجية يتم بشكل مباشر، مما يسهل إجراءات التحاق الطلاب.

أشار الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، إلى تراجع أعداد الطلاب الملتحقين بالقسم الأدبي في الثانوية العامة، مما يعكس تغير نظرة المجتمع وإيمانه بالتخصصات العلمية الجديدة التي تعكف الدولة على التوسع فيها، خاصة المسار التكنولوجي. كما أشار إلى العمل على تطوير الكليات النظرية وتزويد الطلاب بالمهارات اللازمة. وأوضح أن هناك أكثر من 30 مركزًا للتوظيف بالجامعات لإكساب الطلاب مهارات سوق العمل.

وتحدث وزير التعليم العالي عن التعاون الدائم مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لربط التعليم المدرسي بالجامعي، وناقش نظام السنة التأسيسية التي تهدف إلى منح الطلاب فرصة للتأهيل واكتساب مهارات كافية للالتحاق بالقطاع المناسب في الجامعة. وأوضح أن هذا النظام يحتاج إلى تعديل قانوني، وقد تقدمت الوزارة بالتعديل المطلوب في هذا الإطار.

كما أجاب الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، على استفسارات الصحفيين بشأن استقلالية الجامعات، موضحًا أن كل جامعة تمتلك الموارد والإمكانيات الخاصة بها، وكذلك مخصصات موازنة الدولة، مما يسمح لها بإدارة احتياجاتها بكفاءة. وأكد على احترام قانون تنظيم الجامعات في إدارة العلاقة مع الجامعات، وأوضح أنه يجري العمل على وضع رؤية جديدة لنظام اختيار القيادات الجامعية.