الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم

للمعلم .. تعرف علي 6 طرق سهلة وعمليّة لتنمية الإبداع لدى طلابك

الجمعة 30/أكتوبر/2015 - 07:52 م
السبورة

منذ ما يقارب عشر سنوات، وخلال حديثه على موقع TED ، أشار كين روبنسون Ken Robinson إلى نقطة مهمة مفادها أن معظم الطلاب الذين يدرسون في الفصول الدراسية اليوم، سيلتحقون مستقبلا بسوق عمل لا يمكن لأحد أن يتصور كيف ستكون.

إن ما أشار إليه كين روبنسون بالغ الأهمية، فمدارسنا لا تعلم الطالب مهارات التفكير مثل النقد والمنطق والإبداع والتفكير العملي، ولا تعلمه كيف يخطط لنفسه ويستغل وقته، بل تكتفي بتلقينه بعض المعلومات و النصائح و التي ينساها فور خروجه من الفصل. و بصيغة أخرى فهي لا تؤهله لمواجهة المستقبل الذي لا يعلم عنه شيئا، بل تكتفي بتلقينه بعض المهارات و المعارف الجامدة، و التي و إن كانت مفيدة في عالم اليوم، فهي لن تكون بالضرورة كذلك في عالم الغد. يمكن الذهاب إلى أبعد من ذلك و القول أن مدارسنا تقتل الإبداع، فخلال استطلاع للرأي 1 أجري خلال فعاليات الموتمر العالمي للإبتكار في التعليم وايز 2014، عبر 66% من مجتمع وايز عن إيمانهم بأن المدارس فعلا تقتل الإبداع، في مقابل 33% فقط نفوا التهمة عن هذه الأخيرة.
هذا ما عبر عنه أيضا كين روبنسون حين شخص واقع التعليم اليوم بقوله: “إن نظامنا التعليمي الحالي يقوم على فكرة القدرة الأكاديمية وهناك سبب لذلك: لقد تم اختراع النظام لتغطية احتياجات التصنيع لذا فالهيكل الهرمي متأصل في فكرتين الأولى، أن المواضيع ذات الفائدة الأكبر لمتطلبات العمل تتربع على القمة. لذا تجد أنك على الأرجح تم توجيهك في المدرسة حين كنت طفلا بعيدا عن الأمور التي كنت تحبها على أساس أنك لن تجد عملا في ذلك المجال، هل هذا صحيح؟ لا تعزف، فلن تكون موسيقارا لا ترسم، إنك لن تكون فنانا … والنتيجة هي أن العديد من الموهوبين العباقرة والمبدعين يعتقدون أنهم ليسو كذلك لأن الأمور التي كانوا متميزين فيها في المدرسة لم تكن تُقَدَّر ..” 2

إن تعلم مجموعة من المهارات المحددة لم يعد ذا قيمة في عالم اليوم كما كان عليه الحال في الماضي، فعالم اليوم يتسم بالدينامية و التطور السريع و المستمر، و يفرض علينا أن نتعلم كيف نكون أكثر إبداعا و أكثر قابلية للتكيف، و هذا بالضبط ما يهيئ الطلاب للحياة الحقيقية خارج الفصول الدراسية. و وعيا منها بهذه الحقيقة، فقد بدأت المدارس والشركات في جميع أنحاء العالم الالتفاف حول هذه الفكرة. و بدأت الأوساط الأكاديمية تقديم دورات في الإبداع، كما أن العديد من أكبر وأنجح الشركات في العالم بدأت تطبيق قاعدة 20٪ أي الالتزام بالسماح للموظفين لتكريس 20٪ من وقت العمل من أجل التفكير بشكل خلاق واستكشاف أفكار جديدة. كما أن دراسة أجريت عام 2010 و شملت أكثر من 1500 من المديرين التنفيذيين أثبتت أن الإبداع أكثر مهارات ريادة الأعمال أهمية في العالم الحديث. كما أن كلمة “ الإبداعية ” هي واحدة من الكلمات الأكثر استخداما على موقع LinkedIn عاما بعد عام. فما هي إذن هذه الكلمة التي حضيت باهتمام العالم بأسره؟ و كيف يمكن تنمية المهارات الإبداعية لدى الطلاب؟ 1- ما هو الإبداع؟
لم يعد ينظر إلى الإبداع باعتباره حكرا على الفنانين والموسيقيين، بل كمهارة حاسمة و ضرورية للجميع، و في هذا الإطار يقول فنان الفيديو الأمريكي بيل فيولا: ” الإبداع ليس ملكا للفنانين وحدهم، بل هو عنصر أساسي في شخصية الإنسان بغض النظر عن الثقافة التي أنت فيها، وبغض النظر عن مكان وجودك على الأرض أو في التاريخ “ . 3
و حتى في اللغة العربية، لم تكن كلمة إبداع يوما مرادفا للفن، فهي متّصلة بمعنى الخلق الّذي يرتبط بالكلمة في أصلها الانجليزي والتي تعني creativity . فالبديع والبدع في لسان العرب هو الشيء الّذي يكون أوّلاً ويقال عن مبدع الشيء: إنّه مبدعه بدعاً، وابتدعه: أي اخترعه على غير مثال.
و في تعريف آخر، يعبر الإبداع عن التفاعل الحاصل بين عدة عوامل عقليّة وبيئيّة واجتماعيّة و شخصيّة، وينتج هذا التفاعل حلولا جديدة تمّ ابتكارها للمواقف العمليّة أو النظريّة في أيٍّ من المجالات العلميّة أو الحياتيّة.
الإبداع إذن هو القدرة على التعامل مع الأشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة، هو القدرة على الانشقاق من التسلسل العادي في التفكير إلى مخالفة كلية. و هو بهذا يعتبر مهارة لابد من التسلح بها لمواجهة المستقبل و التكيف مع متغيراته. فكيف يمكن إذن تنمية هذه المهارة الأساسية من خلال الممارسة الصفية؟ 2- ست طرق لتحقيق الإبداع في الفصول الدراسية
إن تحقيق الإبداع في فصلك الدراسي ليس معناه جعل عملك أكثر صعوبة، بل إنه في الحقيقة يمكن أن يجعله أكثر متعة و إثارة للاهتمام. كما أن اعتماد المهام التي تتطلب توظيف مهارة الإبداع سيؤدي حتما إلى جعل العمل أكثر جاذبية و تحفيزا لطلابك. فيما يلي خمس نصائح ستساعدك على تحويل فصلك الدراسي إلى ورشة كبيرة لصناعة الإبداع. 1. لا تحصر طريقة إنجاز المهام في شكل واحد

إذا طلبت من تلاميذك إنجاز مهمة معينة، فما يجب عليك فعله هو تحديد الموضوع، و منحهم بعض الحرية في كيفية الإنجاز، فبعض الطلاب سيبدعون من خلال شريط فيديو أو رسم ساخر أو حتى عرض مسرحي، أكثر مما إذا تم حصر طريقة الإنجاز في كتابة موضوع إنشائي، فعند السماح للطلاب باستخدام طرقهم الخاصة في التعبير و التعلم، سيكونون أكثر تحفيزا لإتقان العمل الذي يقومون به، و أكثر استعدادا لاستثمار كل مهاراتهم و طاقتهم للإبداع فيه. 2. وقت خاص للإبداع

يمكنك الاستفادة من قاعدة 20٪ التي توظفها الشركات عن طريق تطبيق فكرة “ساعة العبقرية” حيث يتم تخصيص ساعة للإبداع و الإبتكار في كل يوم دراسي، مع إمكانية تعديل مدة هذا النشاط ليتناسب مع خصوصيات فصلك الدراسي. و في الجانب العملي، يمكنك أن توفر لطلابك بعض الأدوات لإطلاق قدراتهم الإبداعية : الطباشير الملون، والطين، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، الكمبيوتر اللوحي… أو تسهيل الوصول للمكتبة أو الإنترنت (في حدود المعقول). بما يوفر شروط الإبداع و الإبتكار. و خلال فترة الإنجاز، شجع التعاون بين الطلاب، دون فرضه عليهم، و اسمح لهم بممارسة هواياتهم، و إظهار اهتماماتهم. 3. توظيف التكنولوجيا في خدمة الإبداع

إن محو الأمية التكنولوجية إلى جانب الإبداع، شرطان من الضروري تحقيقهما للنجاح في عالم اليوم؛ و في إطار توظيف التكنولوجيا في خدمة الإبداع، يمكن على سبيل المثال استخدام أدوات جوجل، و فيما يلي بعض الأفكار الإبداعية المبتكرة التي تتناول هذا الموضوع بالتفصيل. 4. إدماج مواد تعليمية غير تقليدية في الصف

هل سبق لك أن رأيت طالبا متحمسا عند قراءتك لنص معين في الكتاب المدرسي؟ ماذا لو اخترت محادثة TED Talks كدعامة للدرس بدلا من النص؟ أو حتى بودكاست تعليمي ومسلي في نفس الوقت مثل Radiolab وستارتوك Startalk؟ أو كوميديا هادفة؟ ماذا لو تم توظيف الفن في الرياضيات ؟ لابد أن الأمر سيكون مختلفا، و سيشجع المتعلمين حتما على التعلم و الإبداع. 5. إعادة النظر في بنية الفصل

إن الطرق التقليدية في تنظيم الفصل الدراسي، لا تشجع المتعلمين بتاتا على الإبداع، و هي مناسبة أكثر للطرق التقليدية التي يعتبر فيها المدرس مصدرا للمعرفة و الطلاب مجرد متلقين، أو بالأحرى مجرد أدمغة فارغة يجب شحنها بالمعرفة. هذه الحقيقة تفرض علينا إعادة تنظيم فصولنا الدراسية لتشجع التعلم التعاوني لما له من دورٍ بارزٍ في تنمية مهارات التواصل لدى المتعلّمين، وزرع بذور التعاون، وخلق روح الفريق لديهم.
لكن ومن خلال معاينة تجارب عدة في الفصول الدراسية، تبرز مشكلات كثيرة، تظهر لدى محاولة المعلّم تنفيذ الأنشطة التعاونية، وتشكيل مجموعات العمل، فنجد أنَّ هذه المجموعات تُعيق تقدم بعض الطلبة هذا إن لم يكن غالبيتهم. مما يدفعهم إلى رفض العمل ضمن المجموعة، والتفرُّد بالرأي، والتشاحن، والسعي نحو التنافس بدلاً من التعاون، لكي لا تجد نفسك في هذه الوضعية،
6. تشجيع المناقشة و الحوار.