الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
أخبار مصر

كل ماتريد معرفته عن زكاة الفطر.. قيمتها - حكمها - آخر موعد لإخراجها

أخبار مصر | أول رد من الإفتاء بشأن حالة الجدل المثارة حول كيفية إخراج زكاة الفطر

الأربعاء 03/أبريل/2024 - 10:02 ص
زكاة الفطر
زكاة الفطر

نشرت الصفحة الرسمية لـ دار الإفتاء حوارًا يتضمن 11 سؤالًا حول زكاة الفطر، وقدمت فيه إجابات شافية عن جميع الأمور التي قد تثير استفسارات الناس حول الزكاة، سواء كانت تتعلق بإخراج المال أم الحبوب.

 


النقود كانت موجودة في عهد النبي، ومع ذلك زكاة الفطر لم يخرجها النبي نقودًا؟

 

الحديث يبين كيفية إخراج زكاة الفطر من السنة القولية، حيث يُذكر الأنواع التي يمكن أن تخرج منها الزكاة، دون أن يحدد بوضوح السنة العملية التي اتبعها النبي صلى الله عليه وسلم في إخراج الزكاة بنفسه. وعلى الرغم من ذلك، فإن الفقهاء من الصحابة والتابعين وأهل المذاهب لم يقتصروا على هذه الأنواع المذكورة، بل ضبطوا إخراج الزكاة وفقًا للنوع الذي يكون غالبًا قوت أهل البلد.

 


لم يخرجها الصحابة ولا التابعون نقودًا؟


يُعتبر صحيحًا أن بعض الصحابة والتابعين، مثل عمر بن الخطاب وابنه عبد الله، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، ومعاذ بن جبل، والحسن بن علي رضوان الله عليهم أجمعين، قد أجازوا إخراج زكاة الفطر بالقيمة بدلًا من الأغذية المحددة. توثق هذه القضية العديد من الروايات، بما في ذلك حديث معاذ بن جبل المذكور الذي أورده الإمام البخاري في صحيحه. وفي الواقع، أخذ معاذ بن جبل الزكاة بالقيمة من أهل اليمن، حيث دعاهم لإتمام الزكاة بالتبرع بالملابس الجاهزة بدلًا من الحبوب.

 

بالإضافة إلى ذلك، اعتبر بعض التابعين مثل الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز والإمام طاوس وغيرهما جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة، ووافقهم في هذا الرأي الإمامان الثوري والبخاري، وغيرهم من علماء الفقه.

 


لو كانت في القيمة مصلحة للفقير لأبلغنا النبي بذلك؟

 

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكد على أهمية إخراج زكاة الفطر لإغناء المستحقين عن الحاجة للطواف في يوم العيد. فقد ورد في الحديث: "أَغْنُوهُمْ عَنْ طَوَافِ هَذا الْيَوْمِ"، وهو حديث أخرجه ابن سعد في "الطبقات" والدار قطني عن ابن عمر رضي الله عنهما. وبالنظر إلى معنى الإغناء الآن، فإنه يتحقق بالمال. ويجب التأكيد على أن التنصيص على أنواع الحبوب التي يمكن إخراج الزكاة منها يأتي لتسهيل الأمر، دون أن يكون مقتصرًا أو حصريًا.

 

 

هل أنتم أعلم بمصلحة الفقير من النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟


حاشا لله أن نقول ذلك، ولكن مصلحة الفقير تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال والأشخاص. ما قد يكون مناسبًا ومناسبًا لهم في وقت معين قد لا يكون كذلك في وقت آخر. لذا، فإن تحديد المصلحة متروك لأهل الحل والعقد، الذين يتعاملون مع الظروف الفعلية التي يواجهها المستحقون. ومن الواضح أن الزكاة بالقيمة قد تكون الخيار الأمثل للمستحقين في هذا العصر، حيث يمكن أن يساعدهم على تلبية احتياجاتهم بطريقة أكثر فعالية وفعالية. ولو حدد النبي مصلحة الناس في كل عصر، لكان ذلك مقيدًا على المستحقين، ولذا ترك الأمر مفتوحًا لتقدير أهل العلم والخبرة في كل زمان ومكان.

 


غالب قوت البلد هو الأرز أو الدقيق وليس القمح؟

 

قوت أهل مصر يعتمد بشكل كبير على القمح، الذي يُستخدم لصنع الخبز الذي يعتبر جزءًا لا يتجزأ من النظام الغذائي لمعظم السكان. إن رغيف الخبز هو جزء أساسي من وجباتهم اليومية، ولا يُمكن الاستغناء عنه في معظم المنازل. يُعتبر الخبز من المواد الغذائية الرئيسية التي توفر الطاقة والغذاء الأساسي للسكان، وهو يُعد جزءًا لا يتجزأ من تراث وثقافة مصر.

 


لماذا لم يتم تقدير الزكاة على صنف آخر غير القمح؟


المذهب الحنفي يحدد زكاة الفطر بأنها تُحسب بناءً على أقل قيمة لغالب قوت البلد. وبما أن قوت أهل مصر غالبًا ما يعتمد على القمح، فإن القمح هو المرجع لحساب زكاة الفطر في هذا البلد. ومن الجدير بالذكر أنه إذا كان هناك من يزيد على ذلك في إخراج زكاته، فإنها تعتبر صدقة إضافية وخير له.

 

 

 

اذكر لنا حديثًا وردَ فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخرجه نقودًا؟


إن ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمر معين لا يعني بالضرورة عدم جواز فعله، بل قد يكون هذا الترك نوعًا من التساهل أو التسمية للأمور التي ليست من الضروريات الدينية أو التي يمكن تركها لاختلاف الظروف. ولذلك يقول الأصوليون بمبدأ "الترك ليس بحجة"، والذي يعتمد على مبدأ عدم استنباط الحكم الشرعي من ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم للقيام بشيء معين.

هذا المبدأ متفق عليه بين علماء المسلمين سواءً سلفًا أو خلفًا، حيث يُعتبرون أن ترك النبي لأمر معين لا يُفهم على أنه تحريم أو تحليل، بل قد يكون تركه لسبب من الأسباب الخاصة بالزمان والمكان والمصلحة العامة.

 

 

لا يجوز إخراج الزكاة قبل العيد؟


زكاة الفطر تجب بسببين في الفقه الإسلامي: الصوم في شهر رمضان، وهو شهر الصوم الذي يتم فيه الصيام، والفطر من الصوم وهو الخروج منه بعد انتهاء شهر رمضان. فإذا وجد أحد السببين يجوز تقديم زكاة الفطر على الآخر، بمعنى أنه يمكن إخراج زكاة الفطر قبل عيد الفطر إذا تيقن المسلم من وجود الحاجة للمستحقين، وهذا ما يعتمده مذهب الحنفية والشافعية.

 


إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد يعتبر صدقة من الصدقات؟


من الأفضل تقديم زكاة الفطر قبل صلاة العيد، وإذا أخرها المسلم لعذر مشروع أو ضرورة فلا إثم عليه. ويُظهر ذلك من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي رواه البخاري، حيث كانوا يُخرجون في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صاعًا من الطعام يوم الفطر، واليوم يُطلق على هذا اليوم اسم "النهار" وهو يوم العيد.

تقديم زكاة الفطر قبل صلاة العيد يساعد في ضمان وصولها إلى المستحقين في الوقت المناسب، مما يساهم في فرحة العيد لهم وتمتعهم بالمأكولات اللذيذة والملبية لاحتياجاتهم الأساسية.

 


كيف تم حسابها على 35 جنيها للفرد؟


أجابت دار الإفتاء المصرية علي السؤال حيث قالت أنه تم حسابها بناءً على السعر الرسمي لكيلو القمح من أجود الأنواع، وطريقة الحساب كالآتي:

 

تم تحديد سعر أردب القمح لعام 2024 بمبلغ 2000 جنيه مصري، ويُقدر وزن الصاع النبوي من القمح عند جمهور الفقهاء بحوالي 2.04 كيلوجرامات. لحساب زكاة الفطر، يجب حساب قيمة الصاع النبوي بالعملة المحلية، وبناءً على السعر المحدد لأردب القمح. بالتالي، إذا كان سعر الأردب 2000 جنيه مصري، فإن قيمة الصاع النبوي تكون 27.19 جنيهًا (2000 ÷ 150 = 13.33 × 2.04 = 27.19).

وتم زيادة هذا المبلغ إلى 35 جنيهًا لضمان تغطية الحد الأدنى لزكاة الفطر بيقين. والمسلم له الحرية في زيادة مبلغ زكاته عن الحد الأدنى، وهو يعتبر خيرًا له وأفضل للمستحقين.

 

 

 من العلماء الذين أجازوا إخراج زكاة الفطر بالقيمة؟


أجابت الإفتاء: جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة قد أيده عدد من الصحابة، بما في ذلك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وابنه عبد الله، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، ومعاذ بن جبل، والحسن بن علي رضي الله عنهم أجمعين. ومن التابعين، أيضًا، عمر بن عبد العزيز، وطاوس، ووافقهم الإمامان الثوري والبخاري في هذا الرأي. ويُعتبر هذا الرأي مقبولًا في مذهب الحنفية والإمام أشهب، ورواية عن الإمام ابن القاسم وابن حبيب من المالكية، ورواية عن الإمام أحمد، وقد اختارها الشيخ ابن تيمية كذلك.

 


إخراج زكاة الفطر بالقيمة مروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن الصحابة رضي الله عنهم؛ فعن الصُّنَابِحِ الْأَحْمَسِيِّ رضي الله عنه قال: رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ نَاقَةً مُسِنَّةً، فَغَضِبَ وَقَالَ: «مَا هَذِهِ؟» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي ارْتَجَعْتُهَا بِبَعِيرَيْنِ مِنْ حَاشِيَةِ الصَّدَقَةِ، فَسَكَتَ. أخرجه الأئمة: ابن أبي شيبة في "المصنف"، وأحمد -واللفظ له- وأبو يعلى في "المسند"، والبيهقي في "السنن الكبرى" وبَوَّب له بـ(باب مَن أجاز أخْذ القِيَم في الزَّكَوَات)، وقال كمال الدين ابن الهمَام في "فتح القدير" (2/ 193، ط. دار الفكر) بعد سَوْق الحديث: [فعَلِمْنَا أنَّ التَّنْصيص على الأسنان المخصوصة والشاة؛ لبيان قَدْر المالية، وتَخصيصها في التعبير؛ لأنها أسهل على أرباب المواشي] اهـ.