شفايف منفوخة فى مسلسلات رمضان
شفايف منفوخة فى مسلسلات رمضان ..المصداقيةُ هي موافقةُ القولِ العملِ، هي الصدقُ قولًا وفعلًا وفي الوعدِ؛ وهي بهذا أسلوبٌ ومفهومٌ يحيطُ بكلِ جوانبِ السلوكِ والعملِ فيحققُ لمنتهجِه سمعةً طيبةً وقَبولًا واِنتشارًا. المصداقيةُ ثروةٌ متراكمةٌ، وكلُ عملٍ غيرُ صادقٍ أهلِه فاشلٌ لا يدومُ طويلًا إن لم يضُرْ.
العملُ الفني مَنطِقٌ بدرجاتٍ متفاوتةٍ لا يجوزُ أن تنزلَ للصفرِ
دفعَني للكتابةِ ما ظهرَت عليه المسلسلاتُ الرمضانيةُ، فالعديدُ منها اِرتفعَ مستواه قصةً وإبهارًا، لكن أفةَ مسلسلاتِنا وأفلامِنا النسيانُ، نسيانُ اِكتسابِ ثقةِ المشاهدِ وليسَ فقط تسليتُه، كيف؟ هل يُمكنُ أن يقتنعَ مشاهدٌ بالشفاهِ المنفوخةِ المطليةِ بالأحمرِ الفاقعِ، للكبيراتِ والصغيراتِ على حدٍ سواءٍ، مع ضيقِ حالهِن وفي حاراتٍ شعبيةٍ؟؟ ولنسألْ هل العملُ الفني هكذا هو مرآةٌ لمجتمعٍ يميلُ للفهلوةِ على حسابِ المصداقيةِ؟ في العملُ الفني مَنطِقٌ بدرجاتٍ متفاوتةٍ لا يجوزُ أن تنزلَ للصفرِ، وهو ليسَ مُجردَ تسليةٍ وتسطيحٍ ووقتٍ مُهدَرٍ.
المصداقيةُ سِمةُ المُجتمعاتِ السَليمةِ، مؤسساتٌ وأفرادٌ في السياساتِ والممارساتِ. على جميع الإداراتِ في المؤسساتِ الحكوميةِ أن تتحراها، فلا تنزلقُ لما يجعلُها محلَ تنَدُرٍ على مواقعِ التواصلِ وفي الجِلساتِ. أما الإداراتُ الجامعيةُ فلَعلَها تسعى لجودةِ الواقعِ لا جودةِ الورقِ وتنآى عن أحلامِ الكراسي الأعلى فلا تنجرفُ وراءَ مظهرياتٍ ليست من العملِ الجامعي، وليتَها تَعي أنها في وسطٍ من أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ على قدرٍ عالٍ من العلمِ والثقافةِ والخبرةِ.
اِنتهى عصرُ المواطنِ الساذجِ
اِنتهى عصرُ المواطنِ الساذجِ، مع اِنتشارِ الفضائياتِ الأجنبيةِ وسطوةِ مواقعِ التواصلِ ولو بسوءِ نيةٍ. الشفايف المنفوخةُ ليست فقط في المسلسلاتِ ولكن أيضًا في العديدِ من الممارساتِ.
ترانا نكتبُ في مالطا؟؟
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،
*كاتب المقال
ا. د/ حسام محمود أحمد فهمي
أستاذ هندسة الحاسبات بهندسة عين شمس