السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
أخبار الجامعات

رئيس جامعة القاهرة يلقي كلمة رئيسية في ختام المؤتمر الدولي لبناء الجسور بين المذاهب بمكة المكرمة

أخبار الجامعات | رئيس جامعة القاهرة يدعو من منصة رابطة العالم الإسلامي للخروج من حرب الخنادق القديمة.. تفاصيل

الثلاثاء 19/مارس/2024 - 02:40 م
الدكتور محمد عثمان
الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة

أثنى الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، في كلمته الختامية للمؤتمر الدولي "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، الذي أُقيم في مكة المكرمة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، على ضرورة تجنب بعض الأخطاء في علم العقائد (علم الكلام)، مثل تقييد القواعد وتفريع الفروع، وتكفير المخالفين. وأشار إلى أن مثل هذه الأخطاء قد تحول "الإيمان البسيط" إلى "كهنوت غامض"، ما يخالف طابع الإسلام الأصيل، ويُفضي إلى تأجيج التناحرات العقائدية التي تزعزع وحدة الأمة وتُسهم في تفجير حروب دموية غير مجدية.

 

 

الدكتور محمد عثمان الخشت: يجب إيقاف حرب الجميع ضد الجميع والانتقال من التنوع المميت إلى التنوع الخلاق


وشارك رئيس جامعة القاهرة، بورقة بحثية بعنوان "من التنوع المميت إلى التنوع الخلاق"، خلال المؤتمر الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بدعوة خاصة من الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى الأمين العام ورئيس هيئة علماء المسلمين ورابطة الجامعات الإسلامية، بمشاركة عدد من كبار الشخصيات الإسلامية ورجال الدين وكبار العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية، ومن مختلف دول العالم.


أكد رئيس جامعة القاهرة، أن مصطلح "الفرقة الدينية" يشير إلى الجماعات التي تتميز بمواقف عقائدية تميزها عن غيرها، مشيرًا إلى أنه لا يُقصد بها مذاهب الفقهاء الذين تباينت آراؤهم في فروع الفقه رغم اتفاقهم على أسس الدين الأساسية. وأوضح أن التنوع في الفقه يعكس تعددية الرؤى المقبولة، حيث يمكن رؤية التنوع في الفقه كقبول لأكثر من وجهة نظر في الأمور الشرعية، وذلك استنادًا إلى قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "ألا لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة"، حيث قبل النبي اختلاف الصحابة في تنفيذ أمره.

 

 

الدكتور محمد عثمان الخشت: البعض يزعم أن الأمة الإسلامية قد انقسمت إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة تحديدا اعتمادًا على خبر صحته محل اختلاف


وأضاف الدكتور الخشت: إذا كان البعض يزعم أن الأمة الإسلامية قد انقسمت إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة تحديدا، اعتمادًا على خبر صحته محل اختلاف، فإن استقصاء الفرق في الواقع يكشف أنها تزيد على ذلك أضعافا مضاعفة، مما يضعف متن هذا الحديث لمخالفته للواقع الفعلي المتحقق في التاريخ من حيث عدد الفرق، موضحا أنه رغم شهرة "حديث الافتراق"، فإن من العلماء من حكموا بعدم صحته مثل ابن حزم، والشوكاني وابن الوزير.

 

 

رئيس جامعة القاهرة: من أخطاء علم العقائد تعقيد القواعد وتفريع الفروع وتكفير المخالفين حتى تحول "الإيمان البسيط" إلى "كهنوت غامض"


وفي هذا السياق، أشار الدكتور الخشت إلى أن أحد أكبر الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها علم العقائد هو تحول التنوع الموجود فيه إلى تنوع مميت مدمر يقوم على التكفير والاستبعاد، ما يؤدي إلى الفشل في تحقيق التنوع الإيجابي والبناء. وتساءل عن كيفية يمكن لعلم العقائد أن يصل إلى تنوع خلاق وبناء، وهو يعتمد في ذلك على التكفير والتبديع لكل من يأتي بأفكار جديدة؟ وأكد أنه لا يوجد أي معيار موحد ومتفق عليه بين علماء الملل والفرق لتقسيم الفرق الإسلامية، حيث يختلف كل منهم في النهج الذي يستخدمه لتحديد الفروق بين الفرق الإسلامية وتحديد طبيعة الخلافات بينها.

 

 

رئيس جامعة القاهرة: الخلاف في حد ذاته ليس رذيلة عند الذين يتمتعون بـ "العقلانية التواصلية" 

 

وأكد الدكتور الخشت، خلال كلمته، أن الخلاف في حد ذاته ليس رذيلة عند الذين يتمتعون بـ "العقلانية التواصلية"، ويعرفون معنى "العقل المشترك"، لكن الرذيلة الحقيقية هي عدم احترام الرأي الآخر، وعدم الإيمان بالسنة الإلهية الكونية في "التنوع"، وادعاء كل فصيل امتلاك الحقيقة المطلقة، ومن ثم تكفير الآخر، ثم استحلال دمه وماله وعرضه وأرضه، مشيرا إلى أن المعايير العقائدية يتم توظيفها سياسيًّا في الصراع الدائر قديمًا حول "الإمامة السياسية"، والدائر حديثًا حول "الحاكمية الإلهية".

 

 

رئيس جامعة القاهرة: لا يوجد أي معيار موحد ومتفق عليه بين علماء الملل والفرق لتقسيم الفرق الإسلامية وكل منهم له منهجه في تعيين المعيار


وفي هذا السياق، أشار الدكتور الخشت إلى أن أحد أكبر الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها علم العقائد هو تحول التنوع الموجود فيه إلى تنوع مميت مدمر يقوم على التكفير والاستبعاد، ما يؤدي إلى الفشل في تحقيق التنوع الإيجابي والبناء. وتساءل عن كيفية يمكن لعلم العقائد أن يصل إلى تنوع خلاق وبناء، وهو يعتمد في ذلك على التكفير والتبديع لكل من يأتي بأفكار جديدة؟ وأكد أنه لا يوجد أي معيار موحد ومتفق عليه بين علماء الملل والفرق لتقسيم الفرق الإسلامية، حيث يختلف كل منهم في النهج الذي يستخدمه لتحديد الفروق بين الفرق الإسلامية وتحديد طبيعة الخلافات بينها.


ووجه رئيس جامعة القاهرة، التحية إلى المبادرة الجديدة التي تدعو لبناء الجسور بين المذاهب على أساس من التنوع الخلاق بين المذاهب، لكنه ليس التنوع المميت على طريقة الأخوة الأعداء، وإنما هو تنوع أعضاء الجسد الواحد، تنوع الجزر التي تربط بينها جسور تقوم على المشترك الديني والإنساني، مضيفا: فلا يجب أن نكون متفقين حتى نعيش في سلام.