الجمعة اليتيمة في رمضان.. سبب تسميتها وحقيقة ما يشاع عنها من معجزات

الجمعة اليتيمة في رمضان.. تتردد هذه المقولة مع آخر جمعة في شهر رمضان الكريم، فما صحة مقولة "الجمعة اليتيمة في رمضان" شرعا، وما يشاع عنها من معجزات في هذا اليوم بالذات، وهل فعلا تكفر عن المسلم ما فات؟

تثور أسئلة كثيرة عن الجمعة اليتيمة في رمضان، ونجيب خلال السطور القادمة عن كل هذه الأسئلة لاستجلاب الحقيقة وكشفها كسطوع الشمس.

الجمعة اليتيمة في رمضان.. يجيب أحد أساتذة الفقه بجامعة الأزهر، قائلا: "إنه لا يوجد شرعا ما يسمى بـ"الجمعة اليتيمة"، منوها بأنها ما هي إلا عادات توارثوها ولكن لا يوجد في الشرع ما يسمى بذلك.  

الجمعة اليتيمة في رمضان.. يطلق بعض المسلمين على الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك عدة تسميات، ولكن يبقى أشهرها "الجمعة الحزينة" أو "الجمعة اليتيمة" في إشارة من البعض بأنها لا تتكرر مرة أخرى في شهر رمضان المبارك، ولكن في واقع الأمر لا فرق بين الجمعة الأولى والثانية والثالثة من شهر رمضان الكريم.

الجمعة اليتيمة في رمضان.. يرى غالبية العلماء أن آخر جمعة في رمضان ليس لها خصوصية عن باقي أيام شهر رمضان المبارك، ولا يتعلق بها شيء من أمر شفاء الأمراض أو من المعجزات، كما يعتقد عامة الناس في الجمعة اليتيمة، ولا شيء من خصوصيات العبادة إطلاقا فهي جمعة كبقية الجمع التي تسبقها.

الجمعة اليتيمة في رمضان.. أرجع بعض المؤرخين تسمية الجمعة الأخيرة من شهر رمضان بالجمعة الحزينة أو اليتيمة، بسبب بعض الأحداث المؤلمة التي وقعت في آخر جمعة في شهر الصيام على مدار التاريخ، ولعل أشهرها يوم الجمعة 25 /2 /1994 حيث وقعت مجزرة الحرم الإبراهيمي ضد المصلين المسلمين في القدس مع فجر آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك.

الجمعة اليتيمة في رمضان.. يرجع سبب تسمية آخر جمعة في رمضان بـ"الجمعة اليتيمة" إلى ما اعتادت عليه مصر من حضور الخلفاء والملوك والأمراء واحتفاؤهم بصلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان كعادة سجلها التاريخ الإسلامي من عصر الدولة الفاطمية، حيث يجتمع الناس لأدائها بجامع عمرو بن العاص، وكان الخليفة الفاطمي يصلي أيام الجمع الأربعة بمساجد مختلفة من بينها مسجد الحاكم والذي عُني خلال تلك الحقبة باستقبال الجمعة الثانية، والجامع الأزهر الذي اختص بالجمعة الثالثة، فيما كانت الرابعة واليتيمة من نصيب مسجد عمرو.

الجمعة اليتيمة في رمضان.. احتفظت مصر بإقامة الجمعة الأخيرة في جامع عمرو بن العاص لفترة طويلة، حتى أتم مراد بك إصلاح المسجد عام 1897 ميلاديا، 1212 هجريا، لتعود إليه آخر أداء الجمعة اليتيمة حتى أبطلت هذه العادة نهائيًا عن مسجد عمرو منذ عام 1954 ميلاديا وإلى وقتنا حتى الآن.

هل الجمعة اليتيمة في رمضان "آخر جمعة" فعلا تكفر عن المسلم ما فات؟

الجمعة اليتيمة في رمضان.. قالت دار الإفتاء المصرية، إن الجمعة اليتيمة في رمضان ليست حديثا نبويا وباطلة، مطالبة بضرورة حذفها وتنويه الآخرين إلى عدم صحتها، محذرة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من نشر وتداول رواية "الصلاة في آخر جمعة في رمضان تكفر عن الصلوات الفائتة".

الجمعة اليتيمة في رمضان.. أوضحت دار الإفتاء، أن هذه الرواية وضعها الكذابون الذين يفترون على الدين، مشددة على أنه يجب قضاء الصلوات الفائتة باتفاق الأئمة الأربعة؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "اقْضُوا اللَّهَ، فَإِنَّ اللَّهَ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ" رواه الْبُخَارِيُّ من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا، لا كَفَّارَةَ لَهَا إِلا ذَلِكَ" متفق عليه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

الجمعة اليتيمة في رمضان.. أشارت دار الإفتاء: فعلى من فاتته الصلاة مدة من الزمن -قليلة كانت أو كثيرة- أن يتوب إلى الله تعالى ويشرع في قضاء ما فاته من الصلوات، وليجعل مع كل صلاة يؤديها صلاةً من جنسها يقضيها، وله أن يكتفي بذلك عن السنن الرواتب، فإن ثواب الفريضة أعظم من ثواب النافلة.

الجمعة اليتيمة في رمضان.. ألمحت دار الإفتاء: أشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أفضلية قضاء الصلاة الفائتة مع مثيلتها المؤداة من جنسها في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ صَلَاةَ الْغَدَاةِ مِنْ غَدٍ صَالِحًا فَلْيَقْضِ مَعَهَا مِثْلَهَا" رواه أبو داود من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه، قال الخطَّابي: "ويُشْبِهُ أن يكون الأمر فيه للاستحباب؛ ليحوز فضيلة الوقت في القضاء".. وليستمر الإنسان على ذلك مدة من الزمن توازي المدة التي ترك فيها الصلاة حتى يغلب على ظنه أنه قضى ما فاته، فإن عاجلته المنية قبل أن يستوفي قضاء ما عليه فإن الله يعفو عنه بمنه وكرمه.