الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

أخطاء تاريخية تشوب العمل

مسلسل الحشاشين بين الدراما والحقائق التاريخية

الجمعة 15/مارس/2024 - 10:34 م

بغض النظر عن موجة الجدل التي أثارها مسلسل الحشاشين الذي يعرض في شهر رمضان هذا العام، وهو من تأليف عبدالرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمي، وبطولة كريم عبدالعزيز وزمرة من النجوم، وكذلك الكثير من الأخطاء التاريخية التي تشوب العمل  واستدعاء شخصيات لم تكن متعاصرة لحشرها في مسلسل الحشاشين ، ودون التفتيش في نوايا القائمين على العمل، فيجب الانتظار حتى نهاية المسلسل ليمكن الحكم له أو عليه من الناحية التاريخية والدرامية والفنية، مع الأخذ في الاعتبار أن الدراما ليست مصدرًا للتاريخ، وإن كانت تعكس ظرفًا اجتماعيًا معينًا، ويؤخذ منها بحذر شديد نظرًا للعوامل الدرامية التي يضيفها المؤلف من خياله ويقدمها المخرج بخياله.

من هو الحسن بن الصباح 

وبعيدًا عن الدراما ومسلسل الحشاشين تخبرنا المصادر التاريخية، أن الحسن بن الصباح أسس عام 483 هجرية الموافق 1090 ميلادية فى قلعة ألموت بالقرب من بحر قزوين في بلاد فارس دولة الإسماعيلية نسبة إلى إسماعيل الابن الأكبر للإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب على الرغم من البون الزمني بين إسماعيل الذي تذكر بعض الروايات أنه توفي عام 145 هجرية وبين الحسن بن الصباح العالم بالهندسة والحساب والنجوم  ذي الأصول الحميرية والمولود عام 428 هجرية.

الحسن بن الصباح وخاله الداهية الوزير أمير الجيوش 

لكن الصباح الذى يجسد شخصيته الفنان كريم عبدالعزيز فى مسلسل الحشاشين ، هو المفتون بالإسماعيلية والمتشيع لابن الخليفة الفاطمي نزار بن المستنصر عقب وفاة المستنصر، حيث كان ابن الصباح يقيم وقتذاك في مصر - وكان يرى أن نزار أحق بالخلافة من أخيه أحمد المستعلي الذي سانده خاله الداهية الوزير أمير الجيوش الأفضل الجمالي، فلم يعترف ابن الصباح بخلافة المستعلي فغادر مصر مطرودًا متجهًا إلى المغرب لكن تقلبات الرياح قادته إلى دمشق ومنها إلى بغداد فأصفهان ممارسًا الدعوة للنزارية الإسماعيلية حتى نجح فى تأسيس دولته التي عرفت بعدة أسماء منها الإسماعيلية، والنزارية، والباطنية، والسبعية، والتعليمية والحشيشية أو الحشاشين وقد التصق الاسم الأخير بهذه الدولة حتى طغى على بقية الأسماء وقد اختلف المؤرخون فى أسباب إطلاق هذا الاسم فمنهم من أرجعه إلى إباحة بعض خلفائها لتعاطي الحشيش وارتكاب الموبقات والمعاصي مثل الخليفة الثالث الحسن بن محمد بن بزرك الذي أمر فى رمضان من عام 559 هجرية الموافق 1163 ميلادية بإقامة منبر أسفل قلعة ألموت – مقر الحكم – بحيث تخالف قبلته قبلة المسلمين وفى السابع عشر من شهر رمضان أمر أتباعه بالإفطار والإقلاع عن الصلاة والصوم وأحل لهم شرب الخمر والمجون وقال اليوم عيد،  ويذكر العلامة د. مصطفى الشكعة  فى سفره العظيم " إسلام بلا مذاهب " أن هذه النسبة لأن الحسن بن الصباح كان يخدر مريديه بالحشيش ويوحي إليهم بأوامره وتوجيهاته القاسية ثم يطلقهم ينفذون ما طلب منهم.

المهم وأيًا كانت الأسباب فلا يعرف التاريخ دولة حملت هذه التسمية غير دولة الحشاشين التي أسسها الحسن بن الصباح وأعادها مسلسل الحشاشين، وإن كانت دول الحشاشين مازالت قائمة، وإن حملت أسماء ليس فيها شيء من الحشيش.