تنمرٌ وتجاوزاتٌ لفظيةٌ في حقِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ
الجودةُ الأخلاقية
الجودةُ الأخلاقية..جُحودُ المعروفِ صفةٌ ذميمةٌ فيها معاني عدمِ الوفاءِ ونُكرانُ الفضلِ. المعروفُ ضائعٌ لدى جاحدُ النفسِ، والشكرُ عنده مهجورٌ، هو دائمُ التحقيرِ لما يُسدى إليه من خيرٍ، وعديمُ الوفاءِ لمن أحسنَ إليه.
الاِعترافُ بالفضلِ والجَهدِ من سجايا النفوسِ السويةِ، وهو حافزٌ لازمٌ لبَزلِ المزيدِ. الإحباطُ وكَسرُ النَفسِ نتيجةٌ حتميةٌ للجُحودِ والنُكرانِ. غَرسُ قيمِ الوفاءِ وإسداءِ المعروفِ لأهلِه من واجباتِ التربيةِ قبل التعليمِ. مع الأسفِ ضاعَت فضيلةُ الاِعترافِ بالفضلِ والجَهدِ وغلبَها التَنمُرُ والجُحودُ وما أكثرُه على مواقعِ التواصلِ. المجتمعُ الذي يضيعُ الفضلُ فيه مجتمعٌ غيرُ سويٍ.
يُعانون جُحودًا ونُكرانًا.
التعليمُ الجامعي وما قبلُه يستنفذُ جَهدًا نفسيًا وجسمانيًا، القائمون عليه يتعاملون مع طلابٍ بنفوسٍ وخلفياتٍ متعددةٍ، وينفقون الوقتَ ما بين تحضيرٍ وتصحيحٍ ناهيك عن التدريسِ. هم أحوجُ ما يكون للاعترافِ بجَهدِهم وتقديرِه، لكن مع الأسفِ كلِه، يُعانون جُحودًا ونُكرانًا.
الجودةُ في الجامعاتِ تكرسُ مفهومَ الشكلياتِ، ملفاتٌ ملفاتٌ ملفاتٌ بغضِ النظرِ عن العمليةِ التعليميةِ الفعليةِ، واِستبياناتٌ يملأُها الطلابُ رغم غيابِهم التامِ عن المحاضراتِ. أكدَت هذه الاِستبياناتُ على سلوكياتِ مواقعِ التواصلِ، تنمرٌ وتجاوزاتٌ لفظيةٌ في حقِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ، تَلَبُسُ المفهوميةِ المُطلَقةِ، لي ذراعِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِِ لتطويعِهم ولتخفيفِ المناهجِ والحصولِ على درجاتٍ بلا وجهِ حقٍ.
التعليمُ الحقيقي يبدأُ بالجودةِ الأخلاقيةِ، بالاِعترافِ بالجَهدِ، بإسنادِ الفضلِ لأهلِه، بالترفعِ عن ممارساتٍ تكسرُ نفوسَهم، وقتَها سينصلحُ حالُ المجتمعِ. البدايةُ لا تكون إلا بغرسِ قيمةِ الوفاءِ في الأسرِ والمؤسساتِ التعليميةِ؛ البديلُ مجتمعٌ يضيعُ فيه الحقُ والفضلُ والمعروفُ، وتسودُه الوصوليةُ والخِداعُ والغِشُ و…
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،
*كاتب المقال
د/ حسام محمود أحمد فهمي
أستاذ هندسة الحاسبات بهندسة عين شمس