نتطلع الى عام 2024 بالأمل والتفاؤل
تأملات حول عام 2023 وتطلعات لعام أفضل 2024
تأملات حول عام 2023 وتطلعات لعام أفضل 2024
أعزائي الزميلات والزملاء اسعد الله صباحكم بكل خير ومحبة ، آمل أن تصلكم رسالتي هذه وانتم جميعا بأتم الصحة والعافية، ونحن نستذكر ما دار في العام الفائت من احداث، والذي انتهى بإعلان نهاية حالة الطوارئ الصحية العالمية لفيروس كوفيد-19 في ايار/ مايو 2023.
عام 2023 حمل في جعبته تحديات كبيرة وصعبة
اننا ندرك أن عام 2023 كان يحمل في جعبته تحديات كبيرة وصعبة لا مثيل لها بالنسبة لمنطقة شرق المتوسط والعالم اجمع، وعلى الرغم من اعلان انتهاء الجائحة في هذا العام، الا ان منطقتنا كانت قد كافحت لمواجهة سلسلة من الأزمات المعقدة التي استرعت انتباهنا ورد فعلنا المشترك.
ظهور العديد من الأوبئة وحالات الطوارئ
وكنا قد شهدنا عواقب الزلازل في سوريا والمغرب وأفغانستان، بالإضافة إلى الفيضانات في ليبيا، حيث كانت هذه الازمات غير المسبوقة قد أختبرت فيها قوة صمود مجتمعاتنا والانظمة الصحية فيها، وفي نفس العام وبشكل مأساوي تعرضت ومازالت تتعرض السودان للنزاع المسلح الشرس، مما أدى إلى التشرد والنزوح لاعداد كبيرة من مواطنيه نتيجة تزايد وتيرة الحرب المستعرة، بينما شهدنا كيف أضافت الحرب المستمرة في غزة وقسوة العدوان عليها عبئا اضافيا هائلا إلى الاعباء الكبيرة التي تعيشها المنطقة، والتي ادت جميعها الى ظهور العديد من الأوبئة وحالات الطوارئ وأحداث صعبة أخرى أبرزت الحاجة المستمرة إلى جهود إنسانية كبيرة ومستدامة كنتيجة حتمية للأزمات المختلفة، وشهدنا ايضا في منطقتنا زيادةً في عبء الأمراض غير السارية، وقضايا الصحة النفسية، والفاشيات والتسممات بانواعها المختلفة، اضافة الارتفاع الخطير في استهلاك التبغ وممارسة التدخين في العديد من بلدان الاقليم.
الاحداث الماساوية في منطقة شرق المتوسط
و اننا لا زلنا نشاهده تسارعا في وتيرة الاحداث الماساوية في منطقة شرق المتوسط التي يسكنها أكثر من نصف مليار شخص، بما يعادل 38% من سكان العالم، والتي تستدعي توفير مساعدات إنسانية عاجلة، كنتيجة حتمية لتتابع الكوارث واستمرارها في سوريا وأفغانستان والمغرب وليبيا والقرن الإفريقي والسودان وغزة والاراضي المحتلة وغيرها من الدول،
توفير مساعدات إنسانية فورية ومستدامة ودون اية عراقيل
وهذا لازال يحدث على الرغم من النداءات المستمرة بضرورة توفير مساعدات إنسانية فورية ومستدامة ودون اية عراقيل، وللاسف لا زال العنف مستمرا رغم كل النداءات، ومن منطلق المسؤولية المهنية والانسانية يحذر قادة الصحة في المؤسسات والمنظمات الدولية والاقليمية من التصعيد المستمر، مؤكدين على إمكانية حدوث مزيدا من الخسائر والضحايا البشرية بسبب الأمراض وسوء التغذية والتي تكون دائما أكثر واشد من القنابل تاثيرا نتيجة للظروف المعيشية الصعبة في بعض بلدان الاقليم اضافة الى الظروف غير المواتية للرعاية الصحية وعدم كفايتها بالمطلق،
نتطلع إلى عام 2024 بالأمل والتفاؤل
ويزيد من التحديات الصعبة ايضا الهجمات المستمرة على العاملين في مجال الرعاية الصحية وعلى المرافق الصحية نفسها، كما يحدث الآن في غزة والسودان، واننا نتطلع إلى عام 2024 بالأمل والتفاؤل، داعين بأن يكون العام الجديد أفضل من سابقه، يحمل في ثناياه الخير والسلام لسكاننا في منطقتنا وللإنسانية جمعاء إن شاء الله، وسنعمل سويا على مواجهة التحديات المحدقة بالاقليم متسلحين بالعلم والصبر والاصرار، وسيبقى تعاوننا ضروريًا، استراتيجيا وانسانيا.
اننا سويا نستطيع احداث تأثيرًا واقيعا على صحة ورفاهية الناس في منطقة شرق المتوسط وكذلك المساهمة بشكل فعال في الحفاظ على الامن الصحي والحيوي العالمي.
لنعمل سويا لاحداث التغيير للأفضل
شكرًا لتفانيكم واهتمامكم الدائم لرسالتنا المشتركة.
مع خالص التحية والمحبة،
- كاتب المقال
الدكتور مهند النسور
المدير التنفيذي
الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية(أمفنت)
الصفحة الرسمية للدكتور مهند النسور اضغط هنا