الطفل العبقرى..من الاِبتدائيةِ إلى الكليةِ

العبقري هو الشخصُ فائقُ الذكاءِ ذو القُدرةِ المُتَميزِّةِ في التحليلِ والتفكيرِ. العبقريةُ وحدُها لا تكفي لتحقيقِ التفوقِ، لابدَ من تأسيسِها بمعلوماتٍ مُتراكمةٍ مُتَسلسِلةٍ. أقولُ ذلك بمناسبةِ قُبولِ طفلٍ في السادسةِ الابتدائيةِ بالجامعةِ؛ قفزةٌ كبيرةٌ لا يُمكنُ للعبقريةِ والنبوغِ التغلبُ على نواقِصِها. كيف لتلميذٍ في الثانيةِ عشرةِ من عمرِه  التَمَكَنُ من قواعدِ اللغةِ العربيةِ من نحوٍ وصرفٍ وبلاغةٍ وتعبيرٍ؟؟ وكيف هو خَطُه؟؟ وماذا عن اللغاتِ الأجنبيةِ؟؟ وماذا عن أساسياتِ الموادِ العلميةِ من رياضياتِ وميكانيكا وكيمياءِ وأحياءِ وفيزياءِ؟؟ هل سيبدأُ من الصفرِ في الجامعةِ؟؟ هل ستُعوضُه العبقريةُ عن أساسياتٍ تراكميةٍ على امتدادِ مرحلتي الدراسةِ الإعداديةِ والثانويةِ؟؟ وهل بهذا المنطقِ يمكنُ الاِستغناءُ عنهما بحُجَجٍ شَتى؟؟

العبقريةُ وحدُها لا تكفي، بهذا الإخراجِ نحن أمامَ حرمانِ طفلٍ من الاِستمتاعِ بسنِه، خاصةً لو لم تُسعِفه العبقريةُ في تعويضِ أساسياتٍ لغويةٍ وعلميةٍ تحتاجُ سنواتٍ لاِستيعابِها. 

تشجيعُ القدراتِ الخاصةِ مطلوبٌ في كلِ المجالاتِ، لكن في حدودٍ من واقعٍ ومنطقٍ علمي تفادِيًا لأيةِ نتائجٍ عكسيةٍ. 

اللهم لوجهك نكتب علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،

ا. د/ حسام محمود أحمد فهمي 

- أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس