نحن وأدوات التخويف الاجتماعي.. عندما اشتعلت السوشيال ميديا ضد رقص الطالبات
نشرت الكاتبة ماجدة موريس عبر صفحتها علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تدوينة بعنوان “نحن وأدوات التخويف الاجتماعي.. عندما اشتعلت السوشيال ميديا ضد رقص الطالبات” والتي ناقشت فيها ردود “السوشيل ميديا” علي قيام عدد من الطالبات بالرقص خلال استلام شهادتهم الجامعية تعبيرا عن الفرح.
وإليكم نص التدوينة:
فجأة اشتعلت السوشيال ميديا بالغضب ضد البنات، والسبب أن بعضهن عبر عن سعادته بالتخرج من الجامعة بعد سنوات من الكفاح والمذاكرة،ثم النجاح، بأسلوب مختلف عن اعلان الفرحة وصراخ السعادة،وربما الزغاريط،رقصت واحدة وهي تغني في طريقها لاستلام شهادة التخرج،وأدت الثانية ايقاعات رقصة نوبية أيضا،وكان جميع الزملاء والزميلات في حالة فرحة حقيقية كما بدا، وأيضا الأساتذة والأستاذات الذين يسلمون طلبتهم شهاداتهم،لكن كيف تمر واقعة فرحة واعلان سعادة بلا غضب من بعض من يعتقدون انهم يمتلكون الحقيقة ؟ وخصوصا ان من فعلن هذا بنات وليس اولاد.
هنا قامت دنيا السوشيال ميديا ضد البنات اللواتي لا يحافظن علي التقاليد ولا كذا وكذا الخ ؟والأسئلة الان كثيرة واولها هل لو كان من فعل هذا خريج وليس خريجة سنري نفس الغضب، أم لأن من فعل هذا فتيات، وثانيا هل فكر الذين يشعلونها أن التخرج من الجامعة هو أكبر نجاح تحققه طالبة في حياتها فهو دليل علي نجاحها هي وأهلها في رحلة التعليم الطويلة الصعبة وهو الطريق الي نجاح اكبر في الحياة العملية بعدها،او الحياة الاكاديمية لو فكرت في استكمال دراستها العليا.،لقد كانت فرحة البنت،وفرحة الاهل الاكبر قبل هذا الزمن هو زواجها،ولكن الأمر تغير الآن واصبح تفوقها ومكانتها الاجتماعية هي الاهم فهل نهيل عليها التراب لانها غنت او رقصت فرحا ؟
قواعد البهجة
المدهش ان التليفزيون ايضا تضامن مع السوشيال ميديا ضد فتيات الفرحة،وهو ما رأيته مساء الاحد علي شاشة CBC وبرنامج (من مصر ) بتقديم عمرو خليل،والذي استضاف أحد أساتذة الجامعات،والذي حاول أن يبسط له الموضوع وكيف ان دكاترة الجامعة عليهم التعامل مع طلابهم بأسلوب يحترم القيم،ولكن بدون قسوة في حالة الخروج عليها،اما رئيس اتحاد الطلبة فقد قال انه لا يحبذ هذا ولكنها مسألة شخصية،كان مقدم البرنامج غاضبا بشدة طول الوقت ربما لانه أراد تحويل الفقرة الي قضية راي عام،بدلا من تفهم وجهات نظر ضيوفه، وهذا ليس دفاعا عن رقص الطالبات فرحا،وانما عن تفهم ظروف اختلفت كثيرا عن تقاليد الفرح زمان،والتي كان جمهور اي مناسبة فيها يتفاعل بالتصفيق او الهتاف فقط بينما الجمهور الان يرقص ويغني فرحا ومتفاعلا مع الحدث،اما في اماكن العلم،فالمدارس (غالبا الخاصة )اصبحت تقيم حفلات وانشطة فنية عديدة في بدايات العام ومناسباته ونهايته،اما الجامعات فقد اوقفت حفلات التخرج،وظهرت شركات تقيمها بعيدا عن الجامعة وتأخذ الكثير من الطلبة والطالبات الذين يريدون الاحتفال بنجاحهم،وهو بالطبع عبء أضافي علي الاسرة،،فهل هذا هو الصحيح ؟ ولماذا تلغي حفلات التخرج ؟هل يضيع احترام الحرم الجامعي بسببها ؟ام خوفا من التعبير عن مشاعر الفرحة والبهجة ؟