الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

من آن لآخر

"العاشر من رمضان".. شجاعة المقاتل.. وعبقرية الإنسان

السبت 01/أبريل/2023 - 09:01 ص
  • 50 عامًا على معجزة العبور "١ / ٢"
     

 ستظل ملحمة العبور فى العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973.. نقطة فارقة فى تاريخ مصر.. وأهم انتصاراتها فى العصر الحديث بل أراها أنها كانت معركة فاصلة ومصيرية فى مسيرة الشخصية المصرية.. فلولا هذا النصر العظيم.. ما استطاع المواطن المصرى استعادة ثقته فى ذاته ومؤسساته ووطنه.. ولا امتلك القدرة على تجاوز المحن والشدائد والأزمات التى جاءت فى عقود متتالية بعد ملحمة العبور سواء قدرة الإنسان المصرى فى تجاوز المؤامرات والمخططات.. والفوضى والانفلات والإرهاب.. أو الأزمات الاقتصادية وشجاعة الإصلاح فدائمًا يصنع المصريون الفارق ويقهرون المستحيل لكن نصر أكتوبر كان حجرًا مهمًا فى منحنا الثقة.


ونحن نعيش ذكرى أعظم الانتصارات والأمجاد المصرية التى حققها جيشنا الأسطورة والتى تتزامن مع العاشر من رمضان.. بطبيعة الحال هناك دروس وعبر ونقاط مضيئة لابد ان نتوقف عندها.. خاصة أننا على مشارف الاحتفال بمرور 50 عامًا على نصر أكتوبر العظيم وهو ما يستوجب جهودًا وإجراءات وأفكارًا خلاقة للاحتفال بهذا الحدث الجلل والعظيم الذى يجب أن يتواصل مع الحاضر والمستقبل،. حتى نبنى تصورًا شاملًا.. لقوة وعظمة وعبقرية هذا الوطن القاهر للمحن.. والعابر للمستحيل.. لذلك أتناول هذه النقاط المهمة كالتالى:


أولًا: أعظم ما فى حرب أكتوبر العظيم أنها جسدت قدرة الإنسان المصرى على إدارة عمل ملحمى بعبقرية وشمولية غير مسبوقة من كيف استطاع تحويل المحنة فى 1967 إلى أعظم منحة فى 1973.. كيف نجح فى تحويل أقسى انكسار إلى أعظم انتصار.. عندما قرر أن يستفيد من عثرته وكبوته ويخرج بدروس مستفادة تكشف مناطق الضعف والقصور.. ومناطق القوة لتعظيمها وتطويرها ومعالجة الضعف والقصور وهو الأمر الذى أعاد الوطن إلى طريق الحق والصواب.. إلى جوهر الشخصية المصرية الثرية العبقرية الصلبة.. وودعت العشوائية والارتجالية والعواطف إلى الانضباط والموضوعية والعلم والدقة.. والنظرة الشاملة والمستقبلية.


ثانيًا: جسدت ملحمة أكتوبر 1973 أيضًا قدرة الإنسان المصرى على عبقرية التخطيط.. وروعة التنفيذ.. وإحاطة أى مشروع بالسرية التامة ولعل عملية الخداع الإستراتيجى تثبت أن الإنسان المصرى قادر على الوصول إلى القمة والنجاح إذا توفرت له الأجواء والظروف المناسبة والملائمة.. ولعل السؤال الذى يجب أن نطرحه على أنفسنا لكشف هذه العبقرية كيف نجح الإنسان المصرى خلال  6 سنوات فى تجاوز أصعب ما قد يمر على أى وطن من هزيمة واحتلال جزء من أرضه ويحولها إلى أعظم نصر فى التاريخ الحديث.. لذلك أهم درس يجب أن نخرج به انه لا مستحيل أمام إرادة التحدى لدى الإنسان المصرى.


ثالثًا: حجم الصعاب والعقبات والموانع والتحديات والأزمات التى تجاوزها المقاتل المصرى قبل حرب أكتوبر وخلال تنفيذ مراحل النصر العظيم يكشف بما لا يدع مجالًا للشك أننا أمام عملاق مارد يستحق لقب المقاتل الأسطورة بحق.. والمقاتل جاء من نسيج ورحم هذا الشعب العظيم.. وهو ما نحتاج إليه الآن فى مجابهة تداعيات الأزمات العالمية.


رابعًا: الحقيقة أن ربط الأحداث والأمجاد ببعضها البعض هو معرفة شاملة وإدراك حقيقى لأبعاد الصورة فحرب أكتوبر العظيم.. تكشف سر أسرار قدرة المصريين على تجاوز التحديات والمحن والشدائد والأزمات.. فكيف لمصر ان تعبر منحنيات ومنعطفات خطيرة حتى بلغت ذروتها فى يناير 2011 وكادت تضيع لولا عناية الله ثم شرف وبطولات وتضحيات خير أجناد الأرض أبناء جيش مصر العظيم الذى أبى ان تسقط مصر.. ثم جاء حكم الإخوان المجرمين.. وتوهم البعض ان مصر ضاعت ولن تعود.. مريضة ولن تتعافى قبل 500 عام.. ذهبت لأعدائها بفعل خيانة الإخوان لكن استيقظ المارد المصرى ابن نصر أكتوبر العظيم وقرر ان يعزل هذا النظام العميل وأطلق النداء إلى جيشه الذى لم يتوان أو يتردد قائده الشريف الفريق أول عبدالفتاح السيسى عندما كان قائدًا عامًا وزيرًا للدفاع والإنتاج الحربى فأنقذ وطنه وحمى شعبه من حرب أهلية كادت تأكل الأخضر واليابس.. وعبرت مصر أيضًا هذا المنعطف الخطير بفضل قائد عظيم.


خامسًا: لم تكن معركة الحرب على الإرهاب على مدار 9 سنوات مضت.. وتحقيق جيش مصر العظيم النصر ودحر الإرهاب والخونة والمرتزقة ببعيد عن ملحمة العبور فى أكتوبر 1973 فالذى حرر وطهر سيناء فى المعركة على الإرهاب هو ابن وحفيد أبطال أكتوبر العظيم.. الذى حرر أرض سيناء من الاحتلال واستعادة الكرامة والأرض لذلك فإن سلسال الأمجاد والبطولات والانتصارات والتضحيات أيضا فى الجيش المصرى معين لا ينضب تتوارثه الأجيال جيلًا بعد جيل.
تحيا مصر