الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

سطور جريئة

الإصلاح الأكبر يبدأ من هنا

السبت 01/أبريل/2023 - 02:44 ص

نعم هناك إصلاحات كثيرة يحتاجها التعليم العالى والجامعى حتى يتفق ومخرجاته مع حاجة سوق العمل، وأن ننشئ تخصصات جديدة تتفق وتطورات الحياة التى نعيشها، ونزيد من التخصصات التطبيقية أكثر حتى نلبى هذه الاحتياجات ونقلل من التخصصات النظرية التى لم يعد المجتمع أو سوق العمل فى حاجة إلى كل هذا الكم من الخريجين من هذه التخصصات.

نعم بدأنا بجزء منها لكننا نحتاج المزيد، ولكى نحقق ذلك ويكون الإصلاح شاملا وقويا لابد أن نبدأ من إصلاح مدخل المرحلة الثانوية والذى كان فيه عدد فصول الدراسة بالقسم العلمى بأى مدرسة ثانوية عامة ثلاثة أضعاف عدد الفصول القسم الأدبى ـ أما الآن ـ وبسبب الهروب من مشكلات الثانوية العامة وامتحاناتها وعدم قدرة كثير من الطلاب تحقيق الدرجات الفلكية التى يحتاجونها لكى يتم التحاقهم بالكليات العملية كالطب وطب الأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعى وغيرها من الكليات العملية بالنسبة لطلاب القسم العلمى أو الهندسة بالنسبة لشعبة الرياضيات ـ يهرب كثير منهم إلى القسم الأدبى لسهولة دراسته وإمكانية الإلتحاق بأى كلية نظرية حتى ولو كان المجموع يقترب من 55% وحتى الذى يفشل من طلاب القسم العلمى شعبة العلوم فى الالتحاق بأى من الكليات التى أشرنا إليها يتجه للالتحاق بأى من الكليات النظرية التى تكدست بأعداد رهيبة لايوجد لها نظير فى العالم كله حتى أصبح الملتحقون بهذه الكليات النظرية يمثلون مايقرب من 65% من إجمالى طلاب الجامعات!! والنتيجة هى خريجون ضعاف المستوى ـ وفرص عمل أقل، ولو توافرت لايكون لها علاقة بما درسه الطالب فى هذه الكليات النظرية.

 

ولكى نغير هذا الواقع خاصة بعد أن تعددت الكليات التطبيقية بمسمياتها الجديدة وتخصصاتها التطبيقية المتعددة مثلما حدث فى الجامعات الأهلية والتكنولوجية وغيرها وأصبحت كليات وبرامج هذه الجامعات فى حاجة إلى طلاب أكثر لكى يتم تعليمهم بشكل جيد فى هذه التخصصات إلا أن عدد الطلاب القسم العلمى  بالثانوية العامة خاصة شعبة الرياضيات أصبح أقل من المطلوب، وجاء الوقت لكى نبدأ من بعد الاتفاق مع وزارة التربية والتعليم على توجيه الطلاب من خلال المرشدين الأكاديميين للالتحاق بشكل أكبر بالقسم العلمى بشعبتيه علوم ورياضيات ونوضح لهم أن فرص التحاقهم بالكليات التطبيقية أصبحت أكبر، وأن الكليات المتميزة فى هذا القطاع لم تعد الطب والهندسة فقط بل هناك كليات تطبيقية مهمة جدا سيكون المجتمع فى حاجة شديدة لخريجيها كالذكاء الاصطناعى والحاسبات وكل ماهو إلكترونى وتطبيقى والتخصصات البينية وغيرها، وأن نقلل من الآن من عدد طلاب القسم الأدبى بكل مدرسة، وفى نفس الوقت نقلل عدد الطلاب الملتحقين بالكليات النظرية كالتجارة والحقوق والآداب والتربية والخدمة الاجتماعية وغيرها ونوقف مايسمى بالانتساب الموجه بمعظم هذه الكليات والذى لايمت للتعليم الجامعى بصلة، بل يتم الإلتحاق به لمجرد شراء شهادة فى النهاية ـ أقول ذلك إذا أردنا إصلاح واقع الهرم المقلوب بالتعليم الجامعى بشكل حقيقى.