السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

المربع الناقص..ومعني السعادة؟

الإثنين 06/فبراير/2023 - 04:38 م

تخيل أنك تجلس في غرفة سقفها مقسم إلى مربعات وتلاحظ أن أحد هذه المربعات مفقود، مربع واحد فقط، أين سيتركز نظرك؟ الجواب طبعا" على المربع الناقص. هذ أمر جيد في الواقع في حالة السقف لأنه يمكننا إصلاحه ليصبح كاملا"، بالنهاية يمكن للأسقف أن تكون في حالة مثلي لكن هذا لا ينطبق علي الحياة. معظم ما نفتقده في حياتنا، أو ما نعتقد أننا نفتقده لا يمكن إستبداله وبعكس السقف، لا يمكن جعل الحياة مثالية أبدا" ولهذا السبب يكون التركيز علي ما هو مفقود في حياتك..مشكلة كبيرة..هذا ما يسمي "نظرية المربع المفقود للعالم دينيس بريجر" تماما مثل الرجل الأصلع الذي لا يري من الناس إلا الشعر فهو يرى العالم من حوله بطريقة مختلفة تماما" عن طريقتي في هذا الشأن مثلا" فأنا لا أنتبه للشعر أبدا" لأن شعري لم يتساقط بعد إذا فهو ليس مربعا" مفقودا" بالنسبة لي ولكن بالنسبة لهذا الشخص، الشعر هو ما يلفت نظره ينطبق هذا بشكل أو بآخر على الجميع وهناك مثال المرأة التي قالت ذات مرة: "كل ما أراه أينما ذهبت هن الحوامل" كيف يكون ذلك؟ أغلب النساء حتى من هن في سن الإنجاب غير حوامل لكنها لم ترى غير الحوامل لأنها تريد طفلا"، حيث أنها غير قادرة علي الإنجاب، المربع المفقود عندها هو "عدم القدرة علي الإنجاب". هكذا هي طبيعة البشر التركيز علي ما ينقصنا في الحياة. نظرية المربع المفقود أو عدم الرضا بما قسمه الله لك تشكل عائقا" كبيرا" لبلوغ السعادة لدرجة أنها تجعل بلوغ السعادة أمرا" شبه مستحيل، دائما" ما يكون هناك شئ ناقص أو مفقود في حياتك عندما ترى الآخرين ستظن أنك ترى مربعات مفقودة لديك وتفكر لماذا لا أكون متفوقا" أو غنيا" أو ذكيا" 

أو وسيما"أورياضيا"؟...والقائمة تطول هذا بالظبط ما نعاني منه، هكذا نحتال على أنفسنا ونفقد سعادتنا من خلال التركيز علي المربعات الناقصة عندنا. وهنا يأتي السؤال: هل نركز علي بقية السقف وعلى كل المربعات التي نملكها فعلا"؟ أم نركز على المربعات المفقودة؟ إجابة هذا السؤال لها دور كبير في تحديد مدى سعادتك. وبعبارة أخرى، تأتي السعادة عندما تشعر بالرضا والوفاء. السعادة هي الشعور بالرضا في الحياة وتقبلها تماما كما ينبغي أن تكون فهي الكمال النفسي والذهني. في حين أن السعادة المثالية قد يكون من الصعب تحقيقها، وحتى أصعب للحفاظ عليها، والسعادة حالة وهناك درجات لا حصر لها من السعادة بين النعيم والهناء أو حتى بين اليأس والاكتئاب. 

وبما أن السعادة هي عندما تفي حياتك بإحتياجاتك، فإن السؤال المنطقي التالي هو "ما هي إحتياجاتك؟" على مدى آلاف السنين قدم العديد من الإجابات على هذا السؤال، وكلها تقريبا في جوهرها، أنها مشكلة معقدة. إسمح لي أن أطرح عليك سؤالا. هل تقول أنك مثل جميع البشر، معقدة لفهمها؟ بالطبع أنت كذلك، نحن جميعا ويعني هذا التعقيد أنه لا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع لما يجعلنا سعداء. تختلف إحتياجاتنا الفردية على أساس علم الوراثة لدينا، وكيف نشأنا، وتجارب حياتنا. هذا الجمع المركب هو ما يجعل كل واحد منا فريد في نوعه، سواء في إحتياجاتنا بالضبط او في كل جانب آخر والذي يجعلنا الشخص الذي نحن عليه الأن. قد يكون كل منا معقدا في تركيبته ولكننا جميعا بشر وهذا هو الأساس الذي يمكننا من خلاله إكتشاف إحتياجاتنا الإنسانية الأساسية. وكما نولد جميعا بشر من الخارج، فإننا جميعا نتقاسم الإحتياجات الأساسية المشتركة في الداخل ولكن قد نختلف في مدى قوة شعورنا بكل من تلك الإحتياجات. وقد حددت نظرتنا الحالية، التي تستند إلى حد كبير على الاكتشافات العلمية الجديدة حول كيفية عمل الدماغ وعلى نظريات السعادة الحالية، وتغطي هذه النظريات الإحتياجات البشرية

بطريقة عامة جدا وتداخل متعمد، تماما كما تتداخل أفكارنا ومشاعرنا في أذهاننا.

هذا وهناك بعض الخطوات الصغيرة التي يمكن أن تغير طريقة نظرتك إلى الحياة حتى تتمكن من تحقيق شعور حقيقي بالسعادة. تمسك بإيمانك بالله وكن راضيا بما قسمه لك كما في قوله تعالي من سورة محمد "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ" صدق الله العظيم. إستيقظ كل يوم مع إبتسامة على وجهك، صفي عقلك من أي أفكار سلبية، أنت تعرف ما لديك فتذكر دائما أن لا أحد سوف يقدرك أكثر مما تقدر نفسك، إعمل ما تحب حتى تحب ما تعمل، عليك بالتعبير بالإمتنان للآخرين بدلا من تركيز كل إهتمامك على ما ليس لديك، إن حمل الضغينة أو التمسك بأي نوع من الغضب لن يؤدي إلى أي شيء سوى الإستياء. النظر في الماضي سوف يعيقك فقط من وجود مستقبل أفضل. الكراهية هي حقيبة ثقيلة جدا" فدعها تذهب. حاول ألا تقارن نفسك بالآخرين، الجميع فريد من نوعه بطريقته الخاصة فكن أفضل ما يمكنك أن تكون. كن صادقا" مع نفسك دائما، عليك أن تعرف ما تريد حقا، ثم قم بتحقيقه بسرعة أكبر.

                أتمني لكم الخير والسعادة،،،،

                          هيثم زكي