امتحانات إعدادية الجيزة والانفصال عن الواقع
توقفت أمس أمام شكوى أولياء أمور طلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة من صعوبة وطول وغرابة أسئلة اللغة العربية.
بغض النظر عن تقييم الامتحان توقفت كثيرا أمام أسئلة التعبير والنحو التي استحوذت على الجانب الأكبر من سخط أولياء الأمور والتلاميذ. أسئلة التعبير وضعت الطالب أمام خيارين إما الحديث عن أهمية تدوير المخلفات،أو عوائد وفوائد مونديال قطر ومؤتمر المناخ،بينما جاء السؤال الثالث عن كتابة رسالة.
تأملت الخيارات التي تبدو للوهلة الأولى في المتناول إلا إننى عندما وضعت نفسي موضع التلاميذ أدركت فداحة الأمر ومدى انفصال القائمون على التعليم عن الواقع، وتحول الامتحان إلى عملية استعراض عضلات على طالب ضعيف لم نمنحه أي سلاح يواجه به أسئلة الجهابذة من واضعي الامتحانات.
كثير من تلاميذ الإعدادية توقفوا مشدوهين أمام مصطلح تدوير المخلفات لأنه لم يمر أمامهم قبل ذلك، كما لم يلقنه مدرس الدرس الخصوصي الذي ذهب الطلاب إليه ببساطة لأن المدارس أغلقت أبوابها أمام تلاميذ ٣إعدادي منذ بداية العام.
نعم المدارس لم تعد تستقبل في السنوات الأخيرة طالب الصف الثالث الإعدادي على غرار طالب الصف الثالث الثانوي.وكثير من المدارس أخذتها من قصيرها ولم تضع فى خططها أصلا جدول للصف الثالث الإعدادي بسبب عجز المعلمين. حتى تلك المدارس التي استقبلت الطلاب سرعان ماصرفت التلاميذ بالطريقة بعد أسبوعين عندما وجد التلاميذ أنفسهم دون شرح.
طالب الصف الثالث الإعدادي لايتقن الكتابة لأنه لم يذهب للمدرسة فعليا منذ الصف الخامس الابتدائي بسبب الكورونا، كما لايعرف أي شيء عن محيطه الخارجي لأنه لم يمارس اي نشاط مدرسي فى حياته القصيرة، وبالتأكيد لم يتابع جلسات قمة المناخ أويعرف أصلا ماهو المناخ لأن الأسرة والمعلم الخصوصي تفرغ لتلقينه وتحفيظه مقررات تنوء بحملها عقول الأطفال التي تم برمجتها فى العامين الأخيرين على أسئلة الحفظ والتلقين الاختيار وصح وغلط.