هل القرار إختيار!
يمكن لثمرة إتخاذ القرار الجيد أن تُحدِث تغييرًا مُعتبرًا وعميق الأثر في العالم من حولنا، حيث تشكل القيم التي نمتلكها القرارات التي نتخذها، ويمكن لتلك القرارات أن ترسم أبعاد العالم الذي نعيش فيه اليوم. يعد إتخاذ قرار جيد في هذه الحياة مهارة بالغة الأهمية، وتوجد العديد من الطرق التي يمكن للفرد من خلالها تحسين عملية إتخاذ القرار لديه لتحقيق نتائج أفضل في حياته وعمله.
هناك دائمًا سلسلة من الأحداث المترتبة نتيجة قراراتنا اليومية المختلفة، وكلما كان القرار أكبر، كلما زادت سلسلة الأحداث التي تغير سير حياتنا. ومنه سوف يؤثر ذلك على صحتك النفسية والجسدية، سيؤثر ذلك على ترتيبات معيشتك، وحتى دائرة أصدقائك. بعض هذه الأحداث ستكون إيجابية وبعضها الآخر سلبية.
وعلى إثره، فإن إتخاذ قرار واضح من المحتمل أن تكون له عواقب دائمة وقد تكون عرضية ولكن يجب ألاّ تمنعك هذه العواقب أيًّا كانت من الوصول لنقطة التغيير المرجوة من قرارك. أن تعيش وفق قرارات واضحة ومرسومة منذ البداية يعني أنك تعيش حياة النجاح التي رسمتها أنت بيدك ولم تكن فيها ضحية الأمر الواقع الذي يتوجب عليك فيه إختيار ما يُمليه الآخرون وأن تعيش وفق إختياراتهم ورغباتهم باعتبار أنهم" يريدون مصلحتك". وربما يكون ذلك صحيحًا في بعض الأحيان ولكن في حالات أخرى يكون هدف هؤلاء هو السيطرة وفرض الرأي على الآخرين ممن هم أدنى منهم سلطة..!
ولكن.. على أي حال، يجب على المرء أن يكون دوما سيد قرارته في حياته ليكون المسؤول الأول والأخير عن توابع هذه القرارت لأنها حياته التي سيعيشها ولا أحد سواه، ووحده من سيتحمل نتيجة قرارته السيء منها قبل الجيد. ومن منطلق ألاّ أحد يعرفك كما تعرف أنت نفسك، يتعين على كل إنسان أن تكون كل قرارته بإختياره ليستطيع صنع قرارت صحيحة تزيد من إنتاجيته على كل المستويات وتصعد به إلى حيث ينتمي، في المكانة التي سيحدث فيها أثرًا وتغييرًا ملموسًا في العالم أجمع.
أؤمن تمام الإيمان بأن كل قرار هو اختيار وقد يجُبر البعض منا أحيانًا على إختيار ما لا يرغب وإن كان ولا بد من الإنصياع لقرارات ليست من اختيارنا، أن نضع حينها لمستنا الخاصة في تفاصيل هذا القرار وأن نعيشه بطريقتنا ووفق رؤيتنا لا بطريقة الغير. وذلك حتى نتمكن من جني ثمار جيدة من تلك القرارات، فوحده الإنسان المبدع الذكي الذي يستطيع إيجاد الشيء من اللاشيء..!
لذلك كن سيد قرارك وإن لم تكن كذلك فلتعشه على طريقتك وأدخل فيه تفاصيلك حتى تتمكن من تقبل آثار هذا القرار إن كانت جيدة أو سيئة لأنها من صنع يدك لا الآخرين..!
وتذكر أنك بقرارتك تبني عالمك، فلتبنيه إذًا بأساسٍ راسخٍ من القرارات الجيدة حتى تعيش فيه بأمان وأريحية دون الخوف من أن ينهار الأساس يومًا..!