الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

جريمة المتفوقين فى الثانوية ؟!

الإثنين 29/أغسطس/2022 - 10:28 م

تلقيت دعوة كريمة من الصديق العزيز الدكتور اشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الالمانية للمشاركة فى احتفال الجامعة بتكريم المتفوقين فى الثانوية العامة وتسليمهم شهادات المنح الدراسيه التى تحرص الجامعة منذ إنشائها على رعاية المتفوقين واحتضانهم داخل أروقة الجامعة لحين تخرجهم وبعد التحاقهم بفرص العمل المرموقه فى مختلف المجالات.

 

واستمعت إلى نماذج مشرفة من ابنائنا وهم يتحدثون عن مسيرتهم منذ تفوقهم فى الثانوية والتحاقهم بالجامعة وتخرجهم منها وكيف حقوق أحلامهم وامانيهم ورغباتهم فى الكلية التى التحقو بيها بإرادتهم الحرة وبرفضهم لما سمعوه من ذويهم وأصدقائهم من كلمات الاستغراب والاستهجان بالقبول فى كليه من الكليات التى تقبل أصحاب المجاميع المنخفضه.

 

 بينما هم من أوائل الثانوية العامة الحاصلين على أعلى مجموع يتيح لهم القبول بما يسمى كليات القمة ومنها الطب والصيدلة وطب الأسنان والهندسة والاقتصاد والعلوم السياسيه.

 

 كما أنه يحقق الذات الاجتماعيه للأسرة التى تريد ابنها او ابنها حاصلة على لقب دكتور او دكتوره او مهندس او باشمهندسه.

وأعتقد أن أسرة الابن أو البنت المتفوقه فى الثانوية العامة لا يجوز لها أن تلتحق بكلية أخرى سوى كليات القمة ويعتبرونه التحاق ابنهم أو بنتهم المتفوقه فى الثانويه فى كلية أخرى غير كليات القمة جريمه أوسبة فى جبين المتفوق وعار عليه لأنه خالف رغبة الأسرة والموروث الاجتماعى الخطأ وهو الحصول على لقب الدكتور فلان إلى راح فين وحتى منين  أو المهندسه فلانه إلى رايحه فين وجايه منين  .

 

وعندما يخرج الابن أو الابنه عن طوع أبيهم ويرون أن طموحهم ورغباتهم وأحلامهم فى الالتحاق بواحدة من الكليات مثل الحقوق مثلا تقوم الدنيا ولا تقعد ويعتبرونه الابن أو الابنهم لا يعرفون مستقبلهم ولن يفلحوا فى المجال الذى يحبونه ويحرمونهم من الفشخرة والتفاخر الاجتماعى المزيف بأن ابنى فلان دكتور او مهندس وبنت فلانه دكتوره او مهندسه وعندما يتخرج الابن أو البنت ويجلس فى المنزل أو يفشل فى الكليه يعلق الابن أو الابنه كل ذلك فى رقبة أباه أو أمه لانهم التحق بالكلية الفلانية ليحقق رغبتهم ويرضيهم ولم يتركوا له الفرصة الالتحاق بالكلية التى يحبها ويرى نفسه ويحقق ذاته ويتفوق فيها.

 

حدث هذا مع نموذج مشرف من أوائل الثانوية العامة قسم أدبى قدمت لها الجامعه الالمانية منحه دراسيه واختارت بإرادتها ورغبتها الالتحاق بكلية الحقوق بالجامعة الألمانية.

 

وكانت النتيجه استمرار التفوق وامتدادها طوال سنوات الدراسه بالكليه بل تتويجه بالتعيين معيدة فى الكليه وحصلت على أفضل لقب وهو الدكتوره بل وحصلت على مكانه اجتماعية مرموقة وحققت حلمها وتعيش سعيدة فى حياتها ونقلت هذه الطالبه تجربتها المشرفه بالجامعة الألمانية إلى زملائها المتفوقين فى الثانويه العامة والمتقدمين للالتحاق بالجامعه.

 

للاسف مجتمعنا مصاب بأمراض وموروثات خطيرة اتجاه رغبات وطموحات ابنائنا ومنها أن معيار التفوق والمجاميع العاليه لا يجوز له الاقتراب من اى كلية أخرى سوى الطب والصيدلة وطب الأسنان والهندسه وهذا جرم كبير نرتكبه فى حق ابنائنا واقول لكم  أن نموذج اول الادبى منذ اربع سنوات حصلت على منحه من الجامعه الالمانيه والتحقت بكلية الحقوق خير مثال تقتدو به.

 

 اتركوا ابنائكم يحققون أحلامهم وذاتهم ولا تكونو حجر عثرة فى طريقهم ولا تضع الاعلامى فى عنوقهم واتركوهم يختارون مستقبلهم بإرادتهم مع تقديمه النصيحه منكم لهم وليس إجبارهم أو الضغط عليم من أجل تحقيق موروث اجتماعى زائف ومن أجل الفشخرة الكدابه.