شخابيط
عقدة كليات القمة تحطمت على ضفاف نهر "شبراى"
لدينا موروث ثقافي تناقلته الأجيال.. ومن أخطر تلك الموروثات التى عفا عليها الزمن هى مجاميع الثانوية العامة.. من أجل الالتحاق بكليات المجموعة الطبية والهندسية، والتى نطلق عليها كليات "القمة"، حيث أصبحت مرضا مزمنا نعانى منه.
أيام قليلة تفصلنا عن امتحانات الثانوية العامة وتكرار سيناريو معركة الثانوية لحصول الطالب على مجموع كبير، ونتيجة لضغط ولى الأمر ضاربا برغبة الطالب واختياره التخصص الذي يبدع فيه عرض الحائط، والنتيجة اختفاء الابداع والابتكار.
ويفشل بعض الطلاب في هذه الكليات رغم تفوقهم في الثانوية العامة.. بسبب أنه مجبر على الاختيار لا لشيء سوى الوجاهة الاجتماعية، الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اكد انه تم رصد من 20 لـ22% من الطلاب الملتحقين بكليات القمة رسبوا في أول عام دراسي.. وهذا يؤكد فكرة "استخسار المجموع " الذى نعيش فيها حاليا.
زرت جامعة برلين للعلوم التطبيقية "HTW " فى نوفمبر 2017 والتى تأسست عام 1994 على ضفاف نهر "شبراى".. ويدرس بها حاليا اكثر من 13 الف طالب وطالبة وهى من افضل 3 جامعات تطبيقية على مستوى العالم، لتوقيع اتفاقيات تأسيس الجامعة الالمانية الدولية بالعاصمة الادارية.. وهى ضمن تحالف الجامعات الالمانية المشاركة فى تأسيسها، وشاهدت أول سيارة محمولة فى العالم من اختراع طلابها، وتمنيت فى ذلك الوقت أن يتخلص طلابنا من عقدة الدراسة التقليدية "الممسوخة"، وأن تتاح لهم الفرصة ليتعلموا من تلك التجارب الناجحة.
وبعد 4 سنوات تكررت الزيارة مرة أخرى الاسبوع الماضى مع الدكتور اشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الالمانية ونائب رئيس مجلس أمناء الجامعة الالمانية الدولية.
والسفير يوليوس لوي، سفير ألمانيا السابق لدي مصر ورئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية الدولية والدكتور سليم عبدالناظر رئيس الجامعة الالمانية الدولية، وسعدت جدا بتحول أمنياتى وأحلامى الى حقيقة على أرض الواقع، التقيت بـ 100طالب وطالبة يدرسون لمدة فصل دراسى كامل داخل أسوار جامعة برلين التطبيقية للتكنولوجيا HTW، وهم الآن شركاء الطلاب الألمان فى الابحاث العلمية داخل معاملها ومدرجاتها، وسعادتى الأكبر عندما تحدث طلابنا وقالوا إن الاستفادة العلمية متبادلة بيننا وبين الطلاب فى الجامعة، وحضرنا هنا "لنتعلم ونعلم"، هؤلاء بعد حصولهم على مجاميع مرتفعة فى الثانوية العامة الطلاب رفضوا الالتحاق بالكليات التى نطلق عليها كليات القمة وفكروا خارج الصندوق واختاروا دراسة تخصصات المستقبل التى اتاحتها لهم الجامعة الالمانية الدولية الوليدة التى تمتلك حاليا اطول ممر تكنولوجى فى الشرق الأوسط والثانى على مستوى العالم لتعليم وتدريب الطلاب على أحدث الوسائل التكنولوجية المستخدمة في الصناعات المختلفة.
ربما يعتقد البعض ان ما فعلوه صدمة وخروجًا على كل مألوف
لا والف لا، يمنى محمد جلال وخلود وليد ورغد أشرف وحبيبة المرصفى وفرح أشرف طالبات الجامعة الالمانية الدولية بالعاصمة الادارية، اختاروا دراسة ما يتفق مع ميولهم ورغباتهم الحقيقة، قالوا لانفسهم لا يوجد شئ يطلق عليه "استخسار المجموع"، ويدرسون حاليا لمدة فصل دراسى بمقر جامعة HTW ببرلين، مع طلاب من مختلف جنسيات العالم وحاليا يقومون بعمل مشروعات بحثية مشتركة، وجهوا بعض النصائح لطلاب الثانوية العامة لا ترتدوا أقنعة الاخريين، وابويا وأمى عايزين ايه، اختاروا الكلية التى تحبونها وحطموا وصف كليات القمة الذى صنعناه وعشنا فيه سنوات طويلة.
ويجب على طلاب الثانوية اختيار التخصص الذى يتفق مع ميوله والا سنعانى من نتيجة اختياره الخاطئ فى المستقبل
ما يقوم به أولياء الأمور حاليا بتوجيه ابنائهم الى كليات بعينها من أجل الوجاهة هو تدمير لمستقبلهم بدون قصد وعن جهل فهل يضمن من يصرون على ألتحاق أبنائهم بمثل تلك الكليات توفير فرص عمل بعد أن أصبح العرض أكثر من الطلب.