ضمن محور "مهارات حكومات المستقبل" خلال القمة العالمية للحكومات 2022
التواصل الفعال وتصميم الكوادر وصناعة المحتوى ترسم ملامح حكومات المستقبل
الأربعاء 30/مارس/2022 - 01:24 م
مارجري كراوس: الجائحة أثبتت أهمية التواصل الحكومي ومشاركة المعلومات
راندال لين: الرسائل القادرة على الوصول إلى الجمهور هي التي تكتب قصصا يمكن سردها رقمياً
جون براينت: "محو الأمية المالية" لجميع الأفراد من مختلف المستويات والشرائح
ستيف جاردنج: 56% من الجمهور يتأثرون بالعاطفة وحركة الجسد و7% يتأثرون بالكلمة
نصير ياسين: العالم الرقمي يتغير بنفسه ويغيّر الحياة أسرع مما يفعل الأفراد والحكومات
استعرضت القمة العالمية للحكومات 2022، ضمن محور "مهارات حكومات المستقبل"، أربعة مواضيع رئيسة تضمنت: "فنون الاتصال والسرد القصصي الحكومي" و"تصميم كوادر العمل الحكومي للمستقبل" و"21 عاطفة للحكومات" و"صناعة المحتوى في الحكومات"، شارك فيها كل من: مارجري كراوس، المؤسس والرئيس التنفيذي "أبكو"، وراندال لين رئيس تحرير المحتوى في فوربس، وجون هوب براينت المؤسس ورئيس مجلس الإدارة لمجموعة شركات "أوبريشن هوب آند براينت"، والبروفيسور ستيف جاردنج من كلية كينيدي للإدارة الحكومية في جامعة هارفرد. ونصير ياسين، الرئيس التنفيذي لـ "ناس أكاديمي".
وفي جلسة "فنون الاتصال والسرد القصصي الحكومي"، تحدثت مارجري كراوس، حول ضرورة تعلم وإجادة التواصل الفعال، لافتة إلى التغير الحاصل في أساليب ومستوى التواصل الحكومي، الذي بدأ يأخذ أشكالاً رقمية تستجيب للضرورات العصرية، ومتطرقة إلى تجربة الإمارات التي تشهد توسعاً في استخدام التطبيقات ووسائل التواصل.
وأكدت كراوس ضرورة الانفتاح والشفافية لتحقيق أكبر قدر من الفعالية في إيصال الرسائل والتواصل مع الجمهور المستهدف، وأهمية تحويل الرسائل والمعلومات الحكومية إلى قصص قابلة للسرد، ليسهل إيصالها بطريقة ناجحة تؤدي الغرض، وتحقق الهدف.
وأشارت مارجري كراوس إلى أن واحدة من أهم الميزات التي يمكن ملاحظتها في هذه البقعة من العالم، أن الحكومات تحظى بمقدار عالٍ من ثقة الجمهور. وهذه الثقة تعد ميزة أكثر من رائعة لبدء بناء نمط من التواصل الفعال.
ورأت مارجري كراوس أن الجائحة أثبتت أهمية التواصل الحكومي، وكذلك أهمية مشاركة المعلومات، في بناء الثقة بين الحكومات ومجتمعاتها، وكذلك في بناء تعاون إيجابي بين الدول لمواجهة الجائحة.
من جهته، رأى راندال لين أن العالم ينتقل بشكل سريع إلى الوسائل الرقمية، وهو ما يجعل الرسائل عبر التطبيقات والوسائط أكثر تأثيراً من سواها.
وأكد أن الرسائل القادرة على الوصول إلى الجمهور المستهدف هي التي تكتب في صورة قصص يمكن سردها رقمياً، لافتا إلى أن القصص اليوم تشكل أكثر الأساليب قدرة على إيصال مختلف الرسائل والمعلومات.
وأشار إلى أهمية الاستفادة من الشباب في تصميم هذه الرسائل، والوقوف على أساليب توزيعها، وتحديد الجهات التي تستقبلها، مع ضرورة أن تصل إلى الجميع، وشدد في الأثناء على أهمية الاستفادة من التغذية الراجعة في تعديل شكل ومضمون هذه الرسائل التي تصنع التواصل الحكومي.
وتحت عنوان "تصميم كوادر العمل الحكومي للمستقبل" و"21 عاطفة للحكومات" و"صناعة المحتوى في الحكومات"، تحدث جون هوب براينت، عن ضرورة تبني التغيير، كمنبع للأفكار الجدية ومصدر لاجتراح أساليب عمل تتفق مع المتطلبات غير المنظورة التي تفرضها الحياة اليوم.
ولفت براينت إلى ضرورة أن تعمل الحكومات على تنمية مهارات الأفراد، لا سيما أولئك الذين يمتلكون شغفاً ما نحو أي من الأنشطة، التي يمكن أن ينجم عنها نشاط اقتصادي، لافتاً إلى أن الشركات الناشئة تمثل القيمة الأساسية في أي اقتصاد، وهي ما يضيف الجزء الأكبر من العوائد إلى الناتج الإجمالي العالمي.
وطالب بالتخلي عن الدور التقليدي للدولة، الذي يقوم على التمويل، واستبدال ذلك باستخدام سلطة الدولة، و"صوتها المرتفع" لفرض شروط تعزز الابتكار، مثل فرض العمل على "محو الأمية المالية" عند جميع المواطنين من مختلف المستويات والشرائح، مؤكداً أن دعائم أي دولة هي ثلاثة تتمثل بالقطاع الخاص، القادر على خلق الوظائف، والحكومة القادرة على التنظيم وخلق الفرص، والمجتمع الذي يمكنه أن يكون مصدراً للطموح والشغف. وأن العلاقة بين هذه الدعائم تحدد نجاح أو فشل التنمية في أي بلد.
وتحت عنوان "21 عاطفة للحكومات"، تحدث البروفيسور ستيف جاردنج مشدداً على العناصر الأقوى في تحريك عاطفة مستقبل الرسائل، لافتاً في الأثناء إلى أن الرسائل الأكثر ثباتاً وقبولاً هي تلك التي تثير لدى المستقبل عواطف ما.
وأشار جاردنج إلى أن دراسات علمية أجراها وفريقه أكدت أن 56 % من مستقبلي الرسائل يتأثرون بحركة الجسد، بينما 32 % منهم يتأثرون بالصوت وحالاته من شدة وارتفاع، وبما يتضمن من انفعالات وسوى ذلك، بينما لا يتأثر بقوة الكلمة سوى 7 % فقط.
وتحت عنوان "صناعة المحتوى في الحكومات"، تحدث اليوتيوبر نصير ياسين حول مفهوم الصحافة والتعريفات المتعلقة بمن ينشطون على وسائل الإعلام الرقمية، مؤكداً أن هؤلاء الـ"يوتيوبر" والـ"تيكتوكر" هم في الحقيقة صحافيون متنكرون في هيئة أفراد يميلون للتعبير عن أنفسهم.
ورأى ياسين أن ما يجري على المساحة الرقمية اليوم هو في الواقع تجسيد لفكرة "لا مركزية الصحافيين" و"لا مركزية المحتوى"، وهو ما يتطلب إعادة النظر في المفاهيم التقليدية التي تتناول الإعلام عموماً، والنشاط الصحفي وصناعة المحتوى على وجه الخصوص.
ولفت إلى أن هناك الكثير من التغييرات التي حدثت وتحدث في العالم اليوم بسبب وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات العالم الرقمي، مؤكداً أن هذه الأخيرة تتغير وتغيّر أسرع مما يفعل الأفراد والحكومات.