حان وقت الجامعات المتخصصة!! "1/ 2 "
شهد التعليم فى مصر نشأة عدد كبير من الجامعات، ولكنها كانت جامعات نمطية تقليدية، باستثناء جامعة حلوان والتى تعتبر جامعة حديثة نسبيا مقارنة بالجامعات المصرية العريقة مثل جامعة القاهرة و جامعة عين شمس واسيوط، حيث أنشئت عام 1975 واعتبرت فريدة من نوعها فى ذلك الوقت حيث ضمت مجموعة من الكليات نوعية ذات طبيعة خاصة غير متكررة بالجامعات المصرية مثل كلية الفنون التطبيقية، كلية التربية الفنية، كلية التربية الموسيقية كما تعتبر كليات الفنون الجميلة والتربية الرياضية للبنين والبنات والاقتصاد المنزلى هي الكليات الأم وانبثقت منها الكليات المماثلة في الجامعات الأخرى.
الفكرة كانت نواة انشاء جامعات متخصصة،
ولكن الفكرة للأسف ولظروف لا يعلمها الا الله وصناع القرار فى ذلك الوقت لم تكتمل، وجاءت بقية الجامعات التى تم تأسيسها صورة كربونية
من الجامعات الأم نفس الكليات والتخصصات التى ركزت على حشو دماغ الطالب بمعلومات تصبح
عديمة الفائدة حال تخرجه، وفقدت القدرة على صياغة سياسة تعليمية متخصصة ومحددة تجعل
من الجامعة حلقة وصل بين تعليم الطالب الجامعى وسوق العمل بعد التخرج، وهى مجرد مسميات
دون النظر الى المستقبل الذى يدعو الى التخصص وكانت النتيجة الحتمية لذلك ان هناك تشابه كبير بين اغلبية جامعاتنا، وربما
يصل الى تطابق حاول بعضها حل المشكلة ببرامج
دراسية موازية أهتمت من وجهة نظرى بالربح المادى والكم والنوع ولم تهتم بالمضمون،
وكانت الرؤى والرسائل والأهداف التي أسست من
أجلها عبارة عن حبر على ورق.
حتى الرسائل العلمية معظمها وصل
لدرجة انها مجرد ابحاث من اجل الترقية
، وطالعتنا الصحف بعناوين مثل
"مئات الأبحاث العلمية في الجامعات حبيسة الأدراج" و "البحث العلمي يقف عند الباحث، ويظل
ولا يتم الاستفادة منه" و "الابحاث العلمية على الرف " الأبحاث العلمية
ثروة مكدسة في المخازن تغرق فــــي الإهمال"
و "الأبحاث العلمية جهود ضائعة وأموال
مهدرة " كل هذا نتيجة "اقلب الشراب " فى الرسائل العلمية خلال الفترة الماضية، ويحسب للقائمين حاليا وضع
ضوابط للرسائل العلميه والتوجه لربط البحث العلمى بالصناعة وايضا هناك عقوبات رداعة
ضد السرقات العلمية
ومع بداية التسعينات ظهرت فكرة انشاء الجامعات
الخاصة والتى كانت حديث الشارع المصرى بين
الرفض والقبول وتوقعنا أن يكون لها بصمة جديدة بتقديم تخصصات مختلفة ولكن سارت على
درب ونهج الجامعات الحكومية وتكررت الكليات
والتخصصات بأسماء جديدة فقط وبنفس المضمون.
والأن حان الوقت ان نتوجه الى انشاء جامعات
متخصصة متكاملة وهذه خطوة تأخرنا فيها كثيرا
حتى نواكب العالم من حولنا من توحيد الجهود
لحل مشكلاتنا بالاختصاص والتكامل والبحث والتطبيق.
واتمنى ان ارى عاجلا تلك الجامعات المتخصصة التى تحتاج الى تضافر القطاع
االخاص مع الحكومى وإندماج الجامعات والمؤسسات
التعليمية الكبرى على ارض وطننا الغالى.
وللحديث بقية