ازدواجية المعايير وتكريمات المدارس.. ويابخت من كان النقيب خاله!
الإثنين 05/يوليو/2021 - 01:08 م
ظاهرة لفتت نظري اثناء عملي بالتربية والتعليم بمدارس عديدة وهي ظاهرة "ازدواجية المعايير وتكريمات المدارس".. تقام تكريمات فى المدارس لبعض الامور اهمها:
1- خروج احد العاملين بالمدرسة للمعاش .
2- مغادرة وانتقال احد العاملين بالمدرسة الى مدرسة اخرى او الى وظيفة جديدة في التعليم .
3- مريض شفاه الله من مرض عضال وعاد لعمله بالمدرسة سالما بإذن الله .
4- تعرض احد العاملين بالمدرسة لاجراء عملية جراحية او وعكة صحية شديدة.
طبعا التكريم في حد ذاته هو سلوك ايجابي ينم عن روح الفريق و التعاون والمودة السائدة والتي يجب ان تسود بين جميع العاملين بالمدرسة ولكن يابخت من كان النقيب خاله وهو مثل شعبي شائع من الامثال الشعبية المصرية.. واقصد به اهل الحظوة المقربين والمرغوبين من ادارة المدرسة فهؤلاء يابختهم لان النقيب خالهم؟!
وبخصوص تلك التكريمات لاحظت تصرفات وردود افعال مختلفة متناقضة لنفس المواقف التى تتكرر مع اشخاص مختلفة من الفئات المدرجة اعلاه، ويمكن ان نقسم هؤلاء الاشخاص لفئتين:
1- الفئة الاولى :-
هي الفئة المقربة والمرغوبة من قبل ادارة المدرسة ومن قبل جماعات القوى والضغط والمصالح داخل المدرسة ، وتلك الفئة اذا حدث لها امر او ظرف طارئ مما ذكر اعلاه يتم تكريمها والاحتفاء بها ومدحها والاطراء عليها وتقام لها الحفلات و تقدم لها العطايا والهدايا.
وفي المقابل وجدت العكس والنقيض تماما ؟ّ
2- الفئة الثانية:
هي الفئة الغير مقربة وغير مرغوبة من ادارة المدرسة او جماعات القوى والضغط والمصالح داخل المدرسة.. وتلك الفئة اذا حدث لها امر او ظرف طارئ مما ذكر اعلاه لا يتم تكريمها او الاحتفاء بها نهائيا ولا تقام لها الحفلات ولا تقدم لها العطايا والهدايا ، كانهم لم يكونوا موجودين بالمدرسة نهائيا؟.. ومما يثير الدهشة والعجب اشد العجب ان تلك الاحداث التى تحدث مع االفئة الاولى والثانية قد تكون متقاربة ومتتالية لايفصل بينها الا عدة ايام اى ان الفاصل الزمنى بينهم قصير جدا؟
فبعد تكريم فلان الذي احيل للتقاعد او علان الذي غادر المدرسة وانتقل لمدرسة جديدة واقامة الحفلات وتقديم الهدايا لهم.. نجد اخرون مروا بنفس الظروف السابقة لم يعبء برحيلهم احد ولم يهتم بهم احد ولم تقام لهم الحفلات اوتقدم لهم الهدايا.. ويرجع ذلك لعدم اهتمام ادارة المدرسة اوجماعات القوى والضغط والمصالح داخل المدارس بامر هؤلاء !! وكأن هؤلاء الزملاء الذين احيلوا للتقاعد او انتقلوا لمدرسة اخرى لم يكونوا يوما ما زملاء لنا في المدرسة واكلنا معهم عيش وملح ؟! اذن تظهر هنا ازدواجيه المعايير في التعامل مع نفس المواقف ؟؟!!
وهذا يدل على النفاق والرياء وعدم العدل والمساواه بين جميع العاملين بالمدرسة ويدل على نفوذ و تأثير و جماعات الضغط والقوى والمصالح داخل المدرسة.. اذن هنا يصدق المثل القائل "يابخت من كان النقيب خاله" فالشخص المقرب من ادارة المدرسة ومن جماعات الضغط والقوى والمصالح بالمدرسة تم تكريمه والاهتمام به واقامة الحفلات وجلب الهدايا والعطايا له.. اما الشخص غير المقرب وغير مرغوب من ادارة المدرسة وجماعات القوى والضغط والمصالح فلايكرم ولاتقام له الحفلات ولاتجلب له الهدايا..
وللأسف تلك الظاهر موجودة ايضا ليس فى المدارس فقط بل فى كثير من الدواوين والادارا ت الاخرى.. تلك هي ازدواجية المعايير وهى ظاهرة سيئة ينبغي لها الا تتواجد في مدارسنا او دواويننا التى يجب ان تكون منبر وشعاع للعدل والمساوة وعدم التمييز وتسود بها روح الفريق والتعاون والمودة بين الجميع.. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل..