رؤية تربوية.. للتعليم الفني في مصر

  

وفي تصوري أن التخصصات التي أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم في مجال التعليم الفني يجب أن تكون مختلفة من محافظة لأخرى، حسب طابع المحافظة والأنشطة التي تمارس بها ( حضرية أو ريفية أو ساحلية أو صحراوية ) فمثلا صيانة الطاقة الشمسية يمكن أن تطبق في بعض المدارس في محافظتي البحر الأحمر وأسوان..

والسؤال :ماواقع التعليم الفني في الدول التي تعتبر متقدمة أقتصاديا ؟

في ألمانيا يوجد معايير كمية نسبية لقبول الطالب الحاصل على الشهادة الاعدادية ( 50% ثانوى عام و50% ثانوي فني )؛ وهناك مدارس فنية حكومية وخاصة وهناك أتفاق بين الأحزاب السياسية الالمانية والنقابات والحكومة على فتح المجال أمام أصحاب المواهب المتفوقين في التعليم الفني والمهني للالتحاق بالجامعات الالمانية..

نجحت كوريا الجنوبية في التحول من كونها واحدة من أفقر دول العالم لتصبح من أغنى الاقتصاديات العالميىة ؛وبعد أن كانت تحصل على مساعدات من أمريكا أصبحت رقم 12 على مستوى العالم اقتصاديا بسسب تقدمها في التعليم الفني وربط التعليم بالصناعة حيث يلتحق 35 % من الطلاب بالكليات التقنية والمهنية ؛و90 % من خريجي التعليم الفني يلتحقون بسوق العمل بعد تخرجهم ؛والباقي دراسات عليا ونسبة الملتحقين بالتعليم الثانوى الفني بعد المرحلة الاعدادية 35 % والثانوي العام 65%..

محتاجين في مصرنغير سياسة القبول في التعليم الفني بحيث تصبح نسبة الطلاب الحاصلين على الاعدادية والملتحقين بالثانوي الفني 35 % او مناصفة 50% مع التعليم الثانوي العام ؛ لان التعليم الفني محتاج أمكانات وورش ومعامل وأدوات ونفقات.. نحن بحاجة الى التوسع في مشروع مبارك كول مع الجانب الالماني بعد ان اثبت نجاحه وتم توفير فرص للتدريب على مهارات سوق العمل لخريجي هذا المشروع.. محتاجين  تخصصات تخدم المواني الشمسية والتفريغ في مناطق السويس والاسماعيلية والاسكندرية وكذلك مزيد من المدارس في قطاع الطاقة الجديدة المتجددة ( مثل محافظة الوادي الجديد ) وهذا سيساعد الطلاب من خريجي التعليم الفني على الالتحاق بالجامعة التكنولوجية الجديدة وغيرها..

نحن بحاجة الى التوسع في التعليم الفني الفندقي حيث يرتبط بالخدمات السياحية وزيادة الانتاج وكذلك التعليم الفني الزراعي من اجل استصلاح الاراضي وانتاج الاسماك وتربية النحل.. محتاجين تغيير ثقافة المجتمع وهذا يطلب ان الدولة تقدم امتيازات لطلاب التعليم الفني كما يحدث في كل دول العالم مثل السماح للمتفوقين بالالتحاق بالجامعات كل حسب تخصصه صناعي وزراعي وفندقي وتجاري والتدريب في شركات رجال الاعمال ومنحهم وجبة غذاء ووسيلة انتقال للتدريب المهني..

وأخيرا على وزارة التربية والتعليم أن تتعاون مع كليات التربية والكليات التكنولجية وكليات التربية النوعية وكليات السياحة والفنادق أسوة بما حدث من تعاون مع وزارة الصناعة؛ بهدف طرح تخصصات جديدة في التعليم الفني والإستفادة من برامج إعداد معلم التعليم الصناعي والتجاري والفندقي.. وختاما لا بد أن تستفيد مصر من كوريا الجنوبية في ربط التعليم الفني بالصناعة من خلال خطة وأستراتيجية يشارك فيها النقابات ورجال الأعمال وأصحاب الشركات والنقابات والغرف التجارية والغرف الصناعية تتضمن تصميم المناهج وتنفيذ السياسات الاصلاحية وربط المهارات باحتياجات سوق العمل المحلي والاقليمي والدولي..

 

استاذ العلوم التربوية بكلية البنات جامعة عين شمس والعميد الاسبق للكلية..