«طالب الهندسة» لم يتحلل جسده بعد 7 شهور من دفنه
الأربعاء 26/مايو/2021 - 07:16 م
ما يراه طبيب التشريح يعتقد البعض أنها روايات أسطورية وغير منطقية ولكنها حدثت بالفعل داخل المشرحة، أو خارجها.
أوضح الدكتور محمد الشيخ، طبيب التشريح في كتابه «وللجثث رأي آخر» يروي قصة جثة لشاب لم يأكله التراب وتفوح منه رائحة المسك والياسمين، والتي أثارت فضوله لمعرفة طبيعة حياة المتوفيين، وما سبب وصولهم لما كانوا عليه في القبر.
طلبت نيابة طنطا في العام 2011، من مشرحة زينهم طلب باستخراج جثمان متوفي لإثبات أن الوفاة طبيعية أم لا.
تعرض طالب في الفرقة الثانية بكلية الهندسة لإصابة نارية مباشرة في يمين الصدر، وتم نقله إلى مستشفى جامعة طنطا، وتم حجزه في المستشفى ليومين وتم تركيب درنقتين يمين الصدر لسحب نزيف الرئة لكنه مات، وفشلت كل محاولات إنعاشه، وتم وضعه بثلاجة الموتى في المستشفى لحين إنهاء أسرته إجراءات استلامه وتم دفنه.
ذهب طبيب التشريح ومساعده إلى المدافن بمحافظة الغربية لاستخراج الجثة بحضور عضو النيابة و«التربي» وقامت المباحث بعمل كوردون أمني حول المقبرة الأولى لكي لا يرى الأهل عملية التشريح.
أكد الطبيب إن الطالب توفي منذ 7 شهور، يجب أن يكون الجثمان قد تحلل ووصل لمرحلة الهيكل العظمي.
وقف الطبيب يراجع الأوراق الطبية الصادرة من مستشفى الجامعة وعضو النيابة يقوم باستجواب التربي عن موعد الدفن وكم عدد الجثث المدفونة مع الشاب
أكد التربي أنه لا توجد أي جثث مدفونة مع الشاب، وكان والد الشاب يقف بعيدا في حالة شبه انهيار ومحاط بأخوته يحاولون تهدأته، ويبدو من كلامه أنه كان رافض التشريح.
وبمجرد فتح التربي باب المدفن، شم هو والطبيب رائحة عطور فل وياسمين لدرجة أن التربي قال بصوت عال «الله أكبر»، فنهره عضو النيابة ودخل طبيب التشريح ليتأكد من صحة أقوال التربي، وكان يشعر بسعادة بالغة وجاء في ذهنه الآية الكريمة «فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ»، واقترب من الكفن فاشتم رائحة العطر المستخدم في الحرم
خرج الطبيب ليتحدث إلى عضو النيابة عن أن الكفن ليس عليه أي ذرة تراب واحدة، رغم الأرض الترابية، كما أنه محتفظ بوضعيته وواضح بشكل مؤكد أن الجثمان بداخله لم يتحلل، بالاضافة إلى أن الدماء طازجة على الكفن جهة الصدر، فأيقن الطبيب أن هذا ليس جثمان الشاب المتوفى منذ 7 أشهر، بل جثمان مدفون من ساعات قليلة.
وعند إلقاء نظرة على وجه المتوفى فرأى شابا نائما بوجه ملائكي في هدوء بابتسامة خفيفة ورضا وقناعة، فالتقت له صورة وخرج، وقال لعضوي النيابة والمباحث إن الجثة الموجودة بالداخل مدفونة منذ قليل، فارتعب التربي وأقسم أن المدفن لم يُفتح منذ 7 شهور ودلل على كلامه بالأسمنت القديم جدا والتراب على الباب، وكان كلامه منطقي جدا.
ارتبك طبيب التشريح وقال لصديقه عضو النيابة سرًا: «الجثة لم تتحلل نهائيا، فانصعق وقال له تأكد من الإصابات الموجودة في التقرير، وافق الطبيب ودخل المدفن هو ومساعده وفتح الكفن ووجد الصدر يوجد عليه دم طازج ودافئ تمامًا، ورأى موضع دخول المقذوف الناري ومكان الدرنقتين في نفس الموضع الذي وصفه تقرير المستشفى، فضغط على الصدر ببطء ازداد النزيف، فأغلق الكفن كما كان وخرج متأكد أن هذا ليس جثمان الشاب، فأكد لوكيل النيابة أن هذا ليس الجثمان الحقيقي فاقترب منه وسأله هل الإصابات ليست موجودة، فرد الطبيب موجودة ولكنها حديثة جدا، أي منذ ساعات قليلة، فوقف في حالة ذهول»
عرض الطبيب فكرة راوداته، حيث نادى على والد الشاب وسأله عن صورة لابنه المتوفى، ففتح هاتفه المحمول وأظهر صورة ابنه للطبيب ففوجئ طبيب التشريح بأنه نفس الشاب المدفون، وشعر وقتها بمشاعر مختلطة، ما بين السعادة والارتباك والقدسية والخوف من الله والرجاء فيه، وكان يتمنى أن يقول للأب إن ابنه في الجنة ولكن لم يستطع
ذهب الطبيب لوكيل النيابة وأخبره أن المدفون هو نفس الشاب فبدأ يتعرق ويهتز وقال له: «ماذا سنفعل فرد الطبيب سأتصرف، ودخل المدفن مرة أخرى مع مساعده، وظل بالداخل لربع ساعة ولم يفصح الطبيب عما حدث بالداخل، وبعدها خرج وكتب تقرير أنه تم التشريح بمعرفته وتم قفل المدفن»
جلس الطبيب وعضو النيابة، واستدعيا الأب وروى الطبيب ما رأه له، وقال له ابنك بإذن الله شهيد، وطلب منه عضو النيابة أن يقسم بأن تلك المقبرة لن تفتح مرة أخرى لأي سبب، فأقسم الأب وهو في حالة سعادة غامرة وكأنه صغر 20 عاما، وكأنه يحتفل بميلاد ابنه وليس وفاته.
فسأله الطبيب ما أكثر شئ كان يفعله ابنه في حياته، رد بكلمتين قائلًا: «كانت كل نيته لله، وكان يتصدق حتى لو مش معاه جنيه».