انسانيات.."الطفولة...المراهقة والعالم الرقمي"(١/4)
في زمن العالم الرقمي، تحديات كبيرة تواجه الأسرة العربية في تربية أبنائهم بعد غزو عالم الإنترنت عقول الأبناء منذ الطفولة المبكرة إلي مرحلة المراهقة، والتي تسببت في مشاكل عقلية وتربوية تكاد تصل إلي الإنتحار والأمراض النفسية. إن "مرحلة المراهقة" تعتبر من أصعب المراحل العمرية عند الآباء في العملية التربوية السليمة.فماذا إذن عن هذا الزمن المختلف في تربية الأبناء "زمن العالم الفضائي والرقمي" ؟؟؟؟. مرحلة المراهقة" تعتبر مرحلة إخراج ما تم تخزينه في مرحلة الطفولة.عندما يولد الطفل، يحاول الآباء تشكيل طفلهم كما يرغبون في "التسع سنوات الأولي" من العمر.
فإذا كان للطفل حظ وافر من الحنان والإهتمام
من الناحية العاطفية والإعتناء الجسدي ، النفسي، الدراسي والمعنوي ، سيكون الناتج
"طفل سوي" نفسيا وجسديآ ومعنويآ. ولكن ماذا إذا تعرض الطفل للإهمال الدراسي
والعاطفي أوً حتي الجسدي؟؟؟؟ ، بالطبع سيتعرض الطفل إلي هشاشة نفسية ، جسدية وعاطفية.
إذن مرحلة المراهقة تعتبر ناتج لما تشكل عليه الطفل في مرحلة الطفولة. عندما نبدأ في
تحليل تأثير السوشيال ميديا وعالم الإنترنت علي المراهقين. لابد إذن، أن تكون البداية
من مرحلة الطفولة وكيف كان يتعامل الآباء مع الإنترنت أو جهاز الموبايل؟؟؟. كنت دائمآ
أري معظم الآباء يتخلصون من مسئولياتهم التربوية لأطفالهم عن طريق تجاهل الطفل وجعله أسير لعالم الإنترنت.في "الثلاث السنوات الأولي"
، أثبتت الدراسات أن الطفل تحت سن الثلاث سنوات ،
يجب أن يتم منعه تماما من إستخدام الإنترنت
أو جهاز الموبايل وذلك حتي يسمح للعقل البشري والسلوكيات من النمو العقلي والنفسي السليم
، حيث أن عالم الفضاء الإلكتروني قد يكون له تأثيرات سلبية تجاه النمو العقلي والنفسي
أو حتي الجسدي للأطفال. هذا عكس ما نراه في الواقع ، حيث أن معظم الأمهات تحاول أن
تشغل أطفالهم في خلال الإنترنت حتي تتفرغ لمسؤولياتها المنزلية، بالرغم أن هذه المرحلة
وبالأخص "الثلاث سنوات الأولي" قد تحتاج إلي التواصل الجسدي بين الأم والأب
وأطفالهم، التحدث الدائم لهم ، الحنان الدائم لدعمهم نفسيآ وتدعيم الإحساس بالأمان
، من سن السنتين تبدأ الأم في التواصل الفكري والتعليمي لطفلها من خلال رواية القصص
المرئية ، أيضآ التواصل من خلال اللغة الحركية والمرئية للطفل وحتي مع إستخدام شبكة
الإنترنت للطفل من الممكن أن تكون البداية في سن الثلاث سنوات، بزمن محدد لا يتعدي
"النصف ساعة" فقط حتي سن السابعة، وذلك حتي لا يعتقد الطفل أن العالم هو
"عالم الإنترنت" غير مدرك أن هناك عالم آخر بين المنزل والنادي وممارسة الرياضة
والتواصل الإجتماعي الحقيقي وليس الإلكتروني فقط. إذن أدركنا الآن أن الطفل تحت الثلاث
السنوات,
من الخطر أن يحتل عقله عالم الفضاء الإلكتروني، حرصآ علي نمو عقله السليم.أما بعد الثلاث السنوات ، من الممكن أن ينفتح الطفل علي العالم الإلكتروني ولكن بزمن محدد وبرامج وألعاب تعليمية مفيدة للعقل وذلك بالطبع مع التزامن بتنمية المهارات المجتمعية الواقعية والرياضية في مختلف المجالات. في المقالات القادمة سأحاول طرح مشاكل "مرحلة الطفولة" حتي "مرحلة المراهقة" الإلكترونية في زمن السوشيال ميديا وكيفية التصدي وعلاج هذه المشاكل النفسية والتربوية.في المقالات القادمة سأتناول االأخطاء التربوية للأطفال التي قادتهم إلي الأمراض التكنولوجية السلوكية الناتجة عن سوء إستخدام شبكة الإنترنت وكيفية العلاج . إن الطفل والمراهق هم شباب المستقبل ولن أدخر جهدآ في حماية شباب المستقبل من الغزو المدمر التكنولوجي لعقولهم إن تم إساءة إستخدام شبكة الإنترنت.