الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

كورونا والساعات المُعتمدة والجَودة

الأربعاء 14/أبريل/2021 - 03:18 م

قدرةُ المجتمعاتِ على مواجهةِ المِحنِ تكشفُ جوهرَها؛ كيف هي بنيتُها التحتيةُ، وما مدى استعدادِ الأفرادِ والحكوماتِ. 

رغمَ قسوةِ كورونا فقد اتضحَ تمامًا واقعُ البنيةِ الصحيةِ والتعليميةِ ‏ومدى صلابةِ النظامِ الاقتصادي. 



‏بدايةّ، العبرةُ ليست بالمسمياتِ المنقولةِ لادعاءِ العالمية، لكنها ‏بالنظمِ التعليميةِ التي تتفقُ مع المجتمعِ وامكاناتِ الجامعاتِ منأعضاءِ هيئةِ التدريسِ والمكتباتِ والمعاملِ والفصولِ. 

‏وقد ربطَت إداراتٌ وجودَها واستمرارَها وتصعيدَها بتبني نظامِ الساعاتِالمعتمدةِ رغمًا عن آراءٍ عدةٍ أكدَت أنه لا يصلحُ لجامعاتِ الأعدادِ الكبيرةِ شحيحةِ الاِمكاناتِ.  



أما الجودةُ فقد ظهَرَ مُسَماها منذ قُرابةِ الخمسِ عشرة عامًا بفعلِ من تصوروه مفتاحَ بقائهم، فاندثروا وتبناه غيرُهم.

 مجردُ استماراتٍ واستبياناتٍ وإحصاءاتٌ مصنوعةٌ عن إنجازاتٍ ورضاءٍ وظيفي كاسحٍ. ثم استبياناتٌ يملأُها طلابٌ مُتغيبون، تخويفٌلأعضاء هيئةِ التدريسِ فانكفأ بعضهُم على التنازلِ والتغاضي. 

ولتصويرِ برامجِ الساعاتِ المعتمدةِ نجاحًا، على أعضاء هيئةالتدريس ملءُ تقاريرِ الجودة يُقرون فيها باستيفاءِ  تجاربٍ معمليةٍ حتى مع عدم وجودِ معاملٍ حقيقيةٍ مجهزةٍ، وإلا فالخصمُالمالي سيفٌ مُشهرٌ. 



سَمَمَت الجودةُ المُدعاة أجواءَ العملَ الجامعي. سَمَمَت العلاقةَ بين أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ والطلابِ بالسماحِ بتجاوزاتِالطلابِ، فغلَبَ على أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ الإحساسُ  بالجحودِ والنكرانِ. 

سَمَمَت العلاقةَ بين إداراتِ الكلياتِ وأعضاءِ هيئاتِالتدريسِ بعد أن وجدوا أن ممارساتِها بلا نفعٍ عامٍ حقيقي بل تُقللُ من شأنِهم. ثم، سَمَمَت علاقةَ الطلابِ بالمجتمعِ ومؤسساتِالدولةِ وجهاتِ العملِ لما غَرَسَت فيهم سلوكياتِ الشكوى والتمردِ والتبَرُمِ التي تشهدُ عليها مواقعُ التواصلِ أضفْ إليها التواكلَوالاِستسهالَ. 



جودةٌ بلا نظيرٍ في أيةِ جامعةٍ محترمةٍ تستهلكُ ميزانياتٍ ومكافآتٍ، لا رقابةَ ولا محاسبةَ، بل سِكةُ جوائزٍ وتصعيداتٍ. جودةٌسامةٌ ضررُها يمتدُ لكلِ ما يُشهدُ من سوءِ أداءٍ وسطحيةٍ وفهلوةٍ ونفاقٍ. 


كشفَ فيروس كورونا عدم ملاءمةِ نظام الساعاتِ المعتمدةِ خاصةً مع تقليصِ الفترةِ مابين انتهاءِ الامتحاناتِ وبدءِ الدراسةِ،وأكدَ على أن الجودةَ لم ولن تُحقِقْها الاستماراتُ والتحكمُ الأجوفُ.  

هل من رجاءٍ في طموحاتٍ شخصيةٍ خاصة؟ ‏هل من تقدمٍ في ظلِ تَغَولِ دوائرٍ مغلقةٍ تأتي كل يوم بمصطلحٍ مُفخمٍ مُضخمٍ؟‏أهي جودةُ الإدعاءِ والزيف؟


اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،