تطوير التعليم العالى
إن الدولة تولى إهتماماً كبيراً بقطاع التعليم العالى، الذى يمثل قاطرة التنمية المستقبلية فى ظل المتغيرات السريعة التى يشهدها العالم وبخاصة التحولات الرقمية التى ظهرت اهميتها مع إنتشار جائحة كورون.
فخلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى لوزير التعليم العالى وجه الرئيس الحكومة الى ضرورة الاسراع فى خطوات التحول الرقمي فى التعليم العالى، لتصبح جامعات ذكية من خلال خلق بنية معلوماتية حديثة داخل الجامعات تستطيع مواكبة التطورات والاعتماد عليها فى تقديم الخدمة التعليمية الذكية بجودة كاملة سواء عبر أجهزة الحاسب الآلى أو القنوات الالكترونية المخصصة لذلك والتى تستلزم وجود بنية معلوماتية قوية.
كما وجه الرئيس بضرورة الاستفادة من قدرات الجامعات ومنها قدرات البحث العلمي لخدمة القضايا الراهنة والمساهمة فى تنمية المجتمع ,وايضاً ضرورة جاهزية المستشفيات الجامعية ومساندتها للقطاع الصحى فى مصر فى مواجهة تداعيات انتشار فيروس كورنا.
وقد عبر أحمد زكي رئيس جامعة قناة السويس، أن توجيهات الرئيس تعد منهجاً نحو نقلة حضارية كبيرة فى مصر وبخاصة فى قطاع التعليم.
وأكد أن جامعة قناة السويس، من جهتها ستبذل كل إمكانياتها نحو تكريس عملية التحول الرقمي داخل كليات الجامعة والتى بدأت بالفعل فى كلية الآداب التى إتخذت خطوات جادة فى هذا الصدد، وفيما يتعلق بربط البحث العلمي فى الجامعات لخدمة قضايا المجتمع.
فقد كشفت وزارة التعليم العالى خلال اللقاء عن مشروع إنشاء قاعدة معلومات جينية فى مصر تضم التاريخ الجينومى لكافة طوائف المجتمع والذى يمهد لدخول الدولة عصر العلاج بالجينات وتتبع التسلسل المرضى لبعض الأمراض المتوطنة فى المجتمع والذى يسهم بدورة فى دعم القدرة على إحتوائها والقضاء عليه.
فالاهتمام بالبحث العلمي يمثل ركيزة هامة من ركائز التقدم والذى يلقى الاهتمام الكبير وبخاصة فى الدول المتقدمة سواء من حيث إرتفاع معدلات الانفاق عليه ضمن خطط الموازنة العامة وتعدد البرامج والآليات الداعمة لقطاع البحث العلمي والذى من شأنه رفع مكانة الدولة على كافة المستويات ورفع القدرة الانتاجية.
والتحول نحو الاقتصاد الرقمي القائم على إنتاج التكنولوجيا الفائقة والذكية التى أصبحت تمثل مورد هام من موارد الدخل القومي فى كثير من البلدان، ولاشك ان الدولة تشهد جهوداً كبيرة نحو التحول الرقمي وباتت هناك خطوات كبيرة قد أنجزت على طريق الحكومة الالكترونية والخدمات التى تقدمها والذى بات توجهاً أستراتيجياً راسخاً للدولة فى المرحلة المقبلة والذى تعمل فيه كل قطاعات الدولة من خلال منظومة معلوماتية حديثة تتلافى الإخطاء الإدارية التقليدية وتدفع بإستثمار الطاقات الرقمية فى دفع عجلة الإنتاج والتنمية.
*كاتب المقال
ا.د /عادل السعدني
عميد كلية الآداب جامعة قناه السويس