تداعيات الصراع في القرن الإفريقي علي الوطن العربي
الثلاثاء 16/فبراير/2021 - 09:37 م
تضم منطقة القرن الإفريقي سبع دول بعضها عربي مثل: "السودان - جيبوتي - الصومال" وبعضها الأخر إفريقي مثل: "كينيا - أوغندا - أثيوبيا - أريتريا"، وتتمتع هذه المنطقة بأهمية استراتيجية ليس علي الصعيد الافريقي فقط وانما علي الصعيد العربي ايضاً؛ ذلك أن هذه المنطقة تعد الخزان الأكبر لمياه النيل الذي يعد الشريان الأوحد لتلبية احتياجات مصر من المياه وكذلك السودان، كما أن منطقة القرن الافريقي تضم المداخل الجنوبية للبحر الاحمر"الممر الرئيس لناقلات النفط العربي العملاقة إلي اوربا والولايات المتحدة الامريكية"، وبحكم إطلالتها علي خليج عدن والبحر العربي والحافات الغربية للمحيط الهندي، تمثل البوابة الرئيسية التي يدخل من خلالها الآخرون الي العمق الافريقي عبر ميناء مومباسا الاستراتيجي.
فالاهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة جعلت القوي الدولية النافذة "الولايات المتحدة - فرنسا - بريطانيا - المانيا- ايطاليا" وهناك قوي اقليمية اخري مثل "اسرائيل - ايران- الهند"، وهناك قوي دولية تتطلع لارساء نفوذها عبر مشاريع التنقيب عن النفط مثل "الصين - اليابان - ماليزيا - النرويج - كندا".
في ضوء الاهمية الاستراتيجية للمنطقة ، وفي ضوء الاندفاع الدولي صوبها ، وبحكم تركبية بلدانها الأثنية "العرقية - الثقافية" والتي تتسم بالتعددية القومية والدينية واللغوية فإنها شهدت حروباً اهلية "الحرب الأهلية في الصومال 1991-2004" والنزاع في جنوبي السودان والتوتر في اقليم دارفور والحروب الاهلية في أوغندا والحرب بين أثيوبيا وأرتيريا 1998-2000 والحرب بين أثيوبيا والصومال 1962-1978 ، وهي حروب ونزاعات كان وراءها أصابع اجنبية تحركها وتغذيها من اجل خلق فرصة مناسبة للتدخل في شئونها الخاصة ومن ثم السيطرة علي مقدراتها وثرواتها واتخاذها قاعدة للتحرك صوب دول الجوار العربي .
وبالتالي فإن ما يجري في هذه المنطقة يؤثر بشكل مباشر في المصلحة العربية العليا والأمن القومي العربي، لان ما يجري هناك يمتد تأثيره الي بلدان عربية اخري مثل مصر "المياه" واليمن والسعودية حركة الأساطيل الأجنبية وتنامي دور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي، وازدياد تدفق اللاجئين الهاربين من الحروب الاهلية.
أن ما يحدث في اليمن ليس ببعيد عن مثل تأجيج الصراع الطائفي السني الشيعي، وكذلك القبلي خاصة هذه المنطقة تتحكم في التجارة بين الشرق والغرب عبر مضيق باب المندب.
يجب في هذا الاطار ان تقف الدول العربية موقف موحد مما يحدث في هذه المنطقة، فالصراع الان اصبح عربياً عربياً عبر تأجيج الصراعات الطائفية وبأيدي امريكية اسرائلية.