تجربة مريرة مع كورونا.. والله المنجى
السبت 30/يناير/2021 - 10:34 م
طوال الأيام الماضية، ضرب فيروس "كورونا" جسدي بشراسة وعنف وقسوة، أخرجت الرئة من الخدمة، وألقى بي على مشارف النهاية، أرتع مكرها من آلام لا يمكن احتمالها، بحار تائه في محيط من أوجاع هائجة، أعجز عن وصف مرارتها.. زال الحجاب مرات بيني وبين النهاية.. كل شيء حولي ينذر برحيل: غرفة "الرعاية الحرجة"، وطنين أجهزتها الذي لا يهدأ ليل نهار، كميات الأدوية، نظرات الأطباء والتمريض، رائحة الموت المقترب!
كل هذا مقدّر ومكتوب، لم يحصل إلّا لهدف أو عبرة، فالحياة مسيرة من المشقة، خلق الإنسان في كبد، وبرغم فداحة المعاناة ولدت المنحة في قلب المحنة، مخبأ سريا من الوجع، فإذا بالأمل قادم بصحبة الصبر، وحسن الظن بالله، طاقة نور في قلب العتمة، الثقة بالله "الترياق الأكبر" في مواجهة الفيروس اللعين؛ حتى لاحت بوادر التعافي من بعيد... ذات مرة قال ليّ طبيب كبير: "حالتك تمثل (معجزة) أنا غير مصدق أنك على قيد الحياة"!.. لذلك أنا شاكر للمولى عز وجل أن أخرجني من الشدة التي علمتني حلاوة الخشوع في الملكوت، وأسأله سبحانه أن يمن علي بتمام الشفاء... كما أتوجه بكل الشكر لكم أيها الأعزاء على اهتمامكم، وعلى ما غمرتموني به من فضل، ولكل من حملني "دعاء إلى السماء".. نبيل مشاعركم ذخر ثمين وحياة أخري، قارورة من عطر المحبة، لكل واحد منكم، بل لكل البشر، دعواتكم الحانية جعلت "شعلة روحي" تتوهج بعدما كادت تنطفئ. إن هذه الدنيا لا تساوي شيئا.. لا قيمة لها، دون مودة صادقة وفعل جميل وكلم طيب بلا زيف، تهدهد القلب وتجلو عتمة النفوس؛ متعكم المولى بالصحة والسعادة والطمأنينة!.
من أجل ذلك؛ كل كلمات الشكر لا تكفي وفاء لما تفضل به في محنتي، قولا أو فعلا، الأساتذة الكبار Abdelmohsen Salama رئيس مجلس إدارة الأهرام و Alaa Thabet رئيس تحرير الاهرام و Abdallah Abdelsalam Abdallah مدير عام التحرير وضياء رشوان نقيب الصحفيين... والمفكر الكبير الدكتور Soliman Abdelmoneim و Hany Younes دينامو الإعلام المصري و Ashraf Mofeed و Salah Salem Salah و إسماعيل العوامي و raof Raouf Khalefa و Hazem Abdou و محمد الصايم والدكتور مجدي غريب والدكتور عوض تاج الدين والزملاء في المركز الطبي بالاهرام وفي الدسك المركزي والسادة رؤساء الأقسام ومحرري الأهرام الغراء وفي بلاط صاحبة الجلالة، ولجميع الأصدقاء داخل مصر وفي البلاد العربية وأسأل الله لهم الصحة والعافية والسعادة.
ثم أنا مدين لهم جميعا ب "اعتذار كبير" لعدم قدرتي على الرد على اتصالاتهم، لأنني مازالت أتلقى العلاج بالمنزل بعد الخروج من المستشفى!.