«أنور وجدي» من حلم التمثيل في هوليوود إلى رائد بالسينما المصرية
الأربعاء 27/يناير/2021 - 06:42 م
هو واحد من أشهر الممثلين المصريين في القرن العشرين، اشتهر بالأدوار الرومانسية التي لا تغيب عنها خفة الظل بعض الشيء، وفي ذكرى وفاته نتذكر معًا مسيرته الفنية التي جعلته واحدًا من علامات السينما المصرية في القرن الماضي.
مشاكل مالية وحلم التمثيل في هوليوود
هو أنور يحيى الفتال، والمشهور باسم أنور وجدي، والذي اختار أن يكون الاسم الثاني له وجدي حتى يتقرب من قاسم وجدي المسؤول عن الممثلين الكومبارس وقتما كان يعمل في المسرح، كما أن هناك مصادر آخرى تقول أن اسمه الحقيقي هو محمد أنور وجدي، وُلد في 11 أكتوبر 1904م في عائلة بسيطة الحال، كانت تعمل في تجارة الأقمشة في مدينة حلب السورية، ثم انتقلت إلى مصر بعد أن تعرضت للإفلاس.
لم يكمل أنور وجدي تعليمه حيث كان طالبًا في المدرسة الفرنسية التي تخرج منها المخرج حسن الإمام والفنان فريد الأطرش والفنان نجيب الريحاني وكذلك المطربة أسمهان، فترك أنور الدراسة وأتجه للفن؛ وذلك بسبب ظروف أسرته الصعبة، وظل يعمل في العديد من المهن دون انتظام، إلى جانب عمله في فرق فنية صغيرة، والتي كان يطمح أن ينتقل من خلالها للتمثيل في هوليوود، حيث قام بمحاولات عديدة باءت جميعها بالفشل وطرده والده من المنزل بعد علمه برغبة ابنه في التمثيل.
يوسف وهبي.. العلامة الفارقة في حياة أنور وجدي
لم يتملك اليأس من نفس أنور وجدي حيث كان ميلاد فرقة رمسيس بقيادة الفنان يوسف وهبي فرصة حقيقية له ليدخل المجال الفني، وبعد محاولات عديدة للقاء أحد نجوم المسرح بالفرقة وتوسط قاسم وجدي له عند يوسف وهبي، عمل أنور وجدي في مسرح رمسيس بالفعل حيث كانت وظيفته هي تسليم أوردرات العمل للفنانين وسكرتير ليوسف وهبي أيضًا.
وكان أول ظهور لأنور وجدي حينما قام بدور ضابط رومانى صامت في مسرحية “يوليوس قيصر”، ثم بعد ذلك قام بكتابة بعض المسرحيات، ذات الفصل الواحد لفرقة بديعة مصابني، وعمل في الإذاعة مؤلفًا ومخرجًا، وقدم بعد ذلك مواقف خفيفة مسرحية من إخراجه وكتب نصوصًا وقصصًا نُشر بعضها في المجلات الصادرة في تلك الفترة.
وكانت بدايته في السينما على يد يوسف وهبي أيضًا، وذلك حينما قرر الاستعانة ببعض تلاميذه لأداء بعض الأدوار الصغيرة في أفلامه الأولى، وكان أنور واحدًا منهم، وأسند له بعض الأدوار الثانوية في أفلام مثل “أولاد الذوات”و”الدفاع”، وحينها ترك المسرح نهائيًا، فرشحه المنتج والمخرج أحمد سالم ليشارك في فيلم أجنحة الصحراء في عام 1938م، والذي قامت ببطولته راقية إبراهيم أمام حسين صدقي، ثم بعد ذلك أخذت تتوالى أفلامه واحدًا تلو الآخر.
أنور وجدي فنان شامل
وكان عام 1945م هو واحد من أهم الأعوام التي مر بها أنور وجدي في مسيرته الفنية، وذلك عندما قرر أن ينتج فيلم ليلى بنت الفقراء، إلى جانب كتابته لسيناريو الفيلم أيضًا ورشح لبطولته الفنانة ليلى مراد ورشح للقيام بإخراجه المخرج كمال سليم، لكن أثناء تحضير الفيلم توفى المخرج كمال سليم، وقرر أنور أن يستمر في انتاج الفيلم ويقرر أن يقوم هو باخراجه إلى جانب البطولة، ثم حقق الفيلم نجاحًا هائلًا، وأصبح أنور وجدي مطروحًا على الساحة السينمائية ليس فقط كبطل سينمائي بل أيضًا كمؤلف ومنتج ومخرج.
ثم قدم أنور وجدي مع ليلى مراد سلسلة من الأفلام حققت نجاحًا كبيرًا وقام ببطولتها واخراجها وانتاجها ووصلت إلى 6 أفلام كتب القصة والسيناريو والحوار لها، وهم ليلى بنت الأغنياء، وقلبي دليلي،، وعنبر، وغزل البنات، وحبيب الروح، وبنت الأكابر، وتوج وجدي مسيرته الفنية بالتمثيل في 71 فيلمًا سينمائيًا، وتأليف 16 فيلمًا، وإخراج 13 فيلمًا، وانتاج 5 أفلام.
حياته الزوجية
تزوج الفنان أنور وجدي خلال حياته من 3 فنانات كانت البداية حينما تزوج من الفنانة إلهام حسين، ثم بعد ذلك وفي عام 1945م تزوج من الفنانة ليلى مراد، واعتبرا واحدًا من أشهر الثنائيات السينمائية المصرية، ثم بعد ذلك تزوج من الفنانة ليلى فوزي في سبتمبر 1954م أي قبل وفاته ببضع أشهر.
مرضه ووفاته
كان أنور وجدي مصابًا بمرض وراثي في الكلى مات بسببه والده وشقيقاته الثلاث، وهو مرض الكلية متعددة الكيسات، حيث بدأت أعراضه في الظهور في بداية الخمسينيات من عمره، فنصحه الأطباء بعد عنائه مع المرض بالسفر إلى السويد حيث كان هناك طبيب اخترع جهازًا جديدًا لغسيل الكلى، وكان الأول من نوعه وبالفعل سافر أنور إلى هناك، وأجرى الأطباء جراحة دقيقة له لم تفلح في انقاذه، وتدهورت حالته وتأكد الأطباء أن لا أمل في شفائه حتى بمساعدة الكلية الصناعية، وفقد بصره في أواخر أيامه وكذلك عاني من فقدان الذاكرة المؤقت، وتوفى أنور وجدي في 14 مايو 1955م، عن عمر ناهر 51 عامًا ليصبح واحدًا من أشهر رواد السينما المصرية رغم صغر سنه.