البريد المصريّ عراقة وتطور
للبريد المصريّ تاريخٌ عريق ودورٌ مهم منذ قيام الحضارة على يد الفراعنة، حيث كانوا يكتبون الرسائل على ورق البردي ويسير بها شخص ليوصلها للآخر، كشف عن ذلك الوثيقة التي تعود للأسرة الثانية عشرة (حوالي سنة 2000 ق.م) وهي وصية من أب لولده.
لقد لعب البريد المصريّ دورًا كبيرًا في التأريخ
للأحداث الكبرى والاحتفاء بالشخصيات العظيمة التي تزخر بها مصر.
والبريد المصريّ الذي تأسس عام 1865م هو
واحد من أقدم مؤسسات مصر وأعرقها، ويبلغ عدد العملاء فيه أكثر من 15 مليون عميل، وهو
هيئة اقتصادية اجتماعية تُسهم بشكل مباشر في تحقيق خطط الدولة الرامية إلى تحقيق التنمية،
بما يضمن الحياة الكريمة في كافّة المجالات.
وفي إطار اهتمام مصر بتنمية مؤسساتها العريقة
–ومنها البريد المصريّ- جاء لقاء رئيس مجلس إدارة البريد المصريّ الدكتور (شريف فاروق)
بمقرّ البريد في القرية الذّكية، الدكتور (عيسى علي بانتامى) وزير الاتصالات والاقتصاد
الرقميّ بنيجيريا على رأس وفد رفيع المستوى، واستعرض الجانبان أهمّ وأحدث ما توصّل
إليه البريد المصريّ من تطور في منظومة الخدمات مع شرح للخدمات الجديدة الّتي يُقدمها
البريد المصريّ حاليًا، هذه الزيارة لن تكون الأخيرة في سلسلة زيارات عديدة قادمة من
شأنها زيادة معدلات النمو والتّقدم.
الحقيقة أنّ فكرة تطوير البريد المصريّ
وزيادة قدرته على مواكبة العصر والتقدم، تعود في الأصل إلى الرئيس (السيسي) الذي وجّه
بتعزيز استخدام أحدث التقنيات والمعايير العالمية؛ لتنفيذ مشروعات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا
المعلومات ولمضاعفة قدرات البنية المعلوماتية الرقمية للدولة، لما لذلك من مساهمة مباشرة
في جهود التحوّل الرقميّ، وهو ما أظهر جليًا حرص سيادته على تسليح الدولة بأحدث الوسائل
العلمية، وهذا دأبه منذ تولّى الحكم، فهو يُسابق الزمن من أجل تقدّم الدولة المصرية
سياسيًا واقتصاديًا في الداخل والخارج.
تمثّل هذا الحرص في إطلاق مبادرة
"مستقبلنا رقميّ" تلك المبادرة التي تُمثل منحة للتعلم التكنولوجيّ وتطوير
المهارات الرقمية للشباب المصريّ حيث تُقدّم عددًا كبيرًا من المهارات التكنولوجية
المتقدّمة والخبرات العملية؛ لبناء قدرات الشباب وتأهيلهم لسوق العمل ووظائف المستقبل.
كان سيادته قد وجّه إلى ضرورة الاهتمام بتذليل العقبات
التي قد تواجه العاملين أثناء تأدية عملهم، وتحسين بيئة العمل في المكاتب البريدية
باستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا بما يحقق رضاء المواطنين.
وهذا ما جعل مكاتب البريد تشهدت في الفترة
السابقة تطوير 1600 مكتب على مستوى الجمهورية مزوّدة بالخدمات البنكية والشهر العقاريّ،
بالإضافة إلى كافّة خدمات الشمول الماليّ من تمويل متناهي الصغر وتمويل استهلاكيّ وتأمين
متناهي الصغر.
ما نراه واضحًا جليًا أنّ سقف طموحات القيادة
الحاكمة لن يتوقف عند هذا الحدّ بل ستسعى دائمًا لرفعة ورقي الوطن والمواطن المصريّ
الذي يطمئن لتلك القيادة الرشيدة.
بقلم ا.د/ عادل السعدني
عميد كلية الآداب جامعه قناه السويس