هل يترشح الدكتور طارق شوقى لقيادة اليونسكو؟!
الأربعاء 16/ديسمبر/2020 - 11:49 ص
قلت لصديقى «الخبير الاستراتيجى» إن ما خفى من رسائل زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الاخيرة الى باريس رغم الحظر لا يقل أهمية عما ظهر منها، فلم تقتصر نتائج الزيارة على الاتفاق بين الرئيسين فى القضايا الااستراتيجية، بل رفض الرئيس الفرنسى وضع شروط للتعاون العسكرى مع مصر مقابل تبنيها مفهوم فرنسا لحق التعبير عن الرأى، درس فى الاختلاف المتحضر، فموقف مصر كان حاسما فى التفريق بين حرية الإنسان فى النقد والتعبير وبين قدسية الاديان والمعتقدات، وحقوق الإنسان ليست مقصورة على حقه فى التعبير أو التظاهر ولكن يجب أن يسبقها حقه فى العيش الكريم والمسكن الملائم وقبل كل ذلك فى وطن آمن!..
لكن صديقى الخبير باغتنى بسؤال من خارج المقرر.. بماذا عقَّب الرئيس الفرنسى على قول الرئيس السيسى إنه يجب من أجل القيم الإنسانية ألا تنتهك قيم دينية، عصرت مخى وتذكرت: أكد ماكرون ان الخلاف بينهما حول حقوق الانسان لا يلغى الاتفاق الاستراتيجى فى التعاون الاقتصادى والدفاعى، وأضاف: لقد ناقشنا كيف يمكن ان ندعم علاقاتنا فى المجال التعليمى والثقافى!..
قال الخبير أحسنت .. قلت: مامعنى ذلك؟.. وضع سبابته على مركز المفهومية بالمخ وقال: قلت انهما ناقشا التعليمى والثقافى.. يكون فى معلومك فى صلب نتائج الزيارة دعم أى مرشح مصرى لرئاسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو»، وواصل صديقى الخبير: فى سبتمبر القادم تنتهى مدة المديرة الحالية الفرنسية "أودري أزولي" وآن الأوان أن ترشح مصر واجهة تجمع بين فرص النجاح والتمثيل المشرف لهذا المنصب الدولى الرفيع، وأتوقع أن تكون فرص مصر أوسع هذه المرة فى الفوز، بشرط ترشيح الدكتور طارق شوقى لهذه المهمة، فهو ينطبق عليه الشروط لتمثيل مصر لعدة اسباب:
الاول: هو الخبرة العلمية للدكتور طارق شوقى فهو حاصل على الدكتوراة من معهد ماساشوستش للتكنولوجيا فى الولايات المتحدة الأمريكية، وكان أستاذ الميكانيكا النظرية والتطبيقية في جامعة إلينوي لأكثر من عشر سنوات..
والثانى: هو الخبرة العملية من خلال عمله السابق باليونسكو، ونجح فى تنفيذ العديد من المشروعات حول العالم في مجال تطبيقات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في التعليم والعلوم والثقافة، وشغل مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم والتكنولوجيا في الدول العربية منذ عام 1999 وحتى عام 2012!..
قلت هذه معلومات معروفة، فاستطرد: أما السبب الثالث فهو الخبرة المؤسسية من خلال توليه منصب وزير التربية والتعليم، ثم أضيف اليها التعليم الفنى واستطاع إلى حد كبير أن يطهر المناهج التعليمية فى المدارس من دروس التطرف والحض على الكراهية، كما تعامل بنجاح مع مؤسسات الدولة العميقة العريقة فى البيروقراطية، واستطاع أن يحقق خبرة فى كيفية توظيفها لتحقيق نجاح باهر فى تحريك جبل الجمود الذى أصاب قطاع التعليم من إهمال مقصود بعد سياسة الانفتاح الاقتصادى، وما لحقه من انحراف، عبر العقود السابقة بجميع الاساليب لضرب مجانية التعليم، لمصلحة المدارس الخاصة والدولية، مما مكن فيروس الدروس الخصوصية من التوغل والتغلغل حتى أصاب الشلل المدارس الحكومية والأجنبية على السواء، إلى أن تنفس التعليم هواء التحديث فى عهد الخبير طارق شوقى، الذى تعززت تجربته بنجاحه فى التعامل مع جائحة كورونا.. وأكد حتمية التعليم عن بعد، وتمكن هذا الرجل من حلحلة جبال الجليد والتخلف وتمكين التعليم من معايشة العصر فى آلياته وأدواته، فضلا عن نجاحه فى برامج التأهيل والتدريب ومحو الأمية وجمعيات المجتمع المدنى..
لكل هذه الأسباب تعززت فرص نجاح الدكتور شوقى فى العودة إلى «بيته» اليونسكو ولعله أكثر حظا من سابقيه المصريين الدكتور اسماعيل سراج الدين، والفنان فاروق حسنى والدكتورة مشيرة خطاب، رغم مكانتهما العلمية والدبلوماسية الرفيعة!.. وقبل أن أبدى إعجابا بتحليله وتوقعاته أضاف: لا تنس أن رصيد مصر من التراث العالمى وامتلاكها ثلث آثار العالم، والمشروعات السياحية والتراثية والمتاحف الثمانية التى افتتحت وتفتتح خلال العام المقبل، وفى مقدمتها المتحف المصرى الكبير، هدية مصر الى العالم، كل ذلك يعزز فرصة مصر ويجعلها صاحبة حق فى قيادة المنظمة الدولية العزيزة علينا.. هل تعرف أن هذه المنظمة فى ظل رئيسها الفرنسى رينيه تبنت ومولت مشرع إنقاذ آثار النوبة، ومعبد «أبو سمبل»، فى بداية الستينات من القرن الماضى فى عملية هندسية جبارة جمعت لها التمويل من مصادر ودول عدّة، ورغم أزمة الغرب مع مصر عبد الناصر فى معركة تمويل السد العالى؟!.
ومصر فى هذا العصر شكل تانى فى مكانتها وتعيش أهم مراحل الاتساق والاحترام مع العالم حول منظومة قيم الانفتاح والتعايش واحترام الإنسان وحرياته وقيم المساواة وعدم التمييز بين البشر. وفرصة الدكتور طارق شوقى اكبر فى تبوء هذا المنصب الدولى الرفيع باذن الله
قلت له: اتفقنا أنها فرصة فعلا.. قادر ياكريم !.