الفساد فى الجامعات

ولعل من أهم اسباب الفساد في الجامعات هو قلة وجود معايير أخلاقية في الترقيات حيث يتم تعيين بعض الأشخاص في مناصب قيادية بطرق غير نزيهة وانخفاض الحس الأخلاقي والإنتماء الوطني وانخفاض الوعي وعدم وجود الشجاعة بين بقية الناس لمواجهة الفساد والفاسدين، فهم يغضون البصر، أو يصمتون عن الفساد، مما يشجع الفاسدين للاستمرار بأعمالهم بشكل أكبر والعلاقات االجتماعية والمحاباة، ففي المجتمعات ذات العالقات المترابطة والتي تمتلك منظومة اجتماعية قوية يستحيل استقلال المؤسسات والتمييز بينها وبين الاشخاص. 

ومن مظاهر الفساد في الجامعات هو الإتجار في الشهادات العلمية وخاصة للمغتربين العرب والسفر السياحية المتكررة لبعض رؤساء الجامعات ونوابهم علي نفقة الجامعة وأعرف أن رئيس سابق لاحدى الجامعات سافر للخارج 14 مرة فى عام واحد..! وإهدار الصناديق الخاصة لغراض شخصية وإعلامية وتفصيل وظائف ادارية للمحاسيب والأقارب والبلديات بعد وصولهم سن التقاعد بالمخالفة للقانون وفتوى مجلس الدولة - والشللية والمحسوبيه في اختيار الوظائف الإدارية والتربح من الكتاب الجامعي بفرضة على الطلاب وعدم التدقيق في اختيار أعضاء اللجان العلمية بل ان احد رؤساء الجامعات عين بودى جاردز لحمايته من أعضاء هيئة التدريس ولعمل موكب لزياراته للكليات.    

وشهدت السنوات القليلة الماضية اعترافا متناميا بمشكلة الفساد والتصدي لمناقشتها ولقت اهتماما متجددا صانعي السياسات ويحتفل العالم في 9 ديسمبر من كل عام باليوم العالمي لمكافحة الفساد، وذلك بعد أن اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في أكتوبر عام 2003 اتفاقية مكافحة الفساد، ودخلت حيز التنفيذ في ديسمبر 2005.  

وبدأت مصر فعلا بناء إستراتيجية قومية متكاملة لمكافحة الفساد وإنشاء جهاز مستقل لمحاربة الفساد، ووضع قوانين الحصول على المعلومات وقوانين فعالة لحماية المبلغين عن الفساد من أجل تحقيق التنمية الشاملة فى رؤية مصر 2030 والتى تعتمد على مكافحة الفساد فى أجهزة الدولة. 

وأنا علي يقين كامل بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو الوحيد القادر علي تطهير الجامعات من كل أوجه الفساد وأعتقد بأنه إن لم يتحقق هذا في عهده سيطول أمد الفساد في الجامعات المصرية وندعو المولي أن يوفقه في ذلك..  

اد/ محمد نبيه الغريب 

استاذ متفرغ بقسم التوليد وأمراض النساء 

بكلية الطب جامعة طنطا 

[email protected]